بعض المضادات الحيوية علاج للخرف المبكر؟

14 : 35

قد تظهر أعراض الخرف الجبهي الصدغي أو الخرف المبكر بدءاً من عمر الأربعين. هل وجد الباحثون طريقة جديدة لمعالجة هذا الاضطراب عبر استعمال المضادات الحيوية؟

يشير الخرف الجبهي الصدغي إلى مجموعة من حالات الخرف المبكرة التي تترافق مع ضمور تدريجي لفصوص الدماغ الجبهية أو الصدغية أو الاثنين معاً.

تتعدد أعراض هذا الشكل من الخرف، أبرزها اختلال الوظيفة المعرفية وتغيّر معالم الشخصية والسلوكيات. قد تظهر هذه المؤشرات منذ عمر الأربعين.

بشكل عام، يكون الخرف الجبهي الصدغي مرضاً وراثياً، ويربط الباحثون معظم الحالات بطفرات محددة في الحمض النووي.

حلل علماء من كلية الطب في جامعة "كنتاكي" في "لكسنغتون"، بالتعاون مع زملاء لهم من معاهد بحثية أخرى، جينات متغيرة ومرتبطة بالخرف الجبهي الصدغي. أرادوا معرفة العوامل التي تمنع تلك الجينات من إطلاق المرض. نُشرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة "علم الوراثة الجزيئية البشرية"، وركّز فيها الباحثون على طفرة جينية معينة.

من بين طفرات أخرى، تكون الطفرة في الجينات التي تنظّم إنتاج بروتين البروغرانولين عاملاً مؤثراً لنشوء هذا الشكل المبكر من الخرف. تمنع هذه الطفرة الخلايا الدماغية من إنتاج ذلك البروتين، ما يؤدي على الأرجح إلى نشوء أمراض مرتبطة بالخرف.في الدراسة الجديدة، استعمل الباحثون تقنية زراعة الخلايا لمعرفة مدى قدرتها على كبح الطفرة الجينية التي تثبط إنتاج البروغرانولين. كشفت تجاربهم المخبرية أن عدداً من الأمينوغليكوزيد (نوع من المضادات الحيوية) قد يكون فاعلاً في هذا المجال.

ثم أضافوا جزيئات المضاد الحيوي إلى خلايا مصابة واكتشفوا أن نوعين من مضادات الأمينوغليكوزيد الحيوية (الجنتاميسين "ب1" والجينيتيسين) نجحا في "إصلاح" الطفرة الجينية، ما أدى إلى تجديد إنتاج بروتين البروغرانولين بنسبة تتراوح بين 50 و60%.

يوضح المشرف على الدراسة، ماثيو جنتري: "تحمل الخلايا الدماغية لدى المصابين بالخرف الجبهي الصدغي طفرة تمنع تصنيع البروغرانولين. اكتشف فريق البحث أنه يستطيع "خداع" الآلية الخلوية الناشطة وحثّها على تصنيعه من خلال إضافة جزيئة صغيرة من نوع المضادات الحيوية إلى الخـلايـا".

يذكـــر الباحثون في تقريرهم أن جزيئات الجينيتيسين كانت أكثر فاعلية من جزيئات الجنتاميسين في تجديد إنتاج البروغرانولين.يأمل العلماء مستقبلاً في أن تؤدي نتائجهم إلى تطوير دواء لمحاربة جزءٍ من الآليات التي تُسبب الخرف.

في الوقت الراهن، هم يخططون لتطوير دراستهم المبنية على مبدأ إثبات المفاهيم والتأكد من نتائجهم على نماذج من الفئران التي تحمل الطفرة الجينية المؤثرة. يضيف جنتري: "إذا حصلنا على الموارد اللازمة وتعاونا مع الأطباء، قد نُغيّر طريقة استعمال هذا الدواء. ما زلنا في المرحلة الأولى من الدراسة، لكنها تطرح إثباتاً مهماً على احتمال أن تكون المضادات الحيوية من نوع الأمينوغليكوزيد أو مشتقاته خياراً علاجياً للخرف الجبهي الصدغي".


MISS 3