حافظ على صحة كليتَيْك

02 : 00

يرغب الجميع في حماية صحة القلب والدماغ، لكن متى يفكر الناس بأهمية حماية الكلى؟ يسهل أن نستخف بصحة الكليتيَن نظراً إلى غياب أي مؤشرات واضحة على وجود مشكلة فيهما قبل الإصابة بمرض الكلى المزمن.

تقع كل كلية على أحد طرفَي العمود الفقري، تحت القفص الصدري مباشرةً، وتؤدي عدداً من الوظائف المهمة. هي تنقل الدم عبر نظام تصفية معقّد للتخلص من السموم، وحبس السوائل أو الملح أو معادن ضرورية أخرى، وإرسال المخلفات (البول) إلى المثانة لإخراجها من الجسم.

يسهم هذان العضوان أيضاً في تنظيم ضغط الدم، وتحويل الفيتامين D إلى شكله الناشط، وإطلاق الهرمونات اللازمة للسيطرة على ضغط الدم وإنتاج خلايا الدم الحمراء.

العلاج

عند رصد مرض الكلى في مرحلة مبكرة، قد تبطئ أدوية معيّنة تطوره. تُستعمَل مجموعة واحدة من الأدوية لكبح أمراض الكلى منذ سنوات. تستهدف هذه الأدوية ضغط الدم ووظيفة القلب والأوعية الدموية. لكن تبيّن في الفترة الأخيرة أن أدوية جديدة ومُصمّمة في الأصل لمعالجة السكري (من نوع مثبطات ناقل غلوكوز الصوديوم المشترك 2) قد تسهم في تجنب أضرار الكلى، حتى لو كان الفرد مصاباً بمرض السكري.

لكن يجب أن يستعمل المصابون بحالة متقدمة من مرض الكلى آلة لتصفية الدم (عبر غسيل الكلى) أو يخضعوا لزراعة الكلى.

خطوات فورية لحماية الكلى



تتعدد الخطوات التي تسمح لك بالحفاظ على صحة كليتَيك:

سيطر على مرض السكري: السكري هو أول سبب لمرض الكلى المزمن لأن ارتفاع مستوى سكر الدم قد يسيء إلى الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى. أفضل ما يمكنك فعله إذا كنت مصاباً بالسكري هو إبقاء مستويات سكر الدم تحت السيطرة وخسارة الوزن الزائد.

خفّض ضغط دمك: يُعتبر ارتفاع الضغط من أبرز العوامل الكامنة وراء تطور مرض الكلى. قد تتضرر مصافي الكلى والأوعية الدموية الصغيرة بسبب ارتفاع ضغط الدم.

خفّف استهلاك الملح: الملح قد يدفع الجسم إلى حبس فائض السوائل ورفع ضغط الدم في بعض الحالات. توصي التوجيهات الغذائية بالحد من استهلاك الملح والاكتفاء بأقل من 2300 ملغ يومياً. تجنّب المأكولات المُصنّعة ووجبات المطاعم المالحة، وابحث عن منتجات قليلة الملح في المتاجر، ولا تُضِف الملح إلى أطباقك بل استعمل توابل أخرى بدلاً منه. طالما تبقى صحة كليتَيك جيدة، يمكنك استعمال بديل عن الملح.

خفّف استهلاك الأغذية الغنية بالأوكسالات: تتعدد المأكولات الغنية بهذا العنصر الكيماوي الذي ينتج حصى في الكلى ورواسب قد تُسبب أمراضاً كلوية أحياناً، منها السبانخ، واللوز، والكاجو، وعشبة الراوند. لا داعي لتجنب هذه الأغذية بالكامل، بل استهلك كميات معتدلة منها. ولا تتناول طبقاً كبيراً من السبانخ كل ليلة!

راقب كمية البروتينات المستهلكة: أي كمية مفرطة من البروتينات في الحمية الغذائية قد تجبر الكلى على بذل جهود مضاعفة. هل تتضرر الكلى في هذه الحالة؟ تذكر دراسات مبنية على مراقبة المشاركين أن الحميات التي تبقى غنية بالبروتينات لفترة طويلة قد تُسبب أمراضاً في الكلى. لكن لا يزال هذا الموضوع محط جدل. في مطلق الأحوال، لا داعي لأخذ هذا النوع من المجازفات. حاول أن تلتزم بالكمية اليومية الموصى بها من البروتينات. يمكنك احتساب الكمية التي تناسبك عبر ضرب وزنك (بوحدة الباوند) برقم 0.36.

خفف استهلاك الكحول: لا تشرب أكثر من كوب واحد يومياً لأن استهلاك فائض من الكحول طوال الوقت قد يرفع ضغط الدم، ويزيد الوزن، ويجعل الكلى تبذل جهداً إضافياً. حتى أن هذه العادة قد تضاعف مخاطر الإصابة بأمراض الكلى.

اخسر الوزن عند الحاجة: البدانة تزيد الأعباء على الكلى، فتعمل بإيقاع يفوق قدرتها الطبيعية. هذا الوضع قد يؤدي إلى تعطّل مصافي الكلى في نهاية المطاف.

أقلع عن التدخين: التدخين يُضِرّ بالأوعية الدموية، بما في ذلك الأوعية التي تنقل الأكسجين والمغذيات إلى الكلى. كذلك، قد تضعف فاعلية الأدوية الخافضة للضغط بسبب التدخين.

مارس الرياضة بانتظام: تسهم تمارين الأيروبيك (أي النشاطات التي تشغّل القلب والرئتين، مثل المشي السريع) في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية، ومرونتها، وقدرتها على التوسّع والانقباض بشكلٍ سليم. حاول أن تخصص 150 دقيقة لتمارين الأيروبيك أسبوعياً.

حافظ على ترطيب جسمك: من خلال تلقي كميات كافية من السوائل يومياً (من الماء أو أغذية غنية بالماء مثل الفاكهة والحساء)، من الأسهل على الكلى أن تتخلص من سموم الجسم. يجب أن تستهلك بين أربعة وستة أكواب من السوائل يومياً للحفاظ على ترطيب جسمك.

خفّف مسكنات الألم: قد تتضرر الكلى أو تزيد الأمراض الكلوية سوءاً عند أخذ جرعات مرتفعة من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين (أدفيل، موترين) والنابروكسين (أليف). لهذا السبب، احرص على تطبيق التوجيهات الطبية بدقة.

افحص وظيفة الكلى سنوياً:
يجب أن تخضع لفحص دم وتحليل البول مرة في السنة لتقييم صحة الكلى. يشير تحليل البول إلى مستوى البروتينات في البول، ما يسمح برصد أولى مراحل أمراض الكلى. عند اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، تتحسن فرص إبطاء مساره وتحسين نوعية الحياة وإطالة العمر.


MISS 3