أحرقوا صور سليماني والمهندس وقطعوا طرقاً رئيسيّة

الثوّار الغاضبون يستأنفون تظاهراتهم الصاخبة في العراق

10 : 55

ثائر يُظهر وشم "الحرّية" على ساعِده خلال تظاهرات النجف أمس (أ ف ب)

استؤنفت ثورة بلاد الرافدين الشعبيّة بالأمس في بغداد ومدن جنوب العراق، حيث قطع الثوّار طرقاً وجسوراً بالإطارات المشتعلة لممارسة ضغوط على "المنظومة الحاكمة" لتنفيذ إصلاحات سياسيّة جذريّة يُطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وأتى تصعيد الثوّار في احتجاجاتهم المناهضة للطبقة السياسيّة الحاكمة المدعومة من إيران، قبيل انتهاء المهلة التي حدّدوها للسياسيين اليوم الإثنين، لتكليف شخص مستقلّ بتشكيل الحكومة المقبلة ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

والتحق آلاف من طلبة الجامعات والمدارس بالثوّار في ساحات التظاهر، وسط ازدياد الغليان في الشارع المنتفض واستمرار مقاطعة الكثير منهم الدوام منذ تشرين الأوّل الماضي دعماً لمطالب الحراك الشعبي. واندلعت مواجهات عنيفة بين الأمن والمحتجّين في "ساحة الطيران" في بغداد، وكذلك في الطريق السريع المعروف باسم "طريق محمد القاسم"، الذي قطعه الثوّار باشعال النيران وإقامة الحواجز في خطوة تصعيديّة قويّة.

وأطلقت القوّات الأمنيّة الغاز المسيّل للدموع في محاولة لفتح الطريق، وأفادت وسائل إعلام عراقيّة نقلاً عن مصدر أمني، بحصول حالات اختناق بين المتظاهرين. كما احتشد الآلاف في ساحتَيْ الطيران والتحرير في قلب بغداد، بعدما تراجع الزخم خلال الأيّام الماضية تأثراً بالتوتر العسكري بين الولايات المتحدة وإيران.

وقطع المتظاهرون بالإطارات المشتعلة طرقاً رئيسيّة تصل وسط المدينة بشرقها، فيما استخدمت قوّات الأمن قنابل الغاز المسيّل للدموع لتفريق المحتجّين، الذين ردّوا برشق القوّات الأمنيّة بالحجارة، ما أدّى إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم عدد من عناصر الأمن الذين أصيبوا بجروح، وفقاً لمصادر أمنيّة وطبّية.

وقال أحد المتظاهرين في بغداد لوكالة "فرانس برس" إن "هذا التصعيد هو البداية. نُريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأنّ المهلة ستنتهي غداً (اليوم) وتخرج الأمور عن السيطرة". وتابع مخاطباً الساسة: "لا تُماطلوا لأنّ الشعب واع"، إذ كان الثوّار قد منحوا الحكومة الأسبوع الماضي سبعة أيّام لتنفيذ مطالبهم الإصلاحيّة، ملوّحين بالتصعيد في حال التسويف.

وفي الجنوب، أفاد مصدر أمني في مدينة النجف بأنّ متظاهرين أغلقوا عدداً من الطرق أمام حركة السير وسط المدينة. وخرج العراقيّون الغاضبون في تظاهرات صاخبة في المدينة ضدّ فساد الطبقة السياسيّة والتبعيّة لإيران، ونشر ناشطون مقاطع فيديو تُظهر حرق الثوّار لصور قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد قوّات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذان قُتِلا في ضربة أميركيّة.

وأظهرت إحدى المقاطع حرق صورة كبيرة لسليماني كانت معلّقة على لافتة في النجف، حيث يُسمع في المقطع هتافات جاء فيها: "بغداد حرّة حرّة، إيران برّا برّا". وأظهرت مقاطع مصوّرة أخرى تمزيق صور سليماني والمهندس، في وقت قطع المتظاهرون معبر الشيب الحدودي (شرقاً) مع إيران.

وفي الناصريّة، توافد آلاف المتظاهرين إلى "ساحة الحبوبي" في وسط المدينة وقاموا بقطع طرقات وجسور رئيسة فيها، حيث استمرّ إغلاق المؤسّسات الحكوميّة والتعليميّة. كذلك توعّد الثوّار بقطع الطريق السريعة التي تربط بغداد بمدينة البصرة الجنوبيّة مروراً بمحافظة ذي قار، في حال واصلت الحكومة المماطلة. وقال حيدر كاظم، الذي كان يتظاهر في الناصريّة: "بدأنا من الآن التصعيد لعدم استجابة الحكومة لمطالبنا"، مضيفاً: "حدّدنا مهلة سبعة أيّام منذ الإثنين الماضي تنتهي هذه الليلة، نُريد تشكيل حكومة مستقلّة قادرة على إنقاذ العراق".

وفي مدينة كربلاء، خرج الآلاف من الطلاب دعماً للمتظاهرين في جنوب البلاد. وقالت الطالبة آيات موفق: "خرجنا تأييداً للاعتصامات. نُطالب برئيس وزراء عادل وغير حزبي". وأضافت: "نحن نُريد وطناً يحتوينا مثل باقي الشعوب، وسنستمرّ في هذه التظاهرات إلى أن تتحقّق المطالب"، في حين تصاعدت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى جنوباً، بينها الديوانيّة والكوت والعمارة وغيرها. وقد شهدت غالبيّتها إغلاق مؤسّسات حكوميّة وتعليميّة.


MISS 3