الحكومة وصفت الهجوم الحوثي بـ"الجريمة الإرهابيّة"

"حمّام دم" داخل مسجد في مأرب

11 : 09

دوّامة الحرب في اليمن عادت لتعصف من جديد (أرشيف)

قُتِلَ أكثر من 100 جنديّ يمنيّ من القوّات الحكوميّة وأصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، في هجوم بصاروخ وطائرة مسيّرة استهدف مسجداً في محافظة مأرب اليمنيّة، ونُسِبَ إلى المتمرّدين الحوثيين، بحسب ما أعلنت مصادر طبّية وعسكريّة بالأمس.

ووقع الهجوم الذي وصفه مراقبون بأنّه الأكثر دمويّة ضدّ الجنود الحكوميين منذ بدء النزاع العام 2014، بعد أشهر من هدوء نسبي في الحرب الدائرة في اليمن بين الحكومة المعترف بها دوليّاً، والتي تحظى بدعم من التحالف العسكري بقيادة السعوديّة، والمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران.

وفي هذا السياق، اعتبرت وزارة الدفاع اليمنيّة في بيان أن الهجوم الدموي محاولة ثأر لمقتل قائد "فليق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، مؤكّدةً أن هذا الهجوم لن يُثني القوّات المسلّحة عن "المُضي في نهجها المقاوم للمشروع الإيراني الهادف إلى زعزعة أمن اليمن والمنطقة". بدوره، هدّد المتحدّث باسم الجيش اللواء عبده المجلي بأنّه "سيكون هناك ردّ فعل قاس ضدّ ميليشيات الحوثيين الانقلابيّة"، لافتاً إلى أن الهجوم أوقع قتلى في صفوف المدنيين أيضاً، لتتجاوز الحصيلة مع القتلى العسكريين الـ111.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر عسكريّة يمنيّة بأنّ المعسكر يقع في مدينة مأرب التي تبعد 170 كيلومتراً شرق صنعاء، مشيرةً إلى أن الهجوم استهدف مسجداً داخل معسكر تابع للواء الرابع (حماية رئاسيّة) أثناء صلاة المغرب مساء السبت.

وندّد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالهجوم، معتبراً أنّه "عمليّة إرهابيّة غادرة وجبانة". ورأى أن "الأفعال المشينة للميليشيات الحوثيّة تؤكد من دون شك عدم رغبتها أو جنوحها للسلام، لأنّها لا تُجيد غير مشروع الموت والدمار وتُمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة".

وأكد هادي أهمّية "تعزيز اليقظة العسكريّة والجاهزيّة القتاليّة وتنفيذ المهام والواجبات العسكريّة وإفشال كافة المخطّطات العدائيّة والتخريبيّة وحفظ الأمن والاستقرار"، في حين التقى وزير الخارجيّة اليمني محمد الحضرمي نائب وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الخليج تيم لندركينغ بالأمس.

كما وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، قصف المسجد في مأرب بـ"الجريمة الإرهابيّة". وقال الإرياني في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على "تويتر" إن "القصف الذي نفّذته الميليشيا الحوثيّة بصواريخ إيرانيّة انتقاماً لمقتل سليماني على بيت من بيوت الله في معسكر الميل في محافظة مأرب، جريمة إرهابيّة غادرة وجبانة، وتنصُّل من كلّ القيم والمعتقدات الإسلاميّة والإنسانيّة والاعتبارات الأخلاقيّة".

وطالب الإرياني المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث "بموقف وإدانة واضحة لهذا الهجوم الوحشي"، مؤكداً أن "استمرار الصمت إزاء الهجمات الإرهابيّة والتصعيد المستمرّ من قبل الميليشيا الحوثيّة، ضوء أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم". واعتبر كذلك أن هذا التصعيد "يُهدّد بنسف كلّ جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام"، و"يضع الصراع مع "مرتزقة طهران" من الميليشيات الحوثيّة أمام مرحلة جديدة عنوانها الحسم العسكري".

من جهته، حضّ غريفيث في وقت لاحق الطرفَيْن على "توجيه طاقتهم في اتجاه السياسة بعيداً عن الجبهة العسكريّة"، ورأى أن "التقدّم الذي تمّ إحرازه بصعوبة في وقف التصعيد هشّ للغاية"، معتبراً أن "مثل هذه الأعمال يُمكن أن تُعرقل هذا التقدّم".

ويأتي الهجوم الدموي هذا بعد يوم على إطلاق القوّات الحكوميّة بدعم من قوّات التحالف بقيادة الرياض، عمليّة عسكريّة واسعة النطاق ضدّ الحوثيين في منطقة نهم في شمال شرقي صنعاء. وكان لا يزال القتال مستمرّاً في نهم بالأمس، بحسب ما أفادت وكالة "سبأ" الرسميّة نقلاً عن مصدر عسكري كشف أيضاً أن هناك "عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثيّة". كذلك حصل هذا الهجوم بعد وقت قصير من ترحيب غريفيث بما اعتبر أنّه "واحد من أكثر الأسابيع هدوءاً في اليمن منذ بدء الحرب". وقال خلال إحاطة إلى مجلس الأمن: "نحن بالتأكيد، وأتمنّى أن يكون ذلك حقيقيّاً وأتمنّى أن يظلّ حقيقيّاً، نشهد واحدة من أهدأ فترات هذا النزاع". لكنّه أضاف أن "التجربة تُخبرنا أيضاً أن التهدئة العسكريّة لا يُمكن أن تستمرّ من دون إحراز تقدّم سياسي بين الطرفَيْن، وهو التحدّي القادم".


MISS 3