لم تمنع الأزمات المعيشية والإقتصادية التي يئن تحت وطأتها لبنان، من نشر الفرح والأمل في الأعياد المجيدة، والتي لم تخل من الدعاء والرجاء بان تحمل الوحدة لأبنائه ولنهضة لاقتصاده.
في مناسبة الأعياد المجيدة، أحيت أوركسترا موسيقى قوى الأمن الداخلي (أعرق أوركسترا عسكرية في العالم العربي -1861) بقيادة النقيب كبريال لطفي أمسية ميلادية، في كاتدرائية القديس نيقولاوس في صيدا بمشاركة جوقة الصفرا، وبرعاية راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد.
حضر الامسية، النواب عبد الرحمن البزري، أسامة سعد، ميشال موسى، غادة أيوب، سعيد الأسمر وشربل مسع ، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، والنائبين السابقين أمل أبو زيد وسليم الخوري"، ورئيس قسم المباحث الجنائية الخاصة في قوى الأمن الداخلي العقيد محمود قبرصلي، وممثل رئيس بلدية صيدا محمد السعودي عضو المجلس البلدي محمد حسيب البزري وممثل رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف أمين المال في الجمعية محمود حجازي، والسفير عبد المولى الصلح والسيدة نجلاء سعد كما حضر رؤساء بلديات وممثلو هيئات اقتصادية وأهلية واجتماعية وجمع من المدعوين.
استهلت الأمسية بكلمة ترحيب من منسق الأمسية من قبل المطرانية الأب جهاد فرنسيس الذي قال: "لقاؤنا اليوم هو لقاء صلاة وتأمل عشية ذكرى ولادة يسوع المسيح، وقد أحببنا ان تكون أمسيتنا ذات طابع وطني، فكانت فكرة اوركسترا قوى الامن الداخلي بقيادة النقيب غبريال لطفي واتوجه بالشكر لقوى الامن الداخلي بقيادة مديرها العام اللواء عماد عثمان لأنه أفسح لنا المجال لان ندخل البهجة الى قلوب الجميع".
أضاف: "يسيرون عكس التيار، ففي حين يسترسل ويمعن كثيرون في الفساد، تراهم يقومون بعمل جاد لعكس صورة مختلفة عن الوطن وعن المؤسسة التي ينتمون إليها. هم الذين يسيرون في عمق الصِلات الإنسانية التي هي أساس المبادئ الأخلاقية والإنسانية والتي يترجمون من خلالها قسمهم العسكري. بتنوعهم الطائفي يرسمون خارطة الوطن الحقيقية، وبأصالة الكلمة والنغمة يسافرون بك إلى أقاصي الأرض لتعود ممتلئاً من نِعم يمكن أن تفيض بها على الآخرين، خاتماً: "الموسيقى بلا ذوق وأخلاق هي مجرّد ضجيج، أمّا الموسيقى التي تعزفها أوركسترا قوى الأمن الداخلي فهي نغمات ساحرة تتواصل مباشرة مع القلب وتحاكي العقل، هي غذاءٌ وكرمٌ ونبلُ أخلاق".
بعد ذلك، عزفت اوركسترا قوى الأمن الداخلي بقيادة النقيب غبريال لطفي مقطوعات موسيقيّة وغنائيّة ميلاديّة ومن أجواء الأعياد المجيدة وسط تفاعل الحضور مع إبداع عازفي وموسيقيّي قوى الأمن وصوت جوقة الصفرا.
وفي ختام الأمسية، ألقى المطران حداد كلمة في المناسبة، فقال: "بفرحٍ نلتقي اليوم يا أحبّة أصدقاء المطرانية وأصدقاء لبنان وقوى الامن تحديداً، لنحيي معاً مواسم الأعياد الميلاديّة والسنة الجديدة. صيدا ترنّم وتفرح. هذا عنوان هذه الفترة من السنة. ففي كلّ عام تعودنا ان نصفق لفنان او فرقة يضعون فينا الفرح والحماس. هذا العام حظنا وافر باستقبال الفرقة الموسيقيّة في الأمن العام التي تضعُنا في الأجواء الميلاديّة بقالب وطنيّ حماسيّ. تحيّة لكم أفراد الفرقة لا سيّما لقائدها، ومن خلالكم تحية الى اللواء عثمان لتجاوبه ومحبّته للمطرانية وللجنوب. تحيّتي لكم، الاخوة الحاضرون، أنتم أبناء هذه الدّار وأتمنّى باسمي واسم كاهن الرعية الاب جهاد أمسية ميلادية رائعة مع تهاني المسبقة بالأعياد المجيدة. كما هنا، وفي خان الافرنج، واماكن كثيرة صيداوية تحتفل بالمناسبة فالشكر كل الشكر لمن يزيد أعيادنا فرحا ووحدتنا انسجامًا. لبنان بحاجة الى هذه اللوحة الصيداوية. نرفع هذه الأمسية من اجل لبنان لوحدة أبنائه لنهضة اقتصاده. فيا ربّ أشفق على لبنان واعطنا وطنا سليما."
وتحدّث قائد أوركسترا قوى الأمن الداخليّ النقيب غبريال لطفي فتوجّه بالشّكر إلى المطران إيلي حداد على رعايته الأمسية والى مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على موافقته واتاحته الفرصة للأوركسترا لإحياء هذه الأمسية، كما وشكر الأب جهاد فرنسيس على جهوده في التنسيق لإنجاحها. وخصّ بالشّكر أفراد وعناصر موسيقى قوى الأمن الداخلي الذين قال إنّهم "يُمثّلون كلّ الطوائف اللبنانيّة مسلمين ومسيحيين وهم صورة مصغرة عن لبنان، أتوا من مختلف المناطق اللبنانية في ظل هذه الأوضاع الصعبة علينا وعليكم، بهدف وحيد هو زرع السعادة والفرح في قلوب اللبنانيين".
وقال: "سعادة النواب والوزراء ورؤساء البلديات والفاعليات السياسية وكل الحضور الكريم، نشكركم على حضوركم وندعو النواب، حتى بدوركم، كهؤلاء الشباب الذين يعزفون لإسعاد اللبنانيين، ان تجتمعوا لهدف واحد وهو زرع الفرح والأمل في قلوب اللبنانيين. واشكر جوقة رعية الصفرا وكل من ساهم بانجاح هذا الاحتفال. كل عام وانتم بخير" .
