جوزيفين حبشي

وصل لهون، بس... قليل هالقد

30 كانون الأول 2022

02 : 01

نعم، طبيعي جداً وهذا حق مشروع أن ينتقل أي إعلاميّ من أي محطة تلفزيونية الى أخرى، ومن أي منبر الى آخر في رحلة تطوير مسيرته المهنية، معنوياً ومادياً.


ونعم، لائحة الإعلاميين اللبنانيين والعرب والعالميين تطول وتطول عند ذكر انتقالهم من موقع إخباري وإعلامي الى موقع آخر، قد يكون منافساً سابقاً، لا بأس ولا مشكلة، فالمنافسة مشروعة هي الأخرى.


وأن يبني إعلامي لبناني مثل هشام حداد مجد أسلوبه الطريف والساخر واللاذع على حساب كافة المحطات (حتى التي كان يعمل فيها) والاتجاهات السياسية (حتى التي كان يؤيدها وبطّل)، فهذه سابقة تحسب للإعلامي في زمن غابت فيه الموضوعية والحرية. ولكن، نعم هناك "ولكن"، نقولها لهشام حداد الذي انتقل من محطة LBCI وبرنامج "لهون وبس" الى "كوكب" MTV وبرنامج "كتير هالقد" (بثت حلقته الأولى ليل الثلاثاء 27 كانون الأول).


هذه النقلة كنا كمشاهدين وإعلاميين قد سمعنا عنها منذ أشهر عديدة، والحق يقال فاجأتنا كثيراً. ليس لأن انتقال إعلامي من محطة منافسة الى أخرى أمر مستغرب، فقبله كثر انتقلوا من دفّة الى أخرى، وعلى سبيل الذكر لا الحصر الإعلامي مارسيل غانم الذي صنعت محطة LBCI نجوميته، وصنع بدوره نجوميتها، قبل أن يقرر الانتقال الى الـMTV التي لم يجرّح يوماً بها، رغم عمله لأكثر من 20 عاماً في محطة تعتبر المنافس اللدود الأول لها.


وهنا بيت القصيد. أن ينتقل الإعلامي هشام حداد من محطة الى أخرى، هذا أمر طبيعي. ولكن أن يكون هشام حداد قد بنى "جزءاً" من مجد أسلوبه اللاذع والساخر من كافة المحطات (ومجدداً حتى التي كان يعمل فيها)، على السخرية المبالغة الى درجة التجريح والتنمّر أحياناً (بهدف الإضحاك أو لأهداف أخرى) من هذه المحطة الأخرى والقيّمين عليها والعاملين فيها، هنا اسمحوا لي أن أقول "كتير هالقد".


طبعاً لا ينقص هشام حداد الذكاء لمعرفة وقع انتقاله هذا على الشارع اللبناني الذي أصيب بصدمة تشبه الى حد ما صدمة جمهور نادي برشلونة الإسباني مع انتقال ليو ميسي الى نادي باريس سان جرمان في صيف2021.


أيضاً لا تنقص حداد "الحربقة" في تقديم حجة تبرر هذا الاستغراب العام من الانتقال الى كوكب الـ"كواليتي". لقد استبق هشام حلقته الأولى، بنشر فيديو ترويجي يتضمن أغنية تشهد لموهبته، باعتماده اختيار لحن أغنية "كوكب" للفنانة العراقية رحمة رياض، بينما نصّت كلماتها على شرح أسباب انضمامه إلى "كوكب المرّ" رغم خلافه الكبير السابق مع المحطة، فـ"الثورة" والحرية جمعتاه مع MTV، في حين أن غيرها "نسيوا القضية" و... نسي حداد أو تناسى أن يذكر أن عقده مع محطة المرّ لخمس سنوات، تجاوز النصف مليون دولار كما قيل. طبعاً "صحتين على قلبه ومجهوده وعمله" وهذا حقه، ولكن حقنا نحن المشاهدين أن نحصل في المقابل على محتوى جديد بعض الشيء.

لاحظنا في الحلقة الأولى ألا شيء تغيّر في برنامج حداد بهذه النقلة سوى اسم البرنامج.


فريق هشام حداد من جاد بو كرم وايلي جلادة وأمل طالب والفرقة الموسيقية لا يزال كما هو، والفقرات تقريباً كذلك كاستضافة ضيف مشهور (كان حلواً أن تكون البداية مع فنان لبناني، مع تقديرنا للممثل معتصم النهار) وجولة ايلي جلادة الخارجية والفكاهية (والموضوع موضوع النقلة طبعاً)، والأهم جردة النقد اللاذع على المحطات وبرامجها، والتي يستحق عليها حداد تهنئة.


تهنئة لأنه حافظ على أسلوبه وموضوعيته الساخرة، ولم يسع لتبييض الطناجر مع محطته الجديدة التي لم تسلم بدورها من لذعاته المعتادة. وحده الديكور تغيّر (نوعاً ما) وحلّ على طاولة حداد مجسّم رائد فضاء (مناسب أكثر لكوكب الكواليتي) بدل دمية القرد، وماذا أيضاً؟ نعم، أصبح الاستوديو أكثر اتساعاً، ولكن ماذا عن سعة صدر العاملين في الـMTV؟ هل يحق لنا أن نسأل: "ما هو رأيهم؟ وهل يهمّ شعورهم أو "المهم الرايتينغ"؟


"صحتين على قلبه" هشام حداد، ونأمل في الحلقات المقبلة تقديم محتوى جديد ومختلف عن السابق.


MISS 3