التغيّر المناخي يؤجّج العواصف الحادة

02 : 00

تشهد حرارة كوكب الأرض ارتفاعاً حتى في فصول الشتاء، إلاّ أن عواصف شتوية حادّة ضربت الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة دفعت الخبراء إلى التعمّق في دراسة الصلة بين موجات البرد القارس والتغيّر المناخي. ومع أنّ هذه المقاربة تبدو غير منطقية نوعاً ما، توصّل الباحثون إلى أن ثمة عدداً من الروابط بين موجات الصقيع والتغيّر المناخي، بينما لا تزال بعض الصلات تخضع للدراسة العلمية والمناقشة من الخبراء. ويقول عالم المناخ مايكل مان إنّ: "بعض جوانب العواصف الشتوية مرتبطة جداً بالتغيّر المناخي". وعلى سبيل المثال، تتأثر كميات الثلوج المتساقطة بارتفاع درجة حرارة المسطحات المائية كالبحيرات والمحيطات.

وفي الولايات المتحدة، تُسجّل ظاهرة تُسمّى بـ"تأثير البحيرات" حول منطقة البحيرات العظمى على الحدود الكندية تحديداً. وتقع في هذه المنطقة مدينة بوفالو التي تضرّرت كثيراً من العاصفة الأخيرة التي ضربت أميركا. ويؤدّي اصطدام الكتل الهوائية الباردة الآتية من الشمال بالمياه الدافئة في هذه البحيرات، إلى حملٍ حراريٍّ يؤدي إلى تساقط الثلوج.

ويقول عالم المناخ جودا كوهين إنّ: "الجميع متفقون على أنّ احتمال تسجيل عواصف شتوية حادة يرتفع عند حدوث أيّ خلل في الدوامة القطبية". والدوامة القطبية هي كتلة هوائية متمركزة فوق القطب الشمالي، على طبقة ستراتوسفير، الطبقة الجوية العليا (البشر يعيشون في طبقة تروبوسفير التي تقع ستراتوسفير فوقها مباشرة).

ويشير كوهين إلى أن هذه الدوّامة هي ما رُصد قبل "عاصفة القرن" التي ضربت الولايات المتحدة أخيراً. كذلك، حصلت الظاهرة نفسها في شباط 2021، عندما ضرب بردٌ قارسٌ ولاية تكساس وأدّى إلى انقطاعٍ طويل للتيار الكهربائي. 


MISS 3