الفلسطينيّون متوجّسون من خطّة السلام الأميركيّة

11 : 51

يأمل ترامب في أن تنال "خطّة السلام" دعماً عربيّاً (أ ف ب)

ينتظر الفلسطينيّون بحذر ممزوج بخوف على المستقبل، إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق خطّته للسلام في الشرق الأوسط، التي طال انتظارها، معتبرين في الوقت عينه أن أي خطّة لن تنجح من دون الموافقة الفلسطينيّة عليها.

وأعلن ترامب أمس الأوّل أنّه يعتزم كشف خطّته للسلام في الشرق الأوسط، قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الثلثاء. وقال للصحافيين: "على الأرجح سننشُرها قبل ذلك بقليل"، مضيفاً: "إنّها خطّة ممتازة، أرغب فعلاً بالتوصّل إلى اتّفاق" سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين لم تتمّ دعوتهم إلى الاجتماع المقرّر بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، وسارعوا إلى تجديد رفضهم الخطّة.

وفي هذا الصدد، نفى المتحدّث الرسمي باسم الرئيس محمود عباس بالأمس أن تكون الإدارة الأميركيّة اتصلت بالقيادة الفلسطينيّة، وذلك ردّاً على ما قاله ترامب: "لقد تحدّثنا معهم بإيجاز"، مضيفاً: "أنا واثق من أنّهم قد يردّون في بادئ الأمر بصورة سلبيّة، لكنّها (الخطّة) في الحقيقة إيجابيّة للغاية بالنسبة إليهم"، في وقت لم يُبدِ الكثير من الفلسطينيين في رام الله المغلقة بسبب العطلة الأسبوعيّة، ممّن سألتهم وكالة "فرانس برس"، اهتماماً باعلان ترامب، لأنّ "كلّ خطّة سياسيّة لحلّ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لا يُمكن أن تنجح إذا لم يوافق عليها الفلسطينيّون"، بحسب قولهم.

ولا توجد معلومات دقيقة حول تفاصيل خطّة السلام الأميركيّة، فيما كتب ترامب في تغريدة الخميس أن "التقارير حول تفاصيل وتوقيت خطّة السلام التي نحتفظ بها بشكل سرّي، تبقى مجرّد تخمينات". لكن تسريبات إعلاميّة ذكرت أن الخطّة ستُعطي السيادة الكاملة لإسرائيل على مدينة القدس والاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربيّة.

وكان وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو قد أعلن في 18 تشرين الثاني 2019 أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات "غير متّسقة مع القانون الدولي"، في حين يُبدي مراقبون فلسطينيّون وإسرائيليّون شكوكاً إزاء امكانيّة تطبيقها، إذ قالت المحلّلة السياسيّة الفلسطينيّة نور عودة لوكالة "فرانس برس": "إذا تأكدت التفاصيل المسرّبة سيكون من المستحيل على أي قيادي فلسطيني القبول بها"، مضيفةً بتهكّم: "كأنّ ترامب يطلب من الفلسطينيين الانضمام إلى حزب الليكود".

إلّا أن المعلّق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع رأى أن "تفاصيل الخطّة تجعل من تطبيقها أمراً مستحيلاً". وأضاف: "لا أحد من الزعماء العرب، مثل الأمير السعودي محمد بن سلمان والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيكون بمقدورهم تأييد الخطّة بشكل علني". وأشار المعلّق إلى أنّه بعد إعلان الخطّة يتوجّب على الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة القلق في شأن الردود الفلسطينيّة الشعبيّة عليها.وبالفعل، فقد رفعت السلطات الإسرائيليّة منذ الأمس حال التأهّب تحسّباً لاحتجاجات فلسطينيّة مرتقبة في القدس الشرقيّة إضافةً إلى الضفة الغربيّة وعلى طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.


MISS 3