السيد: وضع البلد يجعل الإستحقاق الرئاسي أولوية

حزب الله في بكركي: لا فيتو على العماد عون ونعرفُ كيف ومتى نختلف مع "التّيّار"

16 : 25

إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر، اليوم الإثنين، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفداً من "حزب الله" برئاسة رئيس المجلس السياسيّ في الحزب السّيد إبراهيم أمين السّيد الّذي قدّم التّهاني بالأعياد، وكانت مُناسبة تمَّ فيها التَّطرُّق إلى المستجدّات على السّاحة الداخلية ولا سيّما في ما يتعلّق بموضوع الشّغور الرئاسيّ.


بعد اللّقاء، قال السيّد: "نتمنّى على الجميع في مُناسبةِ الأعياد أن يرتقوا إلى درجةٍ عاليةٍ من المسؤوليّة في مواجهة الأزمات والمشاكل والتحديات والاستحقاقات. تشرّفنا بزيارة غبطته لتقديم التّهنئة بميلاد المسيح وبعيد رأس السّنة، ودائماً بعد لقاء غبطته تتمّ مقاربةُ الأمور السّياسيّة والمهمّة في وطننا لبنان، وهذا طبيعيّ باعتبار أنّنا نعيش في ظروفٍ تتعلّق باستحقاق مهمّ وأساسيّ جدّاً له علاقةٌ بانتخاب رئيسٍ. وقدَّم غبطته رأيه وحرصه على إنجاز هذا الاستحقاق بأقرب فرصة، والمطلوب التّعاطي معه بمسؤوليّةٍ عاليةٍ للخروج من هذا الموضوع لأنّ بلدَنا يعيشُ ظروفاً صعبةً على المستوى السّياسيّ والمعيشيّ والاقتصاديّ وانتخاب رئيسٍ فما يعيشُه لبنان يصبح أمراً ضروريّاً وله أولويةٌ لما يعني موقع الرّئاسة من مسؤوليّة كبرى خصوصاً في التّعامل مع باقي مؤسَّسات الدَّولة من أجل النُّهوض بهذا البلد".


وقالَ في ردّه على سؤالٍ عن علاقة الحزب بالصَّرح البطريركيّ وفتح صفحة جديدة: "لا وجود لصفحةٍ قديمة وصفحةٍ جديدة. الصفحة مفتوحة دائماً بيننا إلّا انّ الأوضاع في البلد كوباء كورونا وغيره فرض فسحة زمنيّة محدّدة إلّا أنّ هذه الفسحة كانت جيّدة لأنّها تزيد من الشوق وليس الجفاء بين المحبين".


ولفت ردّاً على سؤالٍ إلى "ألّا تباين بيننا وبين غبطته، إنّما هناك تبادلٌ لوجهات النَّظر قائم على الحرص على انتخاب رئيسٍ من أجل أن ينهضَ بالمسؤوليَّات تجاه لبنان. ولقد أبدينا رأينا في الموضوع وقلنا إنّ الوضع السياسيّ في لبنان والمشاكل والأزمات تستدعي المزيد من الحرص على انتخاب رئيسٍ بأقرب فرصة، فوضعُ البلد يجعلُ الاستحقاقَ الرئاسيّ أولويّة ويجب أن يتمّ بأقرب فرصة، ولكن ترك البلد ينهار، عندها لا قيمة لوجود رئيس في بلد ينهار".


واعتبر أنَّ "المطلوب الإسراع في انتخاب رئيسٍ ولكن كما هو معروف في التركيبة السياسيّة المعقّدة ولا سيّما في المجلس النيابيّ والتّصويت فيه على الرّئيس الّذي عليه أن يأتيَ بنسبةٍ عاليةٍ من التّوافق والمشروعيّة السياسيّة والشعبيّة ليتمكّن من النّهوض بالبلد كذلك المجلس النيابيّ والحكومة. لذلك، أن يأتيَ رئيس تحدٍّ أو كسر أو مواجهة، لا البطريركيّة في هذا الصّدد ولا نحن أيضاً. المطلوب حوار حقيقيّ في لبنان وخصوصاً في المجلس النيابيّ وهذا ما دعا إليه الرّئيس نبيه بري. حوارٌ حقيقيّ وجدّيّ بين الكتل النيابيّة للتّفاهم على حدٍّ أدنى على رئيسٍ يُمكن أن ينهض بلبنان. نحنُ مع هذا الاتّجاه ونعمل وندعو إليه وإلى التّعاطي بجدّيّة مع الموضوع، وبادرنا بسرعةٍ للتَّجاوب مع دعوة برّي للحوار لأنّ هذا هو الطّريق الصّحيح وقد يكون الوحيد أمامنا من أجل الوصول إلى انتخاب رئيسٍ يستطيع أن ينهضَ وينهض معه الجميع، لأنَّ بلدَنا يحتاج لأن تتكاتَف الجهود من أجل إنقاذه".


وعن التّوافُق على اسمِ رئيسٍ، أوضح أنّ "الجوهرَ هو اتّفاقُ الكتل على اسم رئيسٍ يحصلُ على الحدّ المعقول من الوفاق من أجل النّهوض بالبلد".


وعن دعم الحزب وتأييده لقائد الجيش إذا ما تمّ التّوافُق على تسميتِه لرئاسة الجمهوريّة، قالَ: "بالتَّوافق، نحنُ نقبلُ النَّتيجة ونحن لا نضع فيتو على أحدٍ.  نحن مُنفتحون على الحوار وأي مدى يُمكن أن يصلَ إليه. علاقتنا مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في أحسن حالاتها ولكن موضوع الرّئاسة شيء آخر. العلاقة بيننا تأسَّست على الخير ومستمرَّة على الخير. وعندما يصبح الحوار جدياً، نعطي رأينا".


وعن تعليقِه على ما قاله النّائب جبران باسيل عن أنّ اتّفاقَ مار مخايل يقفُ على قدمٍ ونصف، قال: "نحن لسنا في صدد مناقشة هذا على الإعلام بل نُناقشه مباشرة. من حقّه أن يقول رأيه. ونحنُ سُعداء بما أُنجِز من تفاهُمٍ مع التّيار الوطنيّ الحرّ، ونعرف كيف نختلفُ في ما بيننا".


وعمَّا إذا كان النَّائب باسيل لا يزالُ تحتَ مظلّة "حزب الله"، قال: "هو أصلاً ليس تحت مظلّة الحزب حتّى يخرج منها وهو حزب كبير ومستقلّ ولم يكُن هناك يوم تظلل فيه باسيل بمظلّة حزب الله".


وعن موضوع الحياد وتدويل قضيّة لبنان، أكّد أنّه "لم يتمّ التطرُّق إلى هذا الموضوع مع غبطته ولسنا في صدد مُناقشتِه في الإعلام".


وختم السّيّد: "هذه الزيارات تُشكّل فرصة للحوار والتّفاهم للوصول إلى اسم متّفق عليه لرئاسة الجمهوريّة".


سليمان

بعدها، التقى الرّاعي الرّئيس ميشال سليمان الذي قال: "اللبنانيّون مختلفون على انتخاب رئيسٍ ولا يلتزمون بما يحدّده الدّستور، ولكن كما يقولُ غبطته، على النّوّاب مواصلة اجتماعاتهم إلى أن يتّفقوا على رئيسٍ. لا يمكنُ أن يكون هناك حوار من دون انتخاب. الموضوع يجب أن يُحلّ فالناس تعبوا من الجوع والمرض. لبنانُ يخسرُ وكلّ تأخير فيه خسارة. ندعو الجميع الى أن يكون القرار في سنة 23 سنة لبنانياً وطنياً سيادياً يتفقُ فيه اللبنانيون على رئيس من دون شروط مسبقة. الرّئيس يجب أن يحمي لبنان وليس المقاومة التي إن كانت لبنانية فإنّ الرئيس يحميها أيضاً ويجب أن يعودَ لبنان إلى عهده الطبيعيّ".


وختم: "يجب أن يُعطيَ حزب الله ما للدّولة للدولة. لقد قمنا باعلان بعبدا من أجل الاستراتيجيّة الدفاعيّة. ما من أحدٍ ضدّ حزب الله الذي عليه أن يكون مبادراً لوضع خطّة ووضع السّلاح بيد الدولة اللبنانيّة".


ومن الزّوار أيضاً المطران أنطوان بيلوني والمطران اثناسيوس شنايدر.

MISS 3