نتنياهو وغانتس في واشنطن للقاء ترامب

الفلسطينيّون يُهدّدون بالانسحاب من "أوسلو"

09 : 24

العلاقات الأميركيّة - الإسرائيليّة أصبحت أكثر صلابة في ظلّ إدارة ترامب (أ ف ب)

صعّد الفلسطينيّون "لهجتهم" السياسيّة والديبلوماسيّة، وهدّدوا بالانسحاب من "اتفاقيّة أوسلو" التي تُحدّد العلاقة مع إسرائيل، في حال أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطّته المرتقبة للسلام في الشرق الأوسط، التي تعتبرها إسرائيل "تاريخيّة" ويرفضها الفلسطينيّون.وقال أمين سرّ اللجنة التنفيذيّة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينيّة" صائب عريقات: "خطواتنا للردّ على إعلان صفقة القرن تتمثّل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظّمة التحرير، وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقاليّة"، مضيفاً: "إعلان الخطّة سيخلق واقعاً جديداً، ويُحوّل الاحتلال من احتلال موَقت إلى دائم". وبحسب مسؤول فضّل عدم كشف اسمه، فإنّ إعلان انتهاء المرحلة الانتقاليّة يعني "انتهاء اتفاقات أوسلو وإلغاءها وسحب الاعتراف المتبادل بين منظّمة التحرير وإسرائيل".

ووفق عريقات، فإنّ الصفقة التي من المتوقع الإعلان عنها في أيّ لحظة ستتضمّن "ضمّ القدس والأغوار ورفض حق العودة وعدم قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة على حدود العام 1967"، وأكد "رفض أي حلّ لا يُجسّد قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة عاصمتها القدس، ويحلّ كافة قضايا الحلّ النهائي، بما فيها حلّ قضيّة الأسرى"، فيما وصفت وزارة الخارجيّة الفلسطينيّة خطّة ترامب المرتقبة في بيان، بأنّها "مؤامرة القرن لتصفية القضيّة الفلسطينيّة... وانقلاب فاضح على المنظومة الدوليّة ومرتكزاتها". وأضافت الخارجيّة الفلسطينيّة: "إنّها مؤامرة القرن على الحقوق الوطنيّة والعادلة لشعبنا الفلسطيني، والتي أقرّتها الشرعيّة الدوليّة وقراراتها"، مشدّدةً على أن الشعب الفلسطيني "قادر على اسقاطها كما أسقط سابقاتها، ولن يجد ترامب أي مسؤول عربي يوافق على هذه الصفقة أو يجرؤ على التحدّث باسمهم". كذلك، كشف عضو اللجنة التنفيذيّة لـ"منظّمة التحرير" واصل أبو يوسف لوكالة "فرانس برس"، وجود "خطّة استراتيجيّة في المنظّمة سنُعلن عنها في حال أعلنت إدارة ترامب صفقة القرن"، مضيفاً: "هذه الخطّة تأتي تنفيذاً لقرارات سابقة للمجلس المركزي، بما فيها سحب اعتراف منظّمة التحرير المتبادل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي".


من ناحيته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الإسلاميّة إسماعيل هنيّة أن خطّة السلام الأميركيّة المتعارف عليها باسم "صفقة القرن"، "لن تمرّ"، مشيراً إلى أنّها ربّما تقود الفلسطينيين "إلى مرحلة جديدة في نضالهم". وقال هنيّة خلال تصريح صحافي إنّ حماس ترفض "مؤامرة صفقة القرن ونعتبرها معركة والتراجع فيها حرام علينا". كما دعا هنيّة الموجود في جولة خارج قطاع غزة، حركة "فتح" والفصائل الفلسطينيّة إلى الاجتماع في القاهرة، وقال: "جاهزون للقاء عاجل مع الإخوة في "فتح" وكلّ الفصائل في القاهرة، لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا ونتوحّد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا".

وأعقب إعلان هنيّة إطلاق صاروخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، التي أعلنت أنّها ردّت على هذا الهجوم. وتأتي هذه التصريحات الفلسطينيّة في الوقت الذي غادر فيه كلّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرّر أن يجتمعا مع الرئيس الأميركي اليوم، فيما لم يتلقَ الفلسطينيّون، الذين يُقاطعون البيت الأبيض منذ نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس، دعوة لحضور اجتماعات في واشنطن.

ومن المتوقّع أن يُعلن البيت الأبيض في الساعات القليلة المقبلة خطّة للسلام في الشرق الأوسط.ووصف نتنياهو الرئيس الأميركي في بيان السبت بأنّه "أعظم صديق لإسرائيل". وقال للصحافيين قبل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "نحن في خضم تطوّرات ديبلوماسيّة مثيرة للغاية، وبانتظار ذروتها"، واصفاً الخطّة مجدّداً بأنها "تاريخيّة". وأضاف: "سأتوجّه إلى الولايات المتحدة الأميركيّة للقاء صديقي دونالد ترامب، الذي سيُقدّم عرضه للقرن... يحذوني الأمل في إمكانيّة أن نصنع التاريخ".

وشدّد نتنياهو، الذي يُرافقه إلى واشنطن قادة المستوطنات الإسرائيليّة، على أنّه "ممنوع تفويت مثل هذه الفرصة التاريخيّة"، بحيث وعد الرئيس الأميركي أن يحلّ السلام بين الجانبَيْن الإسرائيلي والفلسطيني من خلال الخطّة، التي وصفها بأنّها "صفقة نهائيّة".

وسيلتقي السياسي ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، ترامب، في اجتماع منفصل لبحث الخطّة الأميركيّة. وقال غانتس خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب السبت إنّ "خطّة السلام التي وضعها الرئيس ترامب ستُحفر عميقاً في التاريخ كونها ذات مغزى". وتوقع زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" أن تُتيح الخطّة الأميركيّة "لمختلف اللاعبين في الشرق الأوسط التقدّم نحو التوصّل إلى اتفاق إقليمي وتاريخي". ونصّت "اتفاقيّة أوسلو" الثانية على فترة انتقاليّة من خمس سنوات، يتمّ خلالها التفاوض على قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الأمنيّة والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين. وكان من المقرّر أن تنتهي هذه الفترة بحلول العام 1999، لكن تمّ تجديدها بشكل تلقائي من قبل الجانبَيْن الإسرائيلي والفلسطيني.


MISS 3