جاد حداد

حافِظوا على سلامة جهازكم الهضمي!

27 كانون الثاني 2020

10 : 50

قد يضطرب جهازك الهضمي مع التقدم في السن، لكنك تستطيع تحسين وضعك بخطوات بسيطة.

يمرّ جسمك بتقلبات كثيرة على مر حياتك، وتتعلق أبرز التغيرات الجذرية بوظائف الجهاز الهضمي.

يقول كايل ستولر، مدير مختبر حركية الجهاز الهضمي في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "الهضم مسار تطوري متواصل. لذا يجب أن تتوقع نشوء مشاكل جديدة مع التقدم في السن".

مع مرور الوقت، لا تعود الأعصاب والعضلات في الجهاز الهضمي قادرة على تحريك المواد بقدر ما كانت تفعل سابقاً. من الشائع أيضاً أن تصبح أقل تقبّلاً لمأكولات معينة. أو ربما تأخذ في هذه المرحلة أدوية تؤثر على مسار الهضم. نتيجة هذه التغيرات كلها، يضطرب جهازك الهضمي ويتعرض لمشاكل متكررة مثل الغازات والتشنجات والإمساك. لكن رغم التغيرات الهضمية، يمكنك أن تُحدِث تعديلات مفيدة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وسلامة عمله. في ما يلي ثلاث مشاكل شائعة تصيب معظم الناس مع التقدم في السن وأفضل الخطوات لمعالجتها (أو التحكم بها على الأقل).

الحساسية الغذائية


لن تستطيع الحفاظ على نمط الأكل الذي كنت تتبناه في شبابك على الأرجح. تتعدد أنواع الحساسية الغذائية التي تنشأ مع التقدم في السن، ويرتبط بعضها باللاكتوز الموجود في مشتقات الحليب، أو بمجموعة من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة واسمها "فودماب" (سكريات أحادية وثنائية وقليلة السكر وبوليولات قابلة للتخمّر).

تنشأ مشكلة عدم تحمّل اللاكتوز لأن إنتاج اللاكتاز (الأنزيم المُستعمل لتفكيك اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة) داخل الجسم يتراجع مع التقدم في السن. وحين لا تهضم المعدة هذه السكريات بالكامل، تصل إلى الأمعاء الغليظة حيث تتخمّر وتُسبّب نوبات من الغازات والنفخة والتشنجات.غالباً ما يكتشف الفرد الذي لا يتحمّل اللاكتوز أنه يستطيع تناول مشــــتقات حليب معينــــــة دون سواها. قد تظهر الأعراض مثلاً بعد شــرب الحليب، لكنك لا تواجه أي مشكلة بعد أكل البيتزا مع الجبنة. يجـــب أن تراقب أنواع وكميات المأكولات التي تُسبب لك الأعراض وتُعدّل حميتــك عند الحاجة.يجد الناس أحياناً صعوبة في هضم الأغذية التي تحتوي على الفودماب. تخضع هذه الكربوهيدرات أيضاً للتخمير في الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى إنتاج فائض من الغازات في نهاية المطاف.تتعدد الأغذية الغنية بعناصر فودماب، منها البروكولي، والفاصوليا، والعدس، والقمح، والثوم، والبصل، والتفاح، وبعض عصائر الفاكهة. كرّر المقاربة التي تستعملها مع اللاكتوز وتابع تجاربك إلى أن تعرف الأنواع والكميات التي تُسبّب لك المشكلة.

الإمساك


حين تمر مخلفات الطعام في القولون، يمتص الماء منها لتشكيل البراز. لكن يتباطأ عمل القولون مع مرور الوقت، ما يعني أنه يحتاج إلى وقت إضافي لتفريغ الماء. نتيجةً لذلك، تنشأ مشكلة الإمساك لأن البراز يصبح صلباً وجافاً ويصعب تمريره.

تقضي الخطوة الأولى بمراقبة كمية الألياف المستهلكة. تحبس الألياف الماء في الأمعاء، ما يُليّن البراز ويُسهّل تفريغه. تكثر الأغذية الغنية بالألياف، منها أنواع عدة من الفاكهة، مثل التفاح (مع قشوره) وتوت العليق والإجاص، والفاصوليا، ومنتجات الحبوب الكاملة. لاستهلاك الألياف، تقضي خطوة أخرى بأخذ مكملات شائعة مثل ميثيل السليلوز (سيتروسيل) والسيليوم (ميتاموسيل). لكن لا تبالغ في أكل الألياف دفعةً واحدة لتجنب الشعور بنفخة، بل زد الأغذية الغنية بالألياف في حميتك تدريجاً. أضف التوت مثلاً إلى فطورك أو الحبوب إلى عشائك. كذلك، يجب أن تشرب كمية كافية من الماء. احتفظ بقنينة ماء معك واشرب منها على مر اليوم.

مرض الارتجاع المعدي المريئي وحرقة المعدة

يظهر مرض الارتجاع المعدي المريئي حين تضعف العضلة الواقعة بين المريء والمعدة، ما يسمح للحمض بالتسرب من المعدة ودخول المريء. نتيجةً لذلك، ستشعر بحرقة مؤلمة في المعدة.

لا يؤثر الارتجاع المعدي المريئي على الهضم مباشرةً، لكنه قد يزيد صعوبة الأكل لأنك لن تتقبل بعض المأكولات بالقدر نفسه، لا سيما القهوة والأطباق الحارة والفاكهة الحمضية والبندورة. يمكنك أن تعالج حرقة المعدة المتقطعة عبر مضادات الحموضة (روليدز، تامز، مالوكس، ميلانتا).

لمعالجة الأعراض الدائمة، يقترح الأطباء حاصرات الأحماض، مثل حاصرات الهيستامين 2 من نوع السيمتيدين (تاغاميت) والفاموتيدين (بيبسيد)، أو مثبطات مضخة البروتون. تُعطى هذه المثبطات مع أو من دون وصفة طبية، منها الإيزوميبرازول (نكسيوم) واللانسوبرازول (بريفاسيد) والأومبرازول (بريلوسيك).


MISS 3