عماد موسى

صفعة الشيخ نبيل

28 كانون الثاني 2020

01 : 55

لا يمر يوم إلاّ ويُصفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أحد خديه أو يُلكم على أحد صدغيه. وقد تلقى لكمات من محور المقاومة، في ثلاثة أعوام، أكثر مما تلقى محمد علي كلاي في عشرين عاماً. تورّم رأسه. انخلع فكه. ارتجّ دماغه. تورّمت عيناه. أثخنته الجراح. أُذل الرجل في العراق وفي اليمن وفي أفغانستان وفي سوريا. في البرّ أُذلّ. في المضائق البحرية. في الجو. وحتى في الفوتبول. من ينسى هدفي إيران في مرمى المنتخب الأميركي في مونديال باريس 1998؟ أذلّ الإيرانيون اميركا العظمى ولو تمت المواجهة برفع المخل والمحدلة لأذاق المنتخب الإيراني للألعاب التراثية الدولة العظمى سمّ الهزيمة ولكانت صفعة أخرى تطبع نهاية القرن العشرين.

أما أهمّ صفعة تلقاها الأميركيون منذ أيام جيفرسون، بحسب عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، فهي تشكيل الحكومة اللبنانية السيادية برئاسة الرجل الملهم حسّان دياب. وأهمية الصفعة أنها أطاحت بثلاثة دفعة واحدة وهم: "ترامب وبومبيو وشينكر". إنها صفعة إرتدادية، إذ أكل دونالد ترامب كفّاً على طبلة أذنه فارتج من قوّة الإنفجار دماغ ناظر الخارجية الأميركية مايك بومبيو وهو على مسافة قريبة من البيت الأبيض حيث يخطط لمؤامراته في مبنى هاري ترومان. طار بومبيو وارتطم بمساعده لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر المنكبّ على الملف اللبناني متسبباً بأضرار جسيمة.

حكومة عشرينية، فيها 12 وزيراً يحملون الجنسية الأميركية وفعلت ما فعلته بالمسؤولين الأميركيين الثلاثة، فكيف لو ضمت بين أعضائها الشيخ نبيل أو الرباع الأولمبي محمد رعد وقرر أحدهما توجيه صفعة لأميركا. أتتخيلون ما يمكن أن يحصل؟ الله لا يجرب الأميركيين غضب الشيخ نبيل أو تلك الضربة الـ"من قفا إيد" الحاج رعد.

كفى إذلالاً للأميركيين شيخنا. ألا يكفي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحاصرهم اقتصادياً وتفرض عليهم عقوبات وتمنعهم من تصدير نفطهم وتفرض رقابة على نشاطهم النووي، وتقصف مواقعهم في جبال اليمن وتغتال قادتهم وتحرك المعارضة الأميركية ضد الديكتاتورية الحاكمة في تظاهرات نيويورك وواشنطن ونيوجرسي، لتأتي الحكومة اللبنانية في آخر النهار وتقاصصهم وتعنفهم وتكيل لهم الصفعات المثلثة وتمسح الأرض بهم؟ هذا كثير شيخنا حتى لو أخذتم عهداً على أنفسكم قبيل تشكيل الحكومة، يوم وجّه نائب المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية الشيخ نعيم قاسم اتهاماً صريحاً لجيفري فيلتمان ودولته، "المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أمريكا لأنها تريد حكومة على شاكلتها ونحن نريد حكومة على شاكلة الشعب اللبناني وحاجات الشعب اللبناني" وكان للبنانيين ما اشتهوه: صلّوا وصاموا لثلاثة أشهر ليفطروا على بصلة...


MISS 3