جنى جبّور

الـUSEK في المرحلة الأخيرة من CONSERVE TO PRESERVE

ترميم 63 كنيسة تاريخية ودعم السياحة الدينية

12 كانون الثاني 2023

02 : 01

كنيسة السيدة - سمار جبيل

يعكس انتشار الكنائس الأثرية في لبنان والتي تتميّز بجمال هندستها وتصاميمها الرائعة الغنى الثقافي والديني الذي شهده بلدنا في حقبات تاريخية متنوّعة، ما دفع جامعة "الروح القدس- الكسليك" إلى إطلاق "مشروع ترميم الكنائس التاريخية"، بهدف المحافظة على الثقافة والهوية الدينية ومساعدة الأهالي على البقاء في قراهم والتمسّك بأرضهم.



انطلق هذا المشروع في العام 2017-2018، وقسّم الى ثلاث مراحل، تطلق المرحلة الأخيرة منه اليوم بعنوان Conserve to Preserve، في كنيسة "السيدة" في جعيتا، بحضور وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو ووزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار ورئيس جامعة "الروح القدس- الكسليك" الأب طلال هاشم.





كنيسة مار الياس - بسكنتا


ومن خلاله، رمّمت في المرحلتين الأولى والثانية نحو 33 كنيسة، على أن تشمل المرحلة الثالثة 30 أخرى، ليكون المشروع قد رمّم في المجمل 63 كنيسة منتشرة على مختلف الأراضي اللبنانية من الشمال إلى الجنوب والبقاع.




كنيسة مار تادروس - بحديدات




المحافظة على الكنوز الدينية



تعود الكنائس المختار ترميمها الى القرون الوسطى والحقبة العثمانية حتّى القرن التاسع عشر، بحسب الدكتور هاني قهوجي- جنحو، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة المعمارية في جامعة "الروح القدس- الكسليك" المدير التقني للمشروع الذي قال في حديثه لـ"نداء الوطن": "نرمّم كنائسنا للمحافظة على طابعها التراثي والديني والهندسي، ولا سيّما أنّ بعض الترميمات في السابق كان "مدمراً" وخسرنا بسبب ذلك كنوزاً تاريخية قيّمة جرّاء استعمال مواد حديثة كالباطون مثلاً"، مضيفاً: "من خلال هذا المشروع، حاولنا إظهار الطريقة الصحيحة للترميم بالطرق التقليدية، من دون تدمير الطابع التاريخي".



معايير الإختيار


اختيرت الكنائس وفق معايير عدّة حدّدها فريق عمل على هذا المشروع، أبرزها أهمية الكنيسة التاريخية"، يقول د. قهوجي- جنحو، ويتابع: "حاولنا المحافظة على توزيع مناطقي عادل، مع الإشارة الى أنّ غالبية الكنائس موزعة في جبيل والشمال وتعود الى الحقبات الوسطى، ومن ثمّ تطوّرت باتجاه كسروان والمتن والجنوب في الحقبة العثمانية. كذلك، كان لمديرية الآثار رأي في هذا الموضوع إذ اختارت بعض الكنائس لأسباب تقنية معينة".






كنيستا السيدة للروم الأرثوذكس وللموارنة، الشويفات


صعوبات مختلفة



تشرف جامعة "الروح القدس- الكسليك" على هذا المشروع وتنفّذه بالتعاون مع جامعة "بازماني بيتر" الكاثوليكية وبدعم من السفارة الهنغارية في لبنان وتموّله الحكومة الهنغارية عبر وكالة Hungary Helps. أمّا فريق العمل فيتألف من طلاب الجامعة، والتنفيذ من قبل مهندسين متخصّصين في الترميم، كما تقدّم الملفات جميعها الى المديرية العامة للآثار، للحصول على الإذن التقني بحسب معايير الترميم التي تتبعها. وعن الصعوبات التي واكبت مراحل المشروع، يشير د. قهوجي- جنحو الى أنّ "توجيه أهالي المناطق وإقناعهم بطريقة الترميم التقليدية كانا مهمةً صعبة، بالإضافة الى الصعوبات التقنية في ما يخص الكنائس التاريخية المهدّمة بشكل كامل، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي أخرّت مشروعنا لبعض الوقت، بعد حجز أموال التمويل في المصارف".