بكين تتعهّد بالشفافيّة ودول تستعدّ لإجلاء مواطنيها

الرئيس الصيني يصف "كورونا" بـ"الشيطان"!

10 : 29

مسافرون يضعون أقنعة واقية في مطار طوكيو أمس (أ ف ب)

تعهّدت بكين بمزيد من الشفافيّة حيال "شيطان" فيروس "كورونا" المستجدّ، الذي أودى بحياة أكثر من 106 أشخاص حتّى الآن، في حين تستعدّ الولايات المتحدة واليابان وأوروبا إلى إجلاء مواطنيها من ووهان، بؤرة المرض، فيما قال الرئيس الصيني شي جينبينغ: "الوباء شيطان، ولا يُمكننا أن نتركه يختبئ"، في سياق حديثه عن "كورونا" الذي أصاب أكثر من 4600 شخص، بينهم نحو 50 شخصاً في 12 دولة خارج الصين. وظهرت أولى حالات انتقال فيروس "كورونا" المستجدّ من شخص إلى آخر خارج الصين أمس، بحيث أعلنت اليابان إصابة رجل ستّيني لم يزر الصين يوماً إلّا أنّه قاد حافلة تقلّ سياحاً من مدينة ووهان. وعلى خطّ موازٍ، أعلنت السلطات الصحّية في مقاطعة بافاريا الألمانيّة تأكيد إصابة أوّل مريض بالفيروس عن طريق العدوى من شخص آخر على الأراضي الألمانيّة.

في غضون ذلك، تعمل دول عدّة على إعادة مواطنيها العالقين في مدينة ووهان في وسط الصين، حيث ظهر الفيروس للمرّة الأولى في كانون الأوّل. وفرضت السلطات على ووهان بالإضافة إلى كلّ مقاطعة هوباي تقريباً، عزلاً كاملاً عن العالم الخارجي منذ الخميس على أمل منع تفشي الوباء. ويبلغ عدد السكّان المعنيين حوالى 60 مليون نسمة، بينهم آلاف الأجانب.

وفي هذا الصدد، أعلنت اليابان إرسال أوّل طائرة إلى ووهان لترحيل 200 مواطن ياباني صباح اليوم. كما تستعدّ الولايات المتحدة لإجلاء موظّفي قنصليّتها في المدينة اليوم أيضاً، فضلاً عن مواطنين أميركيين آخرين عبر طائرة متوجّهة إلى كاليفورنيا. كذلك أعلنت المفوضيّة الأوروبّية أن طائرتَيْن ستُرسلان لإجلاء 250 فرنسيّاً و100 مواطن أوروبي آخر.

وستصل الخميس طائرة أرسلتها باريس إلى ووهان لتقلّ فرنسيين وتعود "على الأرجح" الجمعة، وفق ما أعلنت وزيرة الصحة الفرنسيّة أنييس بوزين الثلثاء. وسيخضع الأشخاص الذين ستتمّ إعادتهم إلى فرنسا، للحجر الصحي لمدّة معيّنة، فيما ارتفع عدد الإصابات في فرنسا إلى أربع. ويُسيطر القلق على عدد كبير من الأجانب غير الواثقين بقدرتهم على المغادرة. لكن "منظّمة الصحة العالميّة" لا تنصح بإجراء عمليّات الإجلاء، بحسب ما أكد مديرها العام تادروس أدناهوم غيبريوس خلال زيارته بكين أمس، بحسب بيان للخارجيّة الصينيّة، في وقت أكد الرئيس الصيني لدى استقباله مدير المنظّمة أنّه "منذ البداية، أظهرت الصين انفتاحاً وشفافيةً ومسؤوليّة"، بينما يُتّهم النظام الشيوعي بأنّه تكتّم عن ظهور متلازمة الـ"سارس" التنفسيّة الحادة في العام 2002 الناتجة عن نوع آخر من فيروس "كورونا".وفي السياق، دعت واشنطن الصين إلى مزيد من الشفافيّة في إدارة هذه الأزمة الصحّية. وقال وزير الصحة الأميركي أليكس أزار: "نقول للصين إنّ المزيد من التعاون والشفافيّة هي الإجراءات الأكثر ضرورة لاستجابة أكثر فاعليّة".


وقد يصل انتشار فيروس "كورونا" المستجدّ إلى ذروته "خلال أسبوع أو عشرة أيّام" قبل أن ينحسر، وفق ما أفاد العالم الصيني جونغ نانشان، فيما أعلنت "منظّمة الصحة العالميّة" أنّها ستُرسل "في أسرع وقت ممكن" خبراء إلى الصين بهدف تبادل الخبرات حول "كورونا" للتوصّل إلى "ردّ عالمي" للالتهاب الرئوي.وفي كافة أرجاء الصين، توقّفت حركة نحو ألفي قطار تصل المحافظات ببعضها عن العمل منذ الجمعة، ويفترض أن تبقى تلك الخطوط معلّقة حتّى 8 أو 9 شباط.


وتزايد الهلع في المدن الصينيّة الكبرى، حيث يبقى السكان في بيوتهم، ولا يرتادون المراكز التجاريّة ودور السينما والمطاعم. وذكّر خبراء صينيّون أمام الصحافيين بالأمس بأنّ التعرّض لعطسة وسعال شخص مصاب هو "الطريقة الرئيسيّة لانتقال العدوى".توازياً، يعمل باحثون من معاهد الصحة الوطنيّة الأميركيّة على تطوير لقاح ضدّ الفيروس الخطر، لكن العمل عليه قد يحتاج لأشهر، وفق ما أعلن مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية أنطوني فوسي خلال مؤتمر صحافي من واشنطن أمس. وتُعزّز دول كثيرة الإجراءات الوقائيّة، فقد أعلنت هونغ كونغ بالأمس أنها خفّضت إلى النصف الرحلات القادمة من الصين القاريّة وأغلقت ستّ نقاط عبور من أصل 14 على حدودها.


MISS 3