الرّاعي في جولةٍ على مجلسَي النّواب والشّيوخ في بريطانيا: لتحييد لبنان عن الصّراعات الإقليميّة والدّوليّة

19 : 57

واصل البطريرك المارونيّ الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي زيارته إلى المملكة المتّحدة، حيثُ قام بزيارة مجلس النّوّاب ومجلس الشّيوخ البريطانيّ في قصر وستمنستر، ونُظِّمَت له جولةٌ خاصّة في المجلسَين، وأُقيمت على شرفه مأدبة غداء دعت إليها اللجنة النيابيّة للعلاقات اللبنانيّة البريطانيّة واللجنة النيابيّة للعلاقات البريطانيّة مع الكرسيّ الرسوليّ.


بعدها، التقى الرّاعي مجموعةً من النّوّاب والشّيوخ البريطانيّين في حلقةٍ حواريّةٍ حول الوضع السياسيّ اللبنانيّ الحالي وصعوبة الأوضاع الاجتماعيّة والإنسانيّة التي يُعاني منها المجتمع اللبنانيّ.


وقد أجاب في خلالها عن أسئلة النّواب، عارضاً للواقع اللبنانيّ السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ وللتحديات التي يُواجهها لبنان وطارحاً لبعض الحلول الممكنة لها.


كما وزار البطريرك الراعي الكاردينال فينسنت نيكولز رئيس أساقفة لندن الكاثوليكيّ، يُرافقه الكاردينال مايكل فيتزجيرالد والمطران بولس صياح، والأباتي هادي محفوظ رئيس عام الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، والأب فادي كميد رئيس دير سيّدة لبنان لندن، والمحامي وليد غياض.


وفي اللقاء، شدّد الرّاعي على ضرورة حماية الخصوصيّة اللبنانيّة التي هي حاجةٌ شرقيّةٌ وغربيّةٌ، كما وشكرَ للكردينال نيكولز اهتمامَه بالموارنة في المملكة المتّحدة.


بعد اللقاء، عُقِدَ مؤتمرٌ صحافيّ في مقرّ رئيس الاساقفة، شاركت فيه وسائلُ الإعلام والصحافة البريطانيّة الأوروبيّة، وعرض البطريرك الرّاعي خلاله للوضع اللبنانيّ، مشدداً على ضرورة وقوف المجتمع الدوليّ إلى جانب لبنان، وتطرّق إلى نقاطٍ ثلاث: الهويّة اللبنانيّة والنظام السياسي: من حيث بنية النّظام الدينيّ والثقافيّ الجامع، وموقع لبنان الجغرافيّ الهام وكونه صلة الوصل بين الشرق والغرب.


الصّعوبات الّتي تُواجه المجتمع اللبنانيّ: من حيث الطّمع بالأرض اللبنانيّة ومشكلة اللّاجئين الفلسطينيّين والنّازحين السوريّين، وضرورة حماية قضاياهم وعودتهم إلى أرضهم لحمايتها ولصون تاريخهم وثقافتهم وهويتهم.


الحلول: تحييدُ لبنان عن صراعات المنطقة والصّراعات الاقليميّة والدوليّة، مع حفاظه على علاقات الصّداقة العربيّة والغربيّة، ضرورة انتخاب رئيسٍ للمجهوريّة بأسرع وقت. وقد دعا البطريرك الدُّولَ الداعمة للبنان في الأمم المتحدة ومنهم بريطانيا للعب الدّور المطلوب من خلال التزامهم بالدّعم أمام المجتمع الدوليّ ومنظّمة الامم المتحدة.


بعد المؤتمر الصّحافيّ، إحتفل البطريرك بالذّبيحة الإلهيّة في كنيسة سيّدة لبنان في حضور الفرق الرعائيّة والمتطوعين في الرعيّة، والتقى بهم بعد القدّاس، حيثُ جرى حوارٌ حول العديد من الأمور الكنسيّة والوطنيّة وقد أجاب الراعي عن أسئلة أبناء الرّعية الذي عبّروا عن رفضهم لما يجري في لبنان، مُؤكّدين دعمهم لمواقف غبطته الوطنيّة الّتي تُشكّل ضمانة لخلاص وطنهم الحبيب.


وفي سياق لقاءاته الرسميّة، التقى الراعي أيضاً المبعوث الخاصّ لرئيس الحكومة من أجل حريّة الدّين والمعتقد النّائبة فيونا بروس التي أعلنت عن زيارةٍ مرتقبةٍ لها إلى لبنان، مشدّدةً على أهمّيّة النموذج اللبنانيّ في عيش الاديان ولقاء الحضارات.


من جهته، أكّد البطريرك الراعي أنّ الدستور اللبناني يضمن الحريات العامّة، وخصوصاً حرّيّة المعتقد في لبنان وهو، بعد الاجلال لله، يرفض أي شرعيّة تناقض العيش المشترك، مؤكداً أهمّيّة حماية دور لبنان ورسالته في نشر ثقافة الحوار ومد الجسور بين الشرق والغرب.

MISS 3