نداء من مقرّ مجلس كنائس الشرق الأوسط: الكرامة والحريّة والعدالة

14 : 51

إحتفالًا باليوبيل الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط، بالشراكة مع المكتب الإقليمي للمفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، ندوة فكريّة بعنوان "الكرامة والحريّة والعدالة"، إيماناً منه بنشر مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها، وذلك يوم الأربعاء 11 كانون الثاني 2023، في المقرّ الرّئيس للأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في بيروت.



شارك في الندوة ممثّل الأمم المتّحدة منسق الشّؤون الإنسانيّة في لبنان عمران ريزا، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ميشال عبس، النائب ميشال موسى، الدكتور حبيب شارل مالك، أستاذ في القانون الدوليّ المحامي أنطوان صفير، البروفسور أنطوان مسرّة وجمع من المفكرين والقانونيين والباحثين والناشطين في العمل لحقوق الانسان والقضايا الإجتماعية الإنسانية.



ضمّت الندوة جلسات عدّة، تحدّث خلالها متكلّمون في مجال القانون وحقوق الإنسان، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والحقوقيين في مكاتب الأمانة العامة أو تابعوا عن بُعد عبر تطبيق زووم. قدّمت للندوة مديرة دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط الإعلاميّة أوغيت سلامة وبُثّت مباشرةً على شاشة تيلي لوميار ونورسات وصفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك.


افتُتحت الندوة عبس بكلمة أضاء فيها على نصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأسسه وقال فيها  "لقد دربنا فرقنا العاملة، في مختلف كيانات المشرق الأنطاكي المنكوبة، على التعامل مع المشرّدين والمنكوبين والمعوزين بكرامة المحبة التي أوصانا بها السيّد المتجسّد، لقد تعامل المجلس مع حقوق الإنسان لفترة طويلة خلال الثمانينات والتسعينات، وله باع طويل في هذا المضمار، أمّا اليوم فإن تركيزنا هو على مفهوم الكرامة الإنسانيّة".



وختم "إنّنا نحتاج لثقافة حقوق الإنسان لكيّ نتأكد أنّ البشرية قد غادرت الغابة نحو المجتمع إلى غير رجعة، ولكي نمنع إستشراء الداروينيّة الإجتماعيّة حيث يفتك القوي بالضعيف، فيحصل كل إنسان على حقوقه، وكرامته تاج هذه الحقوق".


بدوره شدد ريزا على الإحتفال باليوبيل الـ75 لاعتماد الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان حيث أشار إلى أنّه استطاع أن يسّن حقوقاً تحمي الإنسان وتحفظ كرامته بشكل متساوٍ مع الجميع.


أمّا عن لبنان فقال أنّه عضو مؤسّس في الأمم المتّحدة ومساهماً رئيساً في هذا الإعلان. وأكّد في السّياق على أهميّة الآليّات المختلفة الّتي تعبّر عن إلتزامات الدولة من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان الّتي تنصّها المعاهدات الدوليّة والتشريعات.


بعدها بدأت الجلسة الأولى الّتي كانت بعنوان "مدخل إلى القانون الدولي لحقوق الإنسان – المفاهيم والمصطلحات". تحدّث فيها  صفير، عن أهميّة موضوع حقوق الإنسان وخطورته إضافةً إلى الصكوك والوثائق الملزمة قانونيًّا والحماية الدوليّة لحقوق الإنسان، مؤكّداً أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط صاحب رسالة لا سيّما في العمل من أجل العدالة وأنّ الثورة الحقيقيّة في المجلس هي ثورة الحقّ من أجل الإنسان.




كما تكلّم  أستاذ في القانون المدني وحقوق الإنسان، المعتصم بالله ادهم، عن الخصائص المرتبطة بحقوق الإنسان متطرّقًا إلى نظرة الدين المسيحيّ والإسلاميّ في هذا الإطار، وكذلك الشرع والإعلانات العالميّة لحقوق الإنسان.



أما الجلسة الثانية فتمحورت حول "تطوّر منظومة حقوق الإنسان منذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948". خلالها أوضح نائب المفوّض الإقليمي لمفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، علاء قعود، دور المفوضيّة والآليّات الدوليّة الفعليّة الّتي تعكس عملها، مشيراً إلى أنّ هناك إجراءات كثيرة تشمل مساحة واسعة من الحقوق.



من جهّته، عرض أستاذ التاريخ والدراسات الثقافيّة، حبيب شارل مالك، لفكر والده الأستاذ شارل مالك في مجال حقوق الإنسان، إضافةً إلى مقاربته ونظرته ومساهمته في صياغة محتوى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.



من ثم بدأت الجلسة الثالثة بعنوان "إلتزامات لبنان بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان"، حيث تحدّث النائب موسى، عن الجهود الّتي بُذلت في لبنان من أجل صياغة التشريعات المتعلّقة بحقوق الإنسان، مضيئاً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمسار التاريخي لمبادئ هذه الحقوق في القانون اللّبنانيّ وكذلك الخطّة الوطنيّة الّتي أُعدّت في هذا الإطار.


بدوره، تكلّم رئيس كرسي اليونسكو للأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، أنطوان مسرّة، عن الإنحرافات الّتي زعزعت مبادئ حقوق الإنسان والعوائق الّتي منعت معالجة عدم فعاليّة التشريعات، إضافةً إلى إلتزامات لبنان بموجب القانون الدولي.



أمّا الجلسة الختاميّة فخُصّصت للبحث في الأفق المستقبليّة وسُبل مشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط وشركائه في حملة مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان الّتي أطلقتها في 10 كانون الأوّل 2022، وذلك لمدّة سنة تحت شعار "الكرامة والحريّة والعدالة للجميع"، ودعوتها "قوموا ودافعوا عن حقوق الإنسان". تولّى البحث في هذه الجلسة أستاذة في السياسات العامة والإستراتيجيّات لور أبي خليل،، والمحامي رفيق زخريا، متخصّص في منظومة حقوق الإنسان في الأمم المتّحدة والناشط المدني في مسألة عقوبة الإعدام.   

MISS 3