عريقات: الخطّة الأميركيّة للسلام هي خطّة نتنياهو

09 : 42

فلسطينيّان يُلقيان إطاراً مشتعلاً في اتجاه نقطة تفتيش إسرائيليّة في الضفة الغربيّة أمس (أ ف ب)

رأى أمين سرّ اللجنة التنفيذيّة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينيّة" وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط هي ذاتها خطّة طاقم المفاوضات الإسرائيلي التي قدّمها للجانب الفلسطيني من قبل. وقال: "ما طرح من قبل ترامب ونتنياهو في 28 كانون الثاني، هو حرفيّ ومن دون أي تغيير واحد، ما قدّمه طاقم نتنياهو التفاوضي في 23 أيلول 2012".

وأضاف عريقات خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله في الضفة الغربيّة: "هذه الخطّة هي خطّة نتنياهو ومجلس المستوطنات التي تبنّاها الفريق الذي شكّله ترامب لوضع الخطّة". ومجلس المستوطنات أو "يشع"، هو مجموعة تُمثل مجالس المستوطنات اليهوديّة المقامة في الضفة الغربيّة.

وبحسب عريقات، فإنّ ما تضمّنته الخطّة الأميركيّة يعني "الانسحاب من ميثاق الأمم المتحدة والقانون والشرعيّة الدوليَيْن واتفاقات أوسلو وغيرها من الاتفاقات الموقعة"، معتبراً أن "ما تضمّنته الخطّة إلى زوال وفشل".

واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين أن "الأفكار التي تُشرعن المستوطنات والضمّ وإخضاع الشعوب بقوّة السلاح، ما هي إلّا جرائم حرب"، وفق القانون الدولي.

وفي ما يتعلّق بالقدس، لفت عريقات إلى أنّ الخطّة الأميركيّة "أسقطت الوضع القائم في الحرم الشريف كما أسقطت الوصاية الهاشميّة على المقدّسات في القدس"، إذ يسمح الوضع القائم للمسلمين بدخول المسجد الأقصى في أي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك إلّا في أوقات محدّدة ومن دون الصلاة فيه.

ووفق عريقات، فإنّ الخطّة الأميركيّة تُغيّب التواصل الجغرافي بين ما تبقى من الكيان الفلسطيني. وحول اسم "الكيان الفلسطيني" الجديد، أشار عريقات إلى أن الخطّة الأميركيّة منحت الفلسطينيين فرصة إطلاق التسمية التي يُريدونها على دولتهم، لكن بشروط.

وتتضمّن الشروط التي تحدّث عنها كبير المفاوضين الفلسطينيين، اعترافاً فلسطينيّاً بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بيهوديّة الدولة. ومن بين الشروط أيضاً، اعتراف الفلسطينيين بالسيادة الإسرائيليّة على كافة المناطق التي تنوي إسرائيل ضمّها. وذكر عريقات أن "أهمّ ما ينقص الخطّة الأميركيّة هو تحقيق السلام"، لافتاً إلى أن "مجلس الشيوخ الأميركي اعتبر أن خطّة ترامب ليست صالحة للسلام".

وجدّد عريقات تأكيد موقف القيادة الفلسطينيّة حيال إحلال السلام، لكن "سلامنا لن يكون بأي ثمن، سلامنا هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي". وتابع: "سلامنا هو تجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقيّة، وحلّ قضايا الوضع النهائي... سلامنا سلام المنطقة". وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، كشف عريقات أن وفداً فلسطينيا سيتوجّه إلى قطاع غزة خلال الأيّام المقبلة، تمهيداً لزيارة أخرى للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال: "سيتوجّه الوفد الفلسطيني إلى غزة خلال أيّام وعندما يتوّج بالنجاح... وإذا انطوت الصفحة، سنزور غزة، بلدنا غزة".

في غضون ذلك، اعتبر مستشار مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي أكبر ولايتي أنّ خطّة السلام الأميركيّة ليست إلّا استكمالاً لأهداف "الصليبيين والصهاينة" و"ستفشل"، لافتاً إلى أنّها أيضاً "مشروع لبيع وتقسيم الأراضي الإسلاميّة". وقال خلال مؤتمر صحافي مقتضب في طهران إنّ "هدف (ترامب) يكمن في تحقيق رؤية الصليبيين والصهاينة"، مشيراً إلى أنّه "سيفشل في هذه الخطّة مثلما فشل في خططه السابقة المعادية للمسلمين". وأكد أنّ إيران "لن تلتزم الصمت في هذا الشأن"، مشدّداً على أن بلاده تعتبر أنّ "القضية الفلسطينيّة هي القضيّة المحوريّة للعالم الإسلامي".


MISS 3