جاد حداد

نوبات الإغماء... هل تدلّ على أمرٍ خطير؟

1 شباط 2020

12 : 09

لا يكون الإغماء خطيراً في معظم الحالات، لكن من الأفضل أن تستشير الطبيب فوراً إذا كنت تفقد الوعي تزامناً مع إصابتك بمرض في القلب.

من الطبيعي أن تشعر بالقلق حين يُغمى عليك. يحصل الإغماء عندما لا يتلقى الدماغ كمية كافية من الدم، ما يؤدي إلى فقدان الوعي موقتاً. لكن يكون السقوط أرضاً طريقة يعتمدها الجسم لتجديد تدفق الدم إلى الدماغ، ويستيقظ الشخص تلقائياً بعد أقل من دقيقة بشكل عام.

الإغماء وضع شائع، إذ يعترف ثلث الناس تقريباً بأنهم تعرضوا لهذه الحالة مرة واحدة على الأقل. يقول شاماي غروسمان، أستاذ مساعد في طب الطوارئ في كلية الطب التابعة لجامعة "هارفارد": "في معظم الأوقـات، يكون الإغماء حميداً ولا يشير إلى مشـكلة خطيرة كامنة". يتعلق التحـدي الحقيقي بتحديـــد حالات الإغماء المرتبطة بالقلب، إذ تكون هذه الحالة مقلقة عموماً. بالنسبة إلى الأشخــاص الأصحاء، نادراً ما يكون الإغماء أول مؤشر على إصـابتهم بمشاكل قلبيــــة ووعائية. في المقابــل، يصبح المصاب بمشــاكل قلبية أكثر عرضة للإغمــاء من الشخص العادي. في ما يلي مجموعة من أبرز أسباب الإغماء.الإغماء الوعائي المبهمي

تنجم نصف نوبات الإغماء عن التحفيز المفرط للعصب المبهم الذي ينظّم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. يحصل الإغماء الوعائي المبهمي حين ترتخي الأوعية الدموية ويتباطأ إيقاع القلب رداً على عوامل معينة، أبرزها الوقوف لوقتٍ طويل في بيئة ساخنة ومكتظة. يتعلق العامل التحفيزي أحياناً بعاطفة قوية، مثل التفاعل مع خبر سيئ أو نوبات الهلع أو رهاب الأماكن المغلقة. لكن يفقد آخرون الوعي حين يشاهدون الدم، أو يصابون بنوبة سعال حادة، أو يضحكون بقوة، أو يبالغون في الشدّ أثناء التبول أو التغوط. يبقى الإغماء الوعائي المبهمي أكثر شيوعاً قبل عمر الخامسة والثلاثيــن لأن الجهـاز العصبي يكون أكثر حساسية لدى الأصغر سناً.

هبوط ضغط

الدم الانتصابيهبوط ضغط الدم الانتصابي سبب شائع آخر للإغماء ويشير إلى تراجع الضغط أثناء الوقوف. يتراكم الدم في الساقين موقتاً ويحتاج الجسم إلى لحظة لإيصال ما يكفي من الدم إلى الدماغ. غالباً ما تشتق المشكلة أيضاً من جفاف الجسم والسخونة المفرطة. يكون هبوط ضغط الدم الانتصابي أكثر شيوعاً لدى كبار السن لأن الأوعية الدموية تتصلب مع مرور الوقت، ويصبح الجهاز الذي يراقب ضغط الدم في الجسم أقل حساسية أيضاً. كذلك، يأخذ عدد كبير من كبار السن أدوية خافضة للضغط أو يصابون باضطرابات أخرى تزيد المشكلة سوءاً، مثل السكري أو السرطان أو مرض الباركنسون.قبل السقوطأحياناً، يحصل الإغماء من دون سابق إنذار، لكنك قد تشعر بالضعف أو اختلال توازنك قبل بضع ثوانٍ. كذلك، قد تواجه الأعراض التالية:

• نوبة من التعرق البارد.

• دوار أو ارتباك أو غثيان.

• تشوش النظر أو رؤية بقع أمام العين.

• سماع طنين في الأذنَين.

• التثاؤب والتنفس بسرعة وعمق.

إذا واجهت هذه الأعراض، تمدد إذا أمكن. أو اجلس وضَعْ رأسك بين ركبتَيك لتعزيز تدفق الدم نحو الدماغ.

الإغماء المرتبط بالقلبيتعلق 15% فقط من نوبات الإغماء بأسباب قلبية، منها مجموعة مشاكل تمنع القلب من ضخ الدم بشكلٍ طبيعي. قد يؤدي تباطؤ ضربات القلب أو تسارعها (بسبب الرجفان الأذيني مثلاً) إلى هبوط ضغط الدم ثم التعرض للإغماء. أحياناً، يؤثر تضرر عضلة القلب المرتبط بنوبة قلبية على نظام القلب الكهربائي أو قدرته على ضخ الدم بفاعلية. كذلك، يؤدي اضطراب صمامات القلب، لا سيما تصلب الصمام الأبهري، إلى تراجع تدفق الدم وفقدان الوعي في نهاية المطاف.

الفحوصات اللازمةإستشر طبيبك إذا كنت تفقد الوعي أو تشعر بأنك توشك على الإغماء بشكلٍ متكرر. أبلغه بأي أعراض تتذكرها قبل الإغماء أو بعده، واطلب من الأشخاص الذين يشاهدونك حين تفقد الوعي أن يخبروك بملاحظاتهم. لا يسهل رصد السبب الكامن وراء الخلل دوماً، لكن تتعدد العوامل التي توضح خلفية المشكلة، منها العمر والتاريخ الطبي وظروف الإغماء.

تشمل الفحوصات دوماً تخطيط القلب الكهربائي، مع أن هذا الاختبار القصير قد لا يرصد عدم انتظام ضربات القلب إذا كان الخلل عابراً. لذا يُطلَب من البعض ارتداء جهاز لمراقبة القلب طوال يوم أو أكثر. لاكتشاف أسباب الإغماء المرتبطة بالقلب، يقضي اختبار محتمل آخر بتصوير القلب بالموجات فوق الصوتية لرصد أي مشاكل في الصمام أو ضخ الدم.