أردوغان هدّد باستخدام "القوّة العسكريّة" مجدّداً

قوّات النظام تقترب من السيطرة على سراقب

12 : 14

دمار داخل مبنى يستخدمه الدفاع المدني السوري خلّفه القصف العنيف على سراقب أمس

باتت قوّات النظام على وشك السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجيّة في شمال غربي سوريا، حيث أوقعت المعارك الضارية المستمرّة ضدّ الفصائل الجهاديّة والمقاتلة أكثر من 400 مقاتل من الطرفَيْن خلال أسبوع، وفق ما أحصى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس، فيما ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"وحشيّة" النظام السوري، محذّرا من أن أنقرة على استعداد لاستخدام "القوّة العسكريّة" مجدّداً في سوريا.

وتخوض قوّات النظام معارك عنيفة ضدّ الفصائل، على رأسها "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) على محورَيْ سراقب في ريف إدلب الجنوبي والراشدين في ريف حلب الغربي المجاور، وفق المرصد، الذي أفاد مديره رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" عن "اشتباكات عنيفة تدور جنوب مدينة سراقب، التي باتت قوّات النظام على بُعد كيلومترَيْن منها تقريباً". وباتت المدينة على غرار بلدات وقرى عدّة في محيطها شبه خالية من سكّانها الذين نزحوا منها وسط التقدّم العسكري لجيش النظام، الذي أعلن الأربعاء سيطرته على مدينة معرة النعمان، ثاني أكبر مدن إدلب.

وفي موازاة التقدّم البرّي، قصفت مقاتلات المنطقة مستهدفةً مركزاً للدفاع المدني. ودُمّر جزء من المبنى وأُصيب ستة مسعفين على الأقلّ، بحسب مصطفى أبو حمدو، الذي يقود فرق الاسعاف في إدلب. وقال أبو حمدو لوكالة "فرانس برس" إن "المركز بات خارج الخدمة".

ويتركّز التصعيد في ريفَيْ إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حيث يمرّ جزء من طريق دولي استراتيجي يربط مدينة حلب بدمشق، يُعرف باسم "أم 5" ويعبر أبرز المدن السوريّة من حماه وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبيّة مع الأردن. ولا يزال 50 كيلومتراً من الطريق الدولي خارج سيطرة دمشق، تعبر غالبيّتها ريف حلب الغربي.

وفي هذا الإطار، قال مصدر عسكري سوري لصحافيين بينهم فريق وكالة "فرانس برس"، على هامش جولة نظّمتها وزارة الإعلام في معرة النعمان الخميس: "يسعى الجيش السوري إلى تأمين كامل الطريق الدولي". وأوضح أنّه بعد الوصول إلى سراقب، "سيعمل الجيش على أن تلتقي قوّاته فيها بتلك المهاجمة من جهة حلب"، حيث تدور معارك تُعدّ الأعنف منذ نهاية العام 2016. وتكمن أهمّية سراقب في موقعها الاستراتيجي، كونها تُشكّل نقطة التقاء بين طريق "أم 5" وطريق استراتيجي ثان يُعرف باسم "أم 4"، يربط محافظتَيْ حلب وإدلب باللاذقيّة غرباً.

كما أشار "المرصد السوري" إلى انفجار عربة مفخّخة بالقرب من أحد المباني التي تتحصّن فيها قوّات النظام في محور الصحافيين في ريف حلب، فيما لا تزال الاشتباكات العنيفة دائرة بين قوّات النظام والميليشيات الموالية لإيران من جهة والفصائل المقاتلة والجهاديّة من جهة أخرى، على محاور ريفَيْ حلب الجنوبي والغربي.

توازياً، ندّد أردوغان بـ"وحشيّة" النظام السوري وحذّر من أن بلاده على استعداد لاستخدام "القوّة العسكريّة" مجدّداً في سوريا. وقال: "لن نسمح لوحشيّة النظام تجاه شعبه وهجماته التي تتسبّب بسفك الدماء"، مضيفاً: "تركيا بكلّ صدق تُريد استقرار وأمن سوريا، ولهذا الغرض لن نتوانى عن القيام بما يلزم، بما في ذلك استخدام القوّة العسكريّة". وأكد أن أنقرة "لا يُمكنها أن تقف في موقف المتفرّج فيما تأتي تهديدات جديدة في اتجاه حدودنا"، في إشارة منه إلى تدفّق النازحين السوريين بكثافة، بينما ردّ الكرملين بالقول إنّ روسيا تفي بالتزاماتها "تماماً" في إدلب، وتشعر بقلق عميق إزاء الهجمات العسكريّة هناك.


MISS 3