رواية حول الهجرة المكسيكية تُثير العواطف في الولايات المتحدة

11 : 38

أثار كتاب يتمحور على مهاجرة مكسيكية صدر في 21 كانون الثاني، جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة ما يعكس الأجواء المتوترة في كل ما يتعلق بالهجرة الآتية من أميركا اللاتينية.

ورحّب المؤلف ستيفن كينغ ومقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري بكتاب "أميريكن ديرت"، وهو يتمحور على قصة صاحبة مكتبة في أكابولكو تسلك طريق المنفى المحفوف بالخطر، بعدما أفلتت من براثن تجار المخدرات الذين اغتالوا بقية أفراد عائلتها.

وحظي الكتاب، حتى قبل صدوره، بحملة ترويج جديرة بالكتب التي تتصدر قائمة المبيعات مع التحضير لتحويله إلى فيلم سينمائي. وهو يقدم في سنة الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه على أنه رمز لمأساة المهاجرين.

وقد أشاد كتّاب كبار مثل ستيفن كينغ وجون غريشام بالعمل، في حين وصفه مؤلف الكتب البوليسية دون وينسلو على أنه "عناقيد الغضب عصرنا هذا"، في إشارة إلى رواية الكاتب الأميركي جون ستاينبيك الشهيرة.

إلا أنّ مؤلفة الكتاب الأميركية جانين كامنز التي لها جدة بورتوريكية وأصول مكسيكية أيضاً، سرعان ما اتّهمت باستغلال مأساة المهاجرين المكسيكيين وتغذية الصور النمطية، التي تنشرها حكومة دونالد ترامب لتبرير انتهاج سياسة هجرة تقييدية مثيرة كثيراً للجدل.

وتشير الانتقادات التي أطلقتها الكاتبة المكسيكية-الأميركية ميريام غوربا إلى بعض الاستحواذ الثقافي وميل إلى الإثارة وجهل للموضوع، واتهامات بتهميـش كتاب من أصول أميركية لاتينية في أوساط النشر الأميركية.ووقّع أكثر من 120 كاتباً رسالة مفتوحة إلى أوبرا وينفري يطلبون فيها سحب "أميريكن ديرت" من توصيات نادي القراءة لمقدمة البرامج الذي يحظى بمتابعة كبيرة.

وأعلنــت دار النشـــر "فلاتيرون بوكس" الأربعاء تعليق الجولة الترويجية للكتاب الذي يتصدر المبيعات لدى "أمازون". وقال رئيس الدار بوب ميلر في بيان "نظراً إلى وجود تهديدات محددة ضد المكتبات والمؤلفة، نـــرى أن ثمـة خطراً فعـلياً على سلامتها".وأكد موقّعـــو الرســالة المفتوحة أنهم لا يسعون إلى أي رقابة على الرواية بل يريدون فقط عدم حدوث دعاية كبيرة "لكتاب يستغل ويبسط إلى أبعد الحـدود وغير مطلع كفاية"، ويقوم على الإثارة في موضوع الهجرة.وقدّمت الممثلة من أصل مكسيكي سلمى حايك اعتذارات بعدما نشرت صورة لها مع الكتاب.

ورأى إينياسيو سانشيز برادو استاذ الدراسات اللاتينية-الأميركية في جامعة واشنطن في سانت لويس (ميزوري) في تصريح لوكالة "فرانس برس"، "هذا الكتاب يبسط المكسيك ويستخدم الأسبانية بطريقة سيئة، وهو كتاب تقوم فيه البطلة المكسيكية بأشياء لا معنى لها بالنسبة إلى مواطن مكسيكي".

وأكد الاستاذ الجامعي أنه ليس هناك ضرورة أن يكون الشخص مكسيكياً للكتابة جيداً عن المكسيك، إلا أنه يعـتبر أن جانين كامنز لم تحسن ذلك. ورأى أن المسؤول الأول هو الناشر الذي بيّن عـن "جهل وإهمال" بنشره النص بهذه الطريقة. وامتنعت كامنز (45 عاماً) عن القيام بالكثير من التعليقات على الجدل. وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إنها تثمن "أهمية النقاش حول الاستحواذ الثقافي" لكنها شددت على "الخطر أحيانا بالمبالغة في العزم على إسكات الناس".

وقال الكاتب دانييل أوليفاس صاحب ديوان شعري حول الحدود والموقع على الرسالة الموجهة إلى أوبرا وينفري، "لا أحد يريد ان يفرض رقابة على كامنز، يمكنها الاستمرار في كتابة ما تريد".

لكنه أضاف: "الترويج لهذا الكتاب على أنه رواية أميركية عظيمة أو نجاح باهر يقارن بأعمال جون ستاينبك أمر مذهل، في حين أن الكثير من الكتاب من أصول اميركية لاتينية لا يحظون بجزء ضئيل من هذا الاهتمام وهذه المكاسب المادية".

وهذا هو الكتاب الرابع لجانين كامنز وقد تقاضت مسبقاً عنه مبلغ مليون دولار على ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وأقر رئيس "فلاترون" أنه ما كان ينبغي الترويج للكتاب على أنه يجسد تجربة المهاجرين، لكنه أسف "لكون عمل روائي كتب بنية سليمة أثار حقداً لاذعاً".

وأعرب رون تشارلز كاتب افتتاحية في صحيفة "واشنطن بوست" عن أسفه، لأن نقاشاً حول رواية غير مهمة أصبح بهذه الحدة الهائلة، ورأى في ذلك دليلاً على المناخ السياسي السام جداً.

MISS 3