محمد دهشة

صرخة وجع لشرطة بلدية صيدا: نستدين لنعيش

31 كانون الثاني 2023

02 : 01

من وقفة الإحتجاج لعناصر شرطة بلدية صيدا

تتدحرج الأزمة الإقتصادية لتلقي بثقلها المعيشي على كافة القطاعات، يطلق بعضها صرخة وجع للمرّة الأولى، ويصعّد البعض الآخر احتجاجه ليصل إلى تنظيم التظاهرات بعد الإضراب التحذيري أو المفتوح والاعتصامات التي لم تلق آذاناً صاغية لدى المسؤولين والجهات المعنية.

عناصر شرطة بلدية صيدا انضمّوا إلى الموجوعين، كسروا الصمت الذي تحلّوا به منذ بدء الأزمة مقابل واجبهم المهني والأخلاقي، ولكنّهم وصلوا في نهاية المطاف إلى طريق مسدود، إذ لم يعد بمقدورهم مجرّد الوصول إلى مكان عملهم، فكيف الحال في تأمين قوت عائلاتهم؟ رفعوا صرخة وجع، قالوا "أصبحنا نستدين من أجل توفير كفاف العيش"، ونظّموا أمام القصر البلدي في صيدا وقفة احتجاج رمزية، للمطالبة بتحسين أوضاعهم ورواتبهم ومستحقّاتهم المالية بعدما أضحت لا قيمة لها، مقابل الارتفاع غير المسبوق في سعر صرف الدولار وتالياً غلاء السلع، في خضمّ تداعيات الأزمة المعيشية الخانقة وانعدام القوة الشرائية لليرة اللبنانية.

ويبلغ عدد عناصر شرطة بلدية صيدا نحو 47 عنصراً وهم برئاسة الملازم أول بدر القوام، ويتقاضى كلّ منهم راتب مليوني ليرة لبنانية، وقد بات ستة ملايين بعد مضاعفته، إضافة إلى مليون ونصف بدل نقل لمن يحضر الى العمل، ما يعني أنّ سبعة ملايين ونصف لا تكفي تسديد أعباء وأكلاف الحياة.

وأكّد المشاركون أنّ هذا التحرّك الرمزي ليس موجّهاً ضدّ البلدية، "لأنّنا نعرف ظروف كافة البلديات والمؤسسات العامة التي تعاني أيضاً من الإنهيار وعدم صرف مستحقّات البلديات المالية، ما يساهم أيضاً في تفاقم وقع الأزمة علينا وعليهم وعلى جميع العاملين في البلدية والإدارات العامة".

وأوضح العنصر أحمد أبو زينب "نحن موجوعون وغير قادرين على الوصول إلى الخدمة، سواء بسبب البنزين وقد فاقت صفيحته المليون ليرة لبنانية أو بسبب أجرة النقل"، قبل أن يضيف بحرقة "نحن نعيش على الهامش ولا أحد ينظر إلينا ويشعر بنا وخاصة لجهة الطبابة والاستشفاء". وقال العنصر جهاد جمعة "نحن في خدمة مدينتنا وبلديتنا 24 على 24 ساعة، ولكن وصلنا لدرجة أنّنا لم نعد نستطيع تأمين البنزين والمحروقات لنأتي إلى البلدية لمزاولة عملنا، أو حتى لسير سيّارات الشرطة، لقد اتصلنا بقائد الشرطة بدر القوام الذي أتى بسيارته الخاصة لايصال أحد اللصوص الى مخفر الدرك"، وحتى البلدية لم يعد بإمكانها صرف المحروقات لنقوم بالدوريات وبواجبنا كشرطة".

وتعاني البلديات كافة ومنها صيدا واتّحادها من العجز المالي بسبب عدم دفع وزارة المالية مستحقّاتها المادية من الصندوق البلدي المستقلّ، ما جعلها عاجزة عن تأمين أبسط الخدمات المطلوبة ومنها توفير متطلّبات عمل الشرطة البلدية، ومنها النفايات التي تحوّلت مشكلة مزمنة بين الجمع والرفع والنقل، إضافة الى تشغيل معمل النفايات بطاقته العادية وليس بالحدّ الأدنى". وقال العنصر باسل بوجي "باختصار نحن هنا لنواسي بعضنا البعض، قبل أن يأتي اليوم الذي قد نعزّي فيه ببعضنا بسبب سوء الأحوال، حتى أنّنا نعاني تعسّف بعض المصارف التي لا تصرف مستحقّاتنا الموطّنة ويتمّ تأخيرها لأشهر".

وقال أحد العناصر "صدّقوا أننا نستدين من أقرباء لنا لنتمكّن من العيش مستورين، لأنّ الراتب مع الإضافات والمساعدات لا يكفي مصاريف ومستلزمات لأيام معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة"، متسائلاً: "كيف نعيش مع عائلاتنا باقي الأيام في ظلّ الغلاء الذي يكوينا؟ وكيف ندفع فواتير الكهرباء والمولّدات والمياه والإيجارات والطعام والملبس؟".


MISS 3