جاد حداد

Kill Chain...نيكولاس كايج البطل الأوحد!

6 شباط 2020

10 : 46

يحاول نيكولاس كايج خوض تجربة مختلفة في فيلم Kill Chain (سلسلة قتل)، فيؤدي دور البطولة ويشارك في الإنتاج، حتى أنه يمنح نفسه عطلة ممتعة لأن التصوير يدور في كولومبيا. لا يصعب أن نفهم ما يريد كايج فعله من خلال هذا المشروع، فهو يعطي الممثلين المشاركين في الفيلم فرصة تقديم مناجاة فردية ويقدم أداءً مقنعاً في مشاهد تبادل إطلاق النار المتكررة. لكن على غرار عدد كبير من أعمال كايج الأخيرة، يبدو Kill Chain ضعيفاً نسبياً ويفتقر إلى ميزانية داعمة. يضفي الكاتب والمخرج كين سانزل جواً صاخباً على العمل، لكنه لا يهتم كثيراً بغياب التشويق والحماسة في الأحداث، بل يبحث عن طريقة لحماية الإطار المسرحي للقصة بدل تسليط الضوء على صراعاتها المتكررة.

يسيطر "أرانا" (نيكولاس كايج) على فندق "ديل فرانكو" في كولومبيا بعد الاستيلاء عليه من رجل آخر ويحافظ على النظام في جزء رديء من البلدة، حيث يتعايش مع العاهرات ويتعامل مع ضيوف عابرين. تبدأ المشاكل في ليلة مصيرية مع وصول "ريناتا" (أنابيل أكوستا)، وهي شابة تحمل كيساً من الماس وتحاول البقاء بعيداً عن الأضواء فيما تنتظر وصول سمسار لم تقابله يوماً. سرعان ما تتقرب "ريناتا" من "أرانا"، فتكتشف معلومات إضافية عن تجربته في عالم الجريمة وتتواصل مع "مارخام" (إنريكو كولانتوني)، قاتل يختبئ داخل غرفة فندق وينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ عملية مستهدفة خاصة. تتعقد مهمة "مارخام" بسبب "سانشيز" (إيدي مارتينيز) الذي يسعى إلى تلقي مكافأة مقابل القضاء على "مارخام"، لكن تتلاشى أحلامه بكسب ثروة فورية بسبب "إريكسون" (ريان كوانتين)، رجل شرير يحمل شارة شرطة ويستعمل نفوذه للاستيلاء على ثروة "سانشيز" المحتملة، فيحاول بناء مستقبل أفضل لنفسه ولحبيبته.



ينقسم Kill Chain إلى فصول من السلوكيات المضطربة، فنشاهد "مارخام" وهو متوتر بكل وضوح في تلك الأمسية الشائكة، فيتصفح لائحة الأرقام على هاتفه مع ابنته المراهِقة التي لم يقابلها منذ خمس سنوات نتيجة سعيه إلى تجاوز تداعيات جرائمه المريعة. يواجه "مارخام" المشاكل ويختلط مع العاهرات في البلدة ويدرك سريعاً أن "سانشيز" موجود في الجوار وينتظر اللحظة المناسبة لقتل رجلٍ أكبر سناً وتلقي ماسة ثمينة في المقابل. لن يكون "مارخام" مستعداً للموت بسهولة، فيعطي المخرج سانزل فرصة تقديم مشاهد إطلاق نار وتهديدات متبادلة، مع أن هذه اللقطات لا تحمل أي جانب مبتكر. يطالب "سانشيز" بمكافأته لكن يعيقه "إريكسون" الذي يحاول التقرب من وكالات إنفاذ القانون المحلية لإشباع جشعه، فيُحوّل رحلة بسيطة إلى مقر الشرطة إلى حمّام دم ولا يبقى أمامه إلا أن يتخلص من جميع الشهود. يحلم "إريكسون" بالتحرر مادياً ويخطط لمشاركة الأموال المسروقة مع حبيبته، لكن تُعلّمنا الأفلام السينمائية التي تتمحور حول الجرائم دوماً أن شيئاً ليس مؤكداً في عالم الأعمال غير القانونية، وهذا ما يضع "إريكسون" على خط المواجهة. سرعان ما يُجدد Kill Chain تركيزه على "أرانا" الذي لا يكتفي بالتعامل مع مشاكل "ريناتا"، بل يواجه أيضاً تداعيات وصول "المرأة السيئة جداً" (أنجي سيبيدا): إنها قوادة لها علاقة بصفقة الماس، وهي مستعدة لقتل كل من يقف في طريقها. رغم هذه الحبكات كلها، لا يتمتع الفيلم بالزخم الكافي، بل يقدم حوارات باهتة ويتمسك سانزل بالأجواء المسرحية للعمل، فيُقطّع المشاهد مراراً لعرض لقطات تبادل إطلاق النار ومطاردات نموذجية.

بالكاد تتطور الشخصيات على مر القصة (حتى أن بعضها لا يحمل أي اسم)، وهذا ما يعطي الأفضلية لشخصية كايج، إذ يمكن اعتباره أفضل عنصر في الفيلم، فيقول حواراته بأسلوبه المعروف، مع التشديد على الكلمات المهمة والتعبير عن عواطفه حين يكشف "أرانا" تفاصيل عن ماضيه الذي يطارده أمام "ريناتا". يسهل أن نستنتج السبب وراء رغبة كايج في إنتاج هذا الفيلم، إذ يسمح له العمل باستعمال مواد جنائية ويعطيه فرصة الاستمتاع بمناطق أميركا الجنوبية ويجمعه مشهد حب مع أكوستا. باختصار، يتمحور الفيلم كله حول كايج، وهذا ما يجعل بقية عناصره مملة. تتفاقم هذه المشكلة حين يفتقر العمل إلى ميزانية كافية لإعطاء طابع سينمائي متقن لمختلف جوانب الفيلم. كذلك، يقدم المصور السينمائي مانويل كاستانيدا أداءً مريعاً، فيستعمل أسلوب المؤثرات البصرية الاهتزازية في جميع المشاهد، حتى في لقطات إشعال السجائر! مقارنةً بمختلف المشاريع التي يقدّمها كايج في عالم السينما، لا يمكن اعتبار هذا الفيلم أسوأ إنتاجاته، لكنه يحاول القيام بعملٍ مختلف ويحتفظ بأفضل اللحظات لنفسه!


MISS 3