طوني فرنسيس

صبر استراتيجيّ في لبنان

2 شباط 2023

02 : 00

ماذا لو تطوّر الاشتباك الإيراني- الإسرائيلي إلى حرب مفتوحة؟ خلال الأيام الأخيرة اختبر خصوم إيران صبرها «الاستراتيجي» مرة أخرى وبشكل لم يسبق له مثيل منذ العملية السرية التي أسفرت عن نقل الأرشيف النووي الإيراني إلى تل أبيب. هاجمت الطائرات المسيّرة أصفهان ومواقع أخرى، ووجهت ضربات متلاحقة لقوافل قيل إنّها إيرانية على المعابر العراقية - السورية.

الغارات في العمق الإيراني أعقبت مناورات أميركية - إسرائيلية ضخمة كان عنوانها الاستعداد لتوجيه ضربة لإيران، وكان مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز في الدولة العبرية لدى حصول قسم من الضربات. قبله زارها رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وفور رحيله حضر وزير الخارجية انطوني بلينكن. لم تكن كل تلك الحركة لتخفى عمن يربطها بالهجمات على إيران عشية ذكرى وصول الخميني إلى السلطة في أول شباط 1979.

في الإعلام الروسي خوف من أن تكون تلك الضربات بداية حرب بسبب دور إيران المستجد في حرب اوكرانيا، وإيران لم تتأخر في اتهام أوكرانيا بعملية أصفهان. ولا يريد الروس رسمياً حرباً محرجة لهم مع حليفهم الإيراني. تقول إيلينا سوبونينا، الخبيرة الروسية المقربة من الكرملين «إن الصراع الكبير الذي يختمر ليس مفيداً لأي من الجانبين. ومع ذلك، يمكن أن يتصاعد الوضع إلى حرب كبيرة».

وقالت: «إيران الآن في وضع صعب. وسوف تنتظر مزيداً من المساعدة من روسيا. انطلاقاً من تجربة السنوات الأخيرة، عادة ما تتخذ موسكو موقفاً متوازناً. فهي لا تريد الخلاف مع إسرائيل، وتسعى في الوقت نفسه إلى تطوير العلاقات مع إيران. وكما يبدو، سوف تستمر هذه السياسة في المستقبل القريب. أفضل ما يمكن أن تفعله موسكو هو أن تلعب دور الوسيط النشط حتى لا ينشب صراع جديد في المنطقة».

ستحاول موسكو قدر الإمكان منع حرب كبيرة، والأرجح أنّ ذلك ما يلائم القيادة الإيرانية التي تعاني مشاكل داخلية ضخمة وعزلة دولية خانقة. والتعويض عن عدم الانزلاق إلى رد مزلزل على عدوان الاستكبار وشيطانَيه، الأكبر والأصغر، سيكون، على الأرجح، في مواصلة سياسات تعزيز النفوذ في المحيط المتوفر، من العراق إلى سوريا فلبنان...

هل سيعني ذلك شيئاً محدداً في لبنان؟ فلننتظر مستجدات المعركة الرئاسية بـ»صبرٍ استراتيجي»!!