جرعات صغيرة من الليثيوم لمنع تطوّر الزهايمر!

13 : 50

تكشف دراسات حديثة أن الليثيوم يسهم في معالجة مرض الزهايمر. لكن تُضاف نتائج بحث جديد إلى هذه الأدلة وتثبت أن جرعة صغيرة منه قد تكبح تطور هذا النوع من أمراض التنكس العصبي، حتى لو كان في مراحل متقدمة.

في العام 2017، نشرت مجلة "ميديكل نيوز توداي" تقريراً عن تلك الدراسة وذكرت أن الليثيوم الذي يُحسّن المزاج قد يحمي من الخرف أيضاً.

رصدت إحدى الدراسات تراجعاً في احتمال الإصابة بالخرف بنسبة 17% لدى من استهلكوا ماء شرب مع كميات مرتفعة من الليثيوم، مقارنةً بمن شربوا ماءً فيه كميات شبه معدومة منه.

منذ ذلك الحين، كشفت دراسات وبائية وعيادية أخرى أن جرعة صغيرة من الليثيوم قد تُخفّـض خطر الزهايمر عبر التأثير على آليـات مَرَضية أساسية تنشط عند التعرض لأمراض التنكس العصبي.

نُشِرت دراسة مماثلة في مجلة "طب النفس التحوّلي"، وذكرت أن كميات ليثيوم أقل بمئات المرات من تلك التي يصفها الأطباء في العادة لمعالجة الأمراض النفسية، مثل الاضطراب ثنائي القطب، قد تسهم في تحسين أولى مؤشرات الزهايمر لدى نماذج من الفئران.

كان كلاديو كويلو من قسم الصيدلة والعلاجات في جامعة "ماكجيل" في كيبيك، كندا، المشرف الأول على تلك الدراسة، فبدأ مع فريقه البحثي حديثاً بتحليل مدى قدرة جرعات الليثيوم الصغيرة على إعطاء المنافع نفسها في مراحل متقدمة من المرض.

اختبار جرعات قديمة على فئران جديدة


يقول كويلو تعليقاً على بحثه السابق: "أُعطيت جرعات صغيرة من الليثيوم، بكميات أقل بمئات المرات من تلك المستعملة في عيادات الاضطرابات المزاجية، خلال أولى مراحل المرض المرتبط بصفائح الأميلويد، إلى فئران مُعدّلة وراثياً كي تُصاب بمرض شبيه بالزهايمر". أطلق الباحثون اسم NP03 على تركيبة جرعة الليثيوم. كانوا قد استعملوها في دراستهم السابقة على نموذج من الزهايمر المُعدّل وراثياً، حيث حملت الفئران بروتينات بشرية تطلق خصائص مرض الزهايمر، منها تراكم صفائح الأميلويد السامة في الدماغ وظهور مشاكل معرفية.

يضيف كويلو: "كانت النتائج إيجابية على نحو لافت، وقد شجعتنا على متابعة استعمال هذه المقاربة مع مرض أكثر تقدماً".

في الدراسة الجديدة، أعطى الباحثون الجرعة نفسها إلى فئران مُعدّلة وراثياً خلال مراحل متقدمة من مرض الزهايمر البشري في فترة ما قبل ظهور الأعراض. في هذه المرحلة، تتراكم صفائح البيتا أميلويد لدرجة أن تبدأ بالتأثير على القدرات المعرفية.

أخذت الفئران الليثيوم طوال 12 أسبوعاً، وقيّم الباحثون ذاكرتها العاملة البعيدة عبر اختبار التعرّف على أغراض جديدة. كذلك، حللوا مؤشرات الالتهاب العصبي في أدمغة القوارض ومستويات الإجهاد التأكسدي والبيتا أميلويد.

الليثيوم فعال بعد تراكم الصفائح السامة


يكتب المشرفون على الدراسة: "تعالج تركيبة NP03 أي نقص وظيفي في اختبارات التعرف على الأغراض، وتُخفّض مستويات البيتا أميلويد القشري القابل للذوبان وغير القابل للذوبان، وتُقلّص عدد الصفائح في منطقة الحصين الدماغية. كذلك، تكبح هذه التركيبة مؤشرات الالتهاب العصبي والإجهاد التأكسدي الخلوي. تكشف هذه النتائج مجتمعةً أن جرعة الليثيوم الصغيرة NP03 تكون فعالة في مراحل متقدمة من المرض، أي بعد ظهور صفائح البيتا أميلويد". يضيف كويلو: "من المستبعد أن يعكس أي دواء الأضرار الدماغية الدائمة في مراحل ظهور أعراض الزهايمر، لكن يُفترض أن يترافق أي علاج مبني على جرعات صغيرة من الليثيوم المُغلّف مع منافع ملموسة في المراحل الأولى من المرض".

يأمل كويلو في أن تُترجَم نتائج البحث قريباً في تجارب عيادية، عبر اختبار تركيبة NP03 على مرشحين آخرين للدواء، أو مجموعات معرّضة للزهايمر، أو راشدين مصابين أصلاً بالمرض قبل وقت طويل من ظهور أعراضه: "عملياً، تكشف نتائجنا أن الجرعات الصغيرة من الليثيوم في تركيبات تشبه تلك التي استعملناها لتسهيل وصول العلاج إلى الدماغ عبر الحاجز الدماغي الدموي، تزامناً مع تخفيض مستويات الليثيوم في الدم وحماية المريض من الآثار المعاكسة، يُفترض أن تُستعمَل في تطبيقات علاجية فورية".


MISS 3