واشنطن وسيول تُجريان مناورات مشتركة... وبيونغ يانغ تُهدّد

أميركا تُعزّز حضورها العسكري في الفيليبين لمواجهة الصين

02 : 00

الرئيس الفيليبيني خلال استقباله وزير الدفاع الأميركي في مانيلا أمس (أ ف ب)

في مواجهة تصاعد النفوذ العسكري لـ"التنين الصيني" في المنطقة، كشفت واشنطن ومانيلا عن اتفاق له أبعاد جيوستراتيجية مهمّة يسمح للجنود الأميركيين باستخدام 4 قواعد إضافية في الفيليبين. وأُبرم الاتفاق القاضي بتوسيع التعاون في "مناطق استراتيجية من البلاد" خلال زيارة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لمانيلا، بينما تسعى الدولتان إلى إصلاح العلاقات التي تضرّرت في السنوات الأخيرة في عهد الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي، الذي فضّل التقارب مع الصين. وفيما تحرص إدارة الرئيس فرديناند ماركوس جونيور على عكس هذا التوجه، دفعت مساعي بكين للهيمنة على تايوان وقيامها ببناء قواعد عسكرية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، واشنطن ومانيلا لتعزيز شراكتهما. ونظراً لقربها من تايوان والمياه المحيطة بها، سيكون لتعاون الفيليبين أهمّية بالغة في حال اندلاع نزاع مع الصين، وهو أمر حذّر جنرال رفيع المستوى في سلاح الجو الأميركي من أنه قد يحصل اعتباراً من العام 2025.

وأوضح أوستن أن القواعد الأربع الجديدة ترفع عدد المواقع التي يُمكن للقوات الأميركية الوصول إليها إلى تسعة، في حين تجري محادثات في شأن موقع عاشر محتمل، وفق ما أفاد مسؤول فيليبيني وكالة "فرانس برس". وأفاد وزير الدفاع الفيليبيني كارليتو غالفيز بأنه سيعلن عن مكان المواقع الجديدة بعد التشاور مع السلطات المحلّية والمسؤولين. لكن ذكرت تقارير على نطاق واسع بأن معظم المواقع مقامة على جزيرة لوزون الرئيسية التي تُعدّ أقرب أرض فيليبينية إلى تايوان، حيث تستخدم الولايات المتحدة حاليّاً قاعدتَين.

وأفادت تقارير بأنّ الرابع سيكون على جزيرة بالاوان التي تقع قبالة جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ما يرفع عدد المواقع هناك إلى اثنين. وأكد أوستن أن الحلفاء ملتزمون "تعزيز قدراتنا المتبادلة على مقاومة هجوم مسلّح"، متّهماً الصين بـ"مطالبات غير مشروعة في بحر الفيليبين الغربي"، بينما ردّت بكين بالقول إن الولايات المتحدة تُفاقم "التوترات الإقليمية" عبر مواصلة تعزيز انتشارها العسكري.

وقال غريغ ويات من مركز "بي إس أيه الفيليبيني الاستشاري": "بالنظر إلى أماكن المواقع المقترحة، يبدو جليّاً أن هذه المواقع مرتبطة بخطّة طوارئ على صلة بتايوان". وتزامن هذا الإعلان مع إعادة الولايات المتحدة فتح سفارتها في جزر سليمان، بعد إغلاق استمرّ 30 عاماً، في وقت تتنافس مع الصين على النفوذ في منطقة جنوب الهادئ.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في بيان أن إعادة فتح السفارة الأميركية يؤكد "تجديد التزامنا تجاه شعب جزر سليمان وشركائنا في منطقة" آسيا والمحيط الهادئ. وأتت إعادة فتح السفارة الأميركية بعدما وقّع رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري العام الماضي اتفاقية أمنية واسعة النطاق وغير واضحة المعالم مع بكين.

على صعيد آخر، أجرت كوريا الجنوبية مناورات جوية مشتركة مع الولايات المتحدة وقامت بمطاردات خفية بمشاركة قاذفات استراتيجية، ما أثار غضب جارتها الشيوعية الشمالية. وحلّقت الطائرات فوق البحر الأصفر الواقع بين شبه الجزيرة الكورية والصين في أوّل تدريبات من هذا النوع تُجرى هذا العام. وشملت هذه المناورات قاذفات ثقيلة طويلة المدى من طراز "بي 1 بي" وطائرات مطاردة خفية تابعة للقوات الجوية الأميركية ومقاتلات من طراز "أف 35" تابعة للجيش الكوري الجنوبي. وشدّدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية على أن هذه المناورات الجوية التي أُجريت الأربعاء أظهرت "إرادة وقدرة الولايات المتحدة على ضمان ردع واسع وقوي وموثوق به ضدّ التهديدات من كوريا الشمالية" المرتبطة بالأسلحة النووية والصواريخ.

في المقابل، حذّر متحدّث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية من أن الولايات المتحدة يُمكن أن "تُشعل مواجهة شاملة" مع بيونغ يانغ، على ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. واعتبر أن الخطوات التي اتخذتها واشنطن وسيول لتكثيف تدريباتهما المشتركة تجاوزت "خطّاً أحمر أقصى".

كما هدّدت كوريا الشمالية بأنها ستردّ على هجوم نووي بالسلاح النووي وعلى "المواجهة الكاملة بمواجهة كاملة"، مشيرةً إلى أنها "غير مهتمة بأي اتصال أو حوار مع الولايات المتحدة طالما واصل هذا البلد سياسته العدائية".

MISS 3