ولوووه وين صرنا ؟
يشقى النائب ويتعب ويكدح ويناضل طوال النهار. تعازي، تهاني، إتصالات، إجتماعات، تغريدات. "مي مصلاية" في مجلس النواب ليبدأ بعد الظهر جولة جديدة من التعازي والتهاني والاجتماعات والـ"نكنكات" والـ "زكزكات"، وفي نهاية اليوم الطويل ألا يحق لسعادته أن يكافئ نفسه بعد كل هذا الإرهاق بأكلة سمك أو جاط عصافير وبعض المازات اللبنانية؟
أيُستكثر على نائب جنوبي أن يزيح هموم الوطن والمسؤوليات الجسام عن كاهله لبرهة من الزمن في مطعم كسرواني؟ وبأي حق يأتي مواطن شمالي ليعكر عليه صفاء ذهنه على وقع كركرة أركيلة؟
ولووه في أي حضيض صرنا؟
ألا يستطيع النائب أن يتناول عشاءه خارج البيت مرة كل أسبوعين وهو الذي ينتظر ساعات للحصول على مائة دولار كي يصرّفها على 2160 ؟ وهو الذي يموت ويعيش في اليوم ألف مرة لبناء الدولة، مدماكاً فوق مدماك؟
وهل بات على ممثل الشعب الإستعانة بفريق حماية خاص وسرية أمن دولة وطوافات ودرّاجات ومغاوير بحر وبر إذا قرر يوماً أن يكون شعبياً مثل باراك أوباما، ويتناول بيغ ماك مع بيغ سفن مع بيغ بطاطا مع بيغ شلّته مثل أي مواطن من عامة الشعب؟
عدّوا للعشرة يا (...) قبل أن تدقوا بالنائب زياد أسود، وهو النائب الـقبضاي الـ "زكرت"، "الفاجومي" بامتياز.
رفيق الحريري، بقبره، لم يوفره.
تيار المستقبل، رئيساً نواباً ووزراء، برشهم بلغة رشيقة لمّاحة.
مباراة جمال الجراح ـ زياد أسود ( حزام أسود تدفيش) في لجنة الأشغال النيابية العام 2015 قمة في التشويق، روعة في الأداء.
نشر الأسود زميله في "التيار" أمل أبو زيد على صنوبرات جزين ولولا تدخّل فلاديمير بوتين لما ترك فيه ستراً مغطّى.
ووصف وليد جنبلاط (بصيغة الجمع المذكر غير السالم) "خونة وسارقين ونحن صرف لبنانيين".
أما بين الأسود و"القوات" فالمحبة طافحة بتفاهم وبلا تفاهم. بـ"خيّك" و"بلا خيّك".
وفي مواجهة الرئيس سليمان فجّر الأسود إبداعاته شاملاً وليد بك بعظيم رحمته "ميشال سليمان رولكس بدل ما تعتذر من الشعب اللبناني رد المسروق والمنهوب والقرار المباع بأبخس الأثمان، مقابل ما فعلته مع زملائك الهارب والفاجر والعاهر والعميل وآخرهم المقترض من بنك الاسكان والمتعذر تبليغه وآخر فلول سبلين والمهجرين. سكتنالكم كتير".
لا تسكت زياد. تبّا لهم فتية رُعن يستأسدون على أسد أسوَد "مسرغس" على أركيلة؟
