رحيل عميدة النضال النسائيّ ليندا مطر

02 : 00

توفيت المناضلة ليندا مطر حاملة قضيّة الإنسان والمرأة عن 97 عاماً، أغمضت جفونها لتستريح استراحة المحارب الأزلية، بعد المعارك والمحطّات النضالية في وجه التنميط والظلم.

ونعت "لجنة حقوق المرأة اللبنانية" رئيستها السابقة بالقول: "عرفت اللجنة برئاسة الراحلة مطر وقيادتها وضوحاً في الرؤية وديناميةً استثنائيةً في النضال النسائي، فبالإضافة إلى إكمال مسيرة مؤسِّسات اللجنة الرائدات كان لها الفضل في نقلها من مرحلة التأسيس النوعية إلى مرحلة التأثير الجذري والفعالية في التغيير بواقع المرأة اللبنانية ونشر ثقافة حقوق المرأة كما التقدم في تعديل واستحداث القوانين الرامية إلى تحقيق العدالة للنساء". كما نعتها بكلمات وفاء وتأثر وتقدير، عشرات الجمعيات والمؤسسات والشخصيات النسوية.

انتسبت مطر إلى "لجنة حقوق المرأة اللبنانية" في بداية خمسينات القرن الماضي، وتدرّجت من عضو عادي إلى أمينةٍ للسرّ ثم إلى رئيسةٍ في العام 1978.

شاركت في تأسيس عدد من الهيئات النسائية منها "لجنة الأمّهات في لبنان" و"الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة" و"اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة". كما شغلت منصب عضو في "الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي" وكانت منسّقة "المركز الإقليمي العربي" له حتى عهدٍ ليس ببعيد. وشاركت في أكثر من 60 مؤتمراً دولياً وعالميّاً أهمها مؤتمرات الأمم المتحدة، من كوبنهاغن إلى المكسيك ونيروبي، إلى "المؤتمر النسائي العالمي" الرابع في بكين العام 1995، كما اختارتها مجلة "ماري كلير" الفرنسية العام 1995 واحدةً من مئة سيدة يحرّكن العالم.

انتُخبت رئيسةً "للمجلس النسائي اللبناني" في العام 1996، وترشّحت إلى الانتخابات النيابية في بيروت مرّتين (في دورة العام 1996 والعام 2000)، ونالت عدداً وازناً من الأصوات رغم ترشّحها خارج اللوائح. وفي العام 1998 منحها الرئيس الياس الهراوي "وسام الأرز الوطني" من رتبة فارس.

ناضلت من أجل تعديل القوانين المجحفة في حق المرأة ومن أجل وطن ديموقراطي ودولة مدنية، وكرّمها عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني في لبنان. كذلك منحها الرئيس ميشال سليمان "وسام الأرز الوطني" من رتبة ضابط.


MISS 3