البابا من جنوب السودان: كفى سفكاً للدّماء!

02 : 00

حضّ البابا فرنسيس قادة جنوب السودان أمس على «انطلاقة جديدة» من أجل السلام، محذّراً من أن التاريخ سيذكُرهم من خلال أفعالهم، وذلك في مستهلّ زيارة تستمرّ 3 أيام للبلاد. وفي خطاب ألقاه في القصر الرئاسي في جوبا، قال الحبر الأعظم: «تتطلّب عملية السلام والمصالحة هزّة جديدة»، داعياً إلى تكثيف الجهود من أجل وضع حدّ للنزاع في الدولة الفتية التي عانت من حرب أهلية عنيفة وتعتبر من أفقر بلدان العالم.

وأمام الحضور الذي ضمّ الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار وديبلوماسيين ورجال دين وزعماء، قال البابا: «سيتذكّركم أبناؤكم والتاريخ نفسه إن كنتم قد عملتم الخير لهذا الشعب، الذي أوكل إليكم لتخدموه. ستُكرّمكم الأجيال المقبلة أو ستمحو ذكرى أسمائكم، بناء على ما تصنعونه الآن».

وتابع البابا: «كفى سفكاً للدّماء، كفى صراعات، وكفى عنفاً واتّهامات متبادلة لمَن يرتكبونها، وكفى أن نترك الشعب متعطّشاً إلى السلام»، فيما كان قد اصطفّ آلاف الأشخاص في شوارع جوبا بانتظار وصول البابا الذي حيّوا موكبه الذي عبر طرقاً عُبّدت أخيراً، وانحنى بعضهم لدى إلقائه التحية عليهم. وقد انضمّ جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري الزعيم الروحي للكنيسة الأنغليكانية، وإيان غرينشيلدز، المسؤول الأبرز في كنيسة اسكتلندا، إلى البابا خلال الزيارة إلى جنوب السودان.

ومنذ إعلان جنوب السودان الاستقلال في العام 2011 تفتقد البلاد السلام، وقد شهدت حرباً أهلية استمرّت 5 سنوات بين قوات موالية لكير وأخرى موالية لمشار أسفرت عن 380 ألف قتيل و4 ملايين نازح.

وفي مؤشّر يدل على التحدّيات التي تواجهها البلاد، قُتل الخميس، عشية وصول البابا، 21 شخصاً على الأقلّ في هجوم في جنوب البلاد، في اعتداء وصفته السلطات بأنه عمل انتقامي.


MISS 3