بكين تُبدي "استياءها الشديد" بعد إسقاط منطادها التجسّسي

قضية "المنطاد الصيني" تتفاعل أميركياً ودولياً

02 : 00

بعد إسقاط «المنطاد الصيني» السبت (أ ف ب)

ما زالت قضيّة المنطاد التجسّسي الصيني تتفاعل في الداخل الأميركي ودوليّاً، خصوصاً بعد اسقاط الجيش الأميركي للمنطاد الذي حلّق لأيّام عدّة فوق الولايات المتحدة، حيث خرجت أصوات جمهورية معارضة تُندّد بطريقة تعاطي إدارة الرئيس جو بايدن مع المنطاد الذي أرسله الحزب الشيوعي الصيني للتجسّس على المواقع العسكريّة الحسّاسة في بلاد «العم سام»، وفق الإعلام الأميركي.

وانتقدت بكين قرار البنتاغون إسقاط منطادها، متّهمةً الولايات المتحدة بـ»المبالغة في ردّ الفعل وبانتهاك الممارسات الدولية بشكل خطر». وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن «الصين تُعرب عن استيائها الشديد واحتجاجاتها على استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة لمهاجمة المنطاد المدني غير المأهول»، محذّرةً من أنها «تحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الردود الضرورية».

ولفتت إلى أنها «طلبت بوضوح من الولايات المتحدة معالجة الأمر بشكل مناسب وبهدوء ومهنية وضبط للنفس»، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة «أصرّت على استخدام القوة»، فيما كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أعلن في بيان أن مقاتلة من طراز «أف 22» أسقطت المنطاد «في المجال الجوي فوق ساحل كارولاينا الجنوبية».

وأضاف أوستن أن العملية جاءت ردّاً على «انتهاك غير مقبول لسيادتنا»، مؤكداً أن المنطاد «استخدمته جمهورية الصين الشعبية في محاولة لمراقبة المواقع الاستراتيجية» في الولايات المتحدة. وتابع: «بعد تحليل دقيق، قرّر القادة العسكريون الأميركيون أن إسقاط المنطاد أثناء وجوده فوق الأرض يُشكّل خطراً لا داعي له على الناس... نظراً لحجم المنطاد وارتفاعه وحمولته المخصّصة للاستطلاع».

وأكد أن ذلك هو سبب انتظار الجيش، ليتمكّن من إسقاطه «بأمان فوق مياهنا الإقليمية، بينما يُراقب عن كثب مساره وأنشطته في جمع المعلومات»، في حين هنّأ بايدن الجيش بنجاحه في تنفيذ عملية الإسقاط الدقيقة. وأوضح الرئيس الديموقراطي أنه أعطى الأمر الأربعاء بإسقاط المنطاد «في أقرب وقت ممكن»، لكن البنتاغون أراد الانتظار «حتّى يكون في المكان الأكثر أماناً للقيام بذلك»، لتجنّب أي ضرر ممكن جرّاء سقوط حطامه.

وتجري عمليات لاسترداد حطام المنطاد بمشاركة غوّاصين من وحدات البحرية الأميركية. وكشف مسؤول عسكري أميركي كبير أن الحطام وقع في المياه الضحلة ما «سيجعل الأمر سهلاً للغاية». وأظهرت مقاطع الفيديو بثتها قنوات أميركية المنطاد وكأنه يسقط عموديّاً. وفي وقت إسقاطه، كان المنطاد على ارتفاع 18 كيلومتراً فوق مستوى سطح البحر، ويبعد 11 كيلومتراً من الساحل، وفق مسؤولين في البنتاغون.

وقبيل العملية، أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني الأميركية تعليق الحركة الجوية في ثلاثة مطارات في جنوب شرق الولايات المتحدة ضمن إجراء يتعلّق بـ»الأمن القومي». واستؤنفت الحركة الجوية بُعيد انتهاء العملية. وبحسب مسؤولين في البنتاغون، فإنّ المنطاد دخل المجال الجوي الأميركي أوّل مرّة في 28 كانون الثاني فوق ألاسكا، قبل أن يدخل كندا في 30 من الشهر نفسه ثمّ يعود إلى المجال الجوي الأميركي على مستوى إيداهو (شمال غرب) في 31 كانون الثاني، أي الثلثاء.

لكن المواطنين الأميركيين لم يرصدوا المنطاد إلّا الخميس الماضي، عندما حلّق فوق مونتانا (شمال غرب)، حيث توجد قواعد عسكرية حسّاسة ومستودعات صواريخ نووية تحت الأرض، قبل أن يتحرّك تدريجاً في اتجاه شرق البلاد، فيما تُخطّط الغالبية الجمهورية في مجلس النواب لإطلاق تحقيق في تعامل إدارة بايدن مع المنطاد الصيني. وقال النائب الجمهوري عن ولاية تكساس مايكل ماكول، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس: «سأطلب إجابات وسأُحاسب المسؤول عن إظهار هذا الضعف في التعامل مع أزمة المنطاد».

واعتبر ماكول أن إدارة بايدن كان عليها «التعامل مع هذا الأمر قبل أن يُصبح تهديداً للأمن القومي»، مبدياً أمله في أن «نكون قادرين على استخراج الحطام من أجل مساعدتنا على معرفة المعلومات الاستخباراتية التي جمعها الحزب الشيوعي الصيني بينما كان المنطاد يُحلّق فوق بلادنا لأيّام»، بينما حيّا زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر «قيادة الرئيس بايدن لإسقاطه المنطاد الصيني فوق المياه حفاظاً على سلامة جميع الأميركيين»، معتبراً أنّه «الآن يُمكننا جمع المعدّات وتحليل التكنولوجيا المستخدمة» من الصين.

توازياً، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو دعم بلاده قرار الولايات المتحدة «إسقاط منطاد المراقبة» الصيني الذي كان يُحلّق على ارتفاعات عالية و»ينتهك المجال الجوي الأميركي والكندي والقانون الدولي»، في حين كشفت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند في بيان أنها وترودو «اطّلعا على العملية» من جانب مستشار الأمن القومي ورئيس أركان الدفاع، شاكرةً لواشنطن «تعاونها الوثيق».

على صعيد متصل، أعلنت كولومبيا أن منطاداً حلّق فوق أراضيها بعدما حذّرت الولايات المتحدة من أن «منطاد مراقبة صينيّاً» آخر رُصد فوق أميركا اللاتينية. وأشارت القوات الجوية الكولومبية إلى رصد المنطاد صباح الجمعة ومراقبته حتى خروجه من المجال الجوي الوطني، مؤكدةً أنه لم يُهدّد في أي وقت الأمن والدفاع عن البلاد.


MISS 3