لم يكن فوز فريق لبناني بلقب دورة دبي الدولية بكرة السلة أمراً مفاجئاً أو مستغرباً بالنسبة الى الكثير من المراقبين والمتابعين لتطوّر اللعبة في لبنان وابتعادها بأشواط كبيرة عن غيرها من الدول المحيطة بنا أو حتى البعيدة أيضاً. فمنذ سنوات، وكرة السلة اللبنانية تسير في اتجاه تصاعديّ لافت على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية على السواء، حيث حجز منتخب الرجال بطاقته الغالية الى نهائيات بطولة العالم التي ستقام صيف العام الحالي للمرّة الرابعة في تاريخه، وحذا منتخب الناشئين (تحت الـ18 سنة) حذوه بتأهله الى البطولة العالمية التي ستقام هذا العام أيضاً، كذلك شارك منتخب الأرز تحت الـ16 سنة في "العرس العالميّ" الذي احتضنته إسبانيا الصيف الفائت، وهذه الإنجازات إن دلّت على شيء، فهي تدلّ من دون شكّ على المستوى الإحترافيّ العاليّ الذي بلغته كرة السلة وتفوّقها على نظيراتها بشكل لافت.
إنّ وصول الفرق اللبنانية الثلاثة المشاركة في دورة دبي الى المربّع الذهبيّ، وهي الرياضي الفائز باللقب للمرة الثامنة ودينامو وصيفه وبيروت فيرست صاحب المركز الرابع، يؤكّد أنّ اللعبة عندنا لا تزال سائرة على السكّة الصحيحة على رغم المعاناة المستمرّة والهموم والمشاكل اليومية المتراكمة، ويعود الفضل في ذلك الى تضافر الجهود والإرادات بين إتحاد كرة السلة وعائلة اللعبة بأسرها من أندية وفرق ولاعبين وأجهزة فنّية وحكام، فالنجاح حلقة مترابطة لا يمكن أن يحتكره أو يستغله أيّ طرف، فالجميع شركاء في النهضة الحالية للعبة التي نأمل أن تستمرّ وتبلغ أوجها الصيف المقبل مع مشاركة منتخب الرجال في بطولة العالم، حيث يبني اللبنانيون آمالاً كبيرة على أبطالنا في زمن يعيش فيه الوطن خيبات أمل يومية.
