جاد حداد

Gunther's Millions... نظرة على حياة "أغنى كلب في العالم"

8 شباط 2023

02 : 01

تحاول شبكة "نتفلكس" منذ فترة إنتاج عمل مشابه للوثائقي Tiger King (ملك النمور) الذي حقق نجاحاً مبهراً، وقد يظن المعنيون أنهم يستطيعون بلوغ هدفهم عبر المسلسل الجديد Gunther's Millions (ملايين غانثر). إنها قصة متعثرة عن مجموعة غريبة وماكرة وغير جديرة بالثقة من الرواة والحيوانات. تتمحور القصة هذه المرة حول "غانثر"، "أغنى كلب في العالم" من فصيلة الراعي الألماني، ويبدو أن مالكته، الكونتيسة الألمانية كارلوتا ليبنشتاين، تركت له مبلغ 400 مليون دولار، وهو يعيش الآن حياة مترفة بمعنى الكلمة.

يسهل تحديد أسباب إنتاج هذا النوع من الأعمال. يظهر "غانثر" على يخت أو على متن طائرة خاصة، ويشتري منزل مادونا في ميامي، ويتلقى شريحة لحم مغطاة بورق مُذهّب من رئيس طهاة خاص. كما حصل في مسلسل Tiger King، تنكشف قصص قاتمة تدريجاً مع مرور الحلقات، ويكون "القائم بأعمال غانثر" محور الأحداث: إنه رجل غريب جداً اسمه ماوريسيو ميان، وهو يوظّف عدداً من أجمل العارضات الشابات لتشكيل فرقة بوب مزيّفة، مع أنه يريد منهنّ المشاركة في حفلات فجور لإجراء تجربة علمية عن الطريق إلى السعادة. باختصار، ستكون الأجواء مريبة وصاخبة.

لكن إليكم معلومة مهمة لكل من لا يرغب في إهدار أربع ساعات من حياته لمشاهدة هذا العمل: جميع المعلومات مفبركة. لا وجود لأي كونتيسة ألمانية! اخترع ميان ووالدته هذه القصة للتغطية على معاملاتهما الضريبية في ليختنشتاين، وثمة سلالة كاملة من كلاب "غانثر". بطل القصة هذه المرة هو "غانثر السادس".

لو أن الوثائقي كشف هذه المعلومة وواجه المذنبين بأدلة جديدة وقوية، كان ليستحق المشاهدة. لكن يعرف المخرج أوريلين ليتورجي منذ البداية أن خلفية "غانثر" هي مجرّد كذبة. الأسوأ من ذلك هو أن معظم المشاركين في العمل يعرفون هذه المعلومة لكنهم يسخرون من المشاهدين إلى حين الكشف عن الحقيقة. تقدّم امرأة اسمها لوسي كلاركسون أسوأ أداء مخادع، فهي تُعَرّف عن نفسها كـ"رئيسة قسم العلاقات العامة" في فريق "غانثر"، لكنها كانت تعمل سابقاً في صحيفة فضائح في "روثرهام"، وقد تورّطت في هذه العملية بطريقة ما، ويسرّها أن تجاري هذه الكذبة السخيفة عن "أغنى كلب في العالم" إذا كانت تضمن ظهورها في برنامج ضخم على "نتفلكس".

لكن لا يقتصر الموضوع على كلاركسون، إذ يجد جميع المشاركين في هذا العمل صعوبة في إخفاء الابتسامة عن وجوههم (باستثناء ميان الذي يبدو أغرب من أن يشارك في الوثائقي بداعي الضحك بكل بساطة). في المقابل، يبقى لي دالبيرغ صادقاً على الأقل بشأن اقتناص الفرص، فيقول: "أردتُ أن ألازم ذلك الكلب طوال حياتي". تمت الاستعانة به في البداية كواحد من نجوم البوب الطموحين، لكنه أصبح لاحقاً "المتحدث باسم غانثر".

لطالما استُعمِل "غانثر" لإطلاق سلسلة من الحملات الدعائية المثيرة للجدل، بما في ذلك شراء قصر مادونا، أو شراء فريق كرة قدم إيطالي وتعيين نجم إباحي رئيساً له. كل ما يقوم به صانعو هذا الوثائقي هو تسهيل إنتاج أعمال أخرى من هذا النوع.