عماد موسى

يا ساتر يا رب

11 شباط 2020

01 : 45

وُوجهت عظة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر في عيد مار مارون، بتصفيق حاد صدر عن الجالسين في المقاعد الخلفية وشارك في التصفيق الحار رئيس مجلس النواب ( مدى الحياة) نبيه بري الذي حضر من دون أي عنصر من نوابه.

وذكّرت الفقرة التي دعا فيها سيادة مطران بيروت إلى العمل "ليل نهار مع الثوار الحقيقيين على ايجاد ما يؤمن لكل مواطن عيشة كريمة والا فالاستقالة اشرف"، بقول البطريرك مار نصرالله بطرس صفير العام 2006 للعماد البحري إميل لحّود "الرئيس يجب أن يشرف على مقادير البلاد بكاملها وأن يوجه الأمور. إذا لم يعد باستطاعته أن يوجه الأمور يكون منصبه قد أصبح تقريبا خالياً. ونرى أن هناك قوى دولية لم تعد تعترف به وأصبح مهمشاً فالاستنتاج يصبح معروفاً". الإستنتاج: فلّ. لا الرئيس البحّار إميل لحود فلّ على الرغم من مطالبة الأكثرية النيابية برحيله، بقي ملتصقاً بكرسيه حتى انتهاء ولايته الممددة قسراً، ولا الرئيس سليمان فرنجيه استجاب لمطالبة ثلثي النواب له بالإستقالة العام 1976، ولا الرئيس الحالي بوارد مغادرة بعبدا إلا في حال واحدة: تأمين الخلف الصالح. ولا يجول في فكر الرئيس سوى القائم مقام ولي العهد.

واضحاً كان المطران عبد الساتر ومباشراً في عظة الأحد التي "تلقّفها" التيار البرتقالي من خلال كبار منظّريه وحلّلها، ليخرج باستنتاج أنها تتكامل مع خطاب القسم، كأني بسيادة المطران وضع الخطاب التاريخي أمامه وصار "يلطش" من متْن الكلام أفكاراً ليعيد صياغتها كعظة، وهي في حقيقة الأمر خطاب قسم عون مع إضافات ومحسّنات لفظية!

القفز إلى هذه الخلاصة يتماهى مع تقويم نائب قضاء جبيل سيمون أبي رميا لعظة المطران بولس عبد الساتر التي " ذكّرت بخطاب القسم التاريخي للرئيس ميشال عون والذي رسم خريطة الإنقاذ للبنان وفتح آفاقاً واعدة للبنانيين". ولاقى النائب روجيه عازار أبي رميا أخاه سيمون مضيفاً من عندياته نفحة فلسفية "شكراً للمطران بولس عبد الساتر على وطنيته ومسيحيته... إنها عظة من أجل الوجود!".

وبدلاً من أن يكحلها زياد أسود على طريقة زميليه عَماها فتوجه إلى راعي أبرشية بيروت بكلمتين لطيفتين وركيكتين في آن "لستم أنتم من يدعو إلى استقالة. نحن مُختارون من شعب وليس من رعية ولا من مجمع". وبعد تأنيب النائب للمطران ختم: "تعرفون المؤامرة فاستدركوا!".

كما أشادت تغريدات رموز التيار" بـ"الزعيم الوطني"، "الماروني الحقيقي" (الباقون موارنة تايوانيون ) و"هو الذي يقاوم التوطين والتجنيس من أجل الحفاظ على وجه لبنان الرسالة" هو وحدُه يقصدون.

يا ساتر يا رب استر على الجميع واشفهم من حالة الإنكار والـ "ميغلومينيا".


MISS 3