جاد حداد

Birds of Prey... ...ممتع ومليء بمشاهد الحركة! نقطة تحوّل في أفلام الأبطال الخارقين

12 شباط 2020

13 : 42

يشكّل فيلم Birds of Prey (الطيور الجارحة) مفاجأة ممتعة بعد مقاطع ترويجية عادية لا توحي بأننا أمام عمل ثقيل وذكي جداً وقادر على تطوير شخصياته مستقبلاً. يرتكز الفيلم على مهارة صانعيه: المخرجة كاثي يان، وكاتبة السيناريو كريستينا هودسون، ومارغو روبي في دور بطلة القصة «هارلي كوين» ومنتجة الفيلم أيضاً. لا بد من تسليط الضوء على دور هودسون بشكل خاص. سبق وأعطت كاتبة السيناريو هذه زخماً هائلاً لسلسلة Transformers (المتحولون) في الجزء الذي حمل عنوان Bumblebee، وها هي تكتب الآن فيلماً مختلفاً ومعقداً بدرجة معينة.

يرتكز السيناريو على فكرة البحث عن ماسة مفقودة وانفصال «هارلي كوين» عن «جوكر». تنطلق مجموعة من الشخصيات للبحث عن تلك الماسة ومطاردة «هارلي» التي تشكّل نقطة تقاطع بين مختلف الشخصيات وتُمهّد لنشوء مجموعة «الطيور الجارحة». تحتل هذه المجموعة جزءاً صغيراً من الفيلم، لأن العمل يتمحور في الأساس حول «هارلي كوين» وتبقى الشخصيات الأخرى عابرة. لا يطرح هذا الوضع أي مشكلة سردية، حتى أنه مسار إيجابي. لكن من الأفضل أن تتوسع أدوار تلك الشخصيات مستقبلاً في الحبكة أو أن تتحول إلى أبطال القصة فيما تتخذ «هارلي كوين» مساراً مختلفاً. في مطلق الأحوال، تبدو الحبكة هنا قريبة جداً من قصص أي كتاب هزلي عن شخصية «هارلي».مارغو روبي هي «ملكة» الفيلم بلا منازع إذاً، لكن تدعمها الشخصيات المرافِقة لها بأفضل طريقة. لا بد من الإشادة طبعاً بماري إليزابيث وينستيد بدور «الصيادة»، وكريس ميسينا بدور «فيكتور زاسز». كذلك، تقدم جورني سموليت بيل أداءً مفاجئاً وممتعاً: قد تكون شخصيتها واحدة من أكثر الشخصيات التي يستخف بها السيناريو، لكن تدافع عنها الممثلة ببراعة وتعطيها حضوراً قوياً.




تكشف سموليت عن موهبتها المدهشة وتقدم نسخة ممتازة من شخصية «بلاك كاناري»، مع أن ظهورها في الفيلم يبطئ مسار الحبكة بسبب عرض مقتطف متأخر عن خلفية قصتها. على صعيد آخر، يقدم إيوان ماكغريغور شخصية أقل حيوية من الآخرين. لا يقع اللوم عليه، بل إنه يتقن دوره على أكمل وجه. لكن لا يجيد السيناريو الاستفادة من شخصيته بكل بساطة.

يستعمل الفيلم أسلوباً سردياً مقسّماً وفوضوياً وقد يُذكّرنا أحياناً بـ Deadpool (قائمة الأموات)، حتى أنه مشابه جداً لهذا العمل في لحظات كثيرة. كما أنه يتنقل باستمرار بين الماضي والحاضر لكنه يحافظ على تماسكه لأنه مُنظَّم في عقل الراوية «هارلي كوين». إنها طريقة لامعة للكشف عن الفوضى السائدة داخل عقلها. تبدو مشاهد الحركة متقنة لأقصى حد وترتكز على أفضل تصاميم الحركات المعاصرة، فقد صمّمها المسؤول عن مشاهد الحركة في أفلام John Wick و John Wick 3و Deadpool 2و Aquaman (الرجل المائي). تدعونا هذه اللقطات المدهشة إلى مشاهدة أفلام حركة أخرى للمخرجة كاثي يان التي تجيد اختيار موسيقى تصويرية مدهشة وأجواء تصوير ملوّنة. باختصار، إنه فيلم حركة ممتاز، كما أنه يستفيد من تصنيفه لمن هم فوق عمر السابعة عشرة!