بغداد توافق على تعزيز مهمّة "الأطلسي"

ثائرات "بلاد الرافدين" يتظاهرنَ دفاعاً عن دورهنّ

11 : 26

ثائرة ترفع شارة النصر في ساحة التحرير في بغداد أمس (أ ف ب)

تظاهرت آلاف العراقيّات في وسط بغداد بالأمس دفاعاً عن دور المرأة في الثورة التي تدعو إلى اسقاط النظام السياسي المدعوم من طهران برمّته، بعد دعوة أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لعدم الاختلاط بين الجنسَيْن في أماكن الاعتصام.

وأعادت التظاهرة بعضاً من الزخم للحركة الثوريّة غير المسبوقة، التي بدأت بالتراجع نسبيّاً بعد أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها في بغداد ومناطق الجنوب العراقي ذي الغالبيّة الشيعيّة.

وجرت تظاهرات مماثلة في مدن عراقيّة أخرى بينها البصرة، التي يطغى عليها الطابع العشائري، وقلّما تُشاهد النساء في الشوارع، لكن الثورة شهدت مشاركة غير مسبوقة للمرأة العراقيّة.

وفي بغداد، سارت نساء وشابات في "نفق السعدون" وصولاً إلى ساحة الاعتصام الرئيسيّة، وهنَّ يرفعنَ شعارات ويردّدنَ هتافات تُشدّد على دور المرأة في الاحتجاجات الشعبيّة المطالبة برحيل الطبقة السياسيّة المتّهمة بالفساد والفشل.

وقالت الطالبة الجامعيّة في قسم الصيدلة زينب أحمد لوكالة "فرنس برس": "هناك من حرّض ضدّنا قبل أيّام ومن يُحاول أن يُعيد النساء إلى المنازل وأن يُسكتنا... لكنّنا نزلنا اليوم بأعداد كبيرة حتّى نُثبت لهم أن كلّ محاولاتهم ستبوء بالفشل"، مضيفةً: "نُريد أن نحمي دور المرأة في التظاهرات، فحالنا حال الرجال". وتابعت: "هناك محاولات لإخراجنا من الساحة، لكنّنا سنعود أقوى".

وقبل دقائق من بداية المسيرة النسويّة في ساحة التحرير، هاجم الصدر الثوّار متّهماً إيّاهم عبر "تويتر" بـ"التعرّي والاختلاط والثمالة والفسق والفجور... والكفر". وحذّر من أنّ تيّاره ومؤيّديه لن يبقوا "مقيّدين وساكتين عن الإساءة للدين والعقيدة والوطن"، معتبراً أنّه ملزم "عدم جعل العراق قندهاراً للتشدّد ولا شيكاغو للتحرّر والانفلات الأخلاقي والشذوذ الجنسي"، ما دفع ناشطين عراقيين إلى السخرية من تغريدة الصدر، إذ نشروا صوراً لمدينة شيكاغو في ولاية إلينوي الأميركيّة تُظهر حجم التطوّر العمراني في المدينة، وإلى جانبها صورة لمدينة الصدر العراقيّة تُظهر تراكم النفايات أمام صورة ضخمة للصدر.

لكن على الرغم من وعيد الصدر وتهديداته، سارت النساء وبينهنّ مئات الطالبات لأكثر من ساعة ونصف الساعة في ساحة التحرير ومحيطها، وهنّ يُردّدنَ شعارات تُدافع عن دور المرأة وتدعو إلى الاستمرار بالاحتجاجات، بينما شكّل مئات الشبّان سلسلة بشريّة لحمايتهنَّ من الجهتَيْن. وكُتِبَ على إحدى اللافتات: "أنا ثورة وصمت الذكور عورة"، وعلى أخرى: "حرّية ثورة نسويّة".

وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً تسجيلات تسخر من الصدر، في وقت يُردّد متظاهرون في العديد من المدن العراقيّة هتافات مناوئة له، وهو ما لم يكن من الممكن تصوّره قبل الثورة، ما دفع بنوّاب الكتلة الصدريّة في البرلمان إلى إدانة "الإساءات المتكرّرة" للصدر وشخصيّات أخرى من قبل الثوّار، معتبرين أنّها تأتي ضمن "موجة أميركيّة" هدفها "اسقاط كلّ المعتقدات".

تزامناً، وافقت الحكومة العراقيّة على أن تتولّى مهمّة "حلف شمال الأطلسي" بعض أنشطة التدريب التي كان يؤمّنها التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" بقيادة واشنطن، وفق ما أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ.

وقال ستولتنبرغ خلال ندوة صحافيّة عقب اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف إنّ "الحكومة العراقيّة أكدت لنا رغبتها في أن يُواصل "حلف شمال الأطلسي" مهمّته في تدريب وتكوين القوّات العراقيّة"، موضحاً أن "عدد القوّات التي سيتمّ نقلها من التحالف إلى مهمّة الحلف الأطلسي وتفاصيل أنشطة التدريب التي ستستأنفها المهمّة، ستُناقش الجمعة (اليوم) في ميونخ من أعضاء الحلف على هامش مؤتمر الأمن".

وتلقّى ستولتنبرغ الموافقة مكتوبة خلال المساء، وفق مصادر ديبلوماسيّة. لكن لم يرغب الأمين العام للحلف في تقديم تفاصيل أخرى حول الموضوع خلال الندوة الصحافيّة، كما رفض وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الحديث عن الموضوع خلال مداخلته.


MISS 3