ريتا ابراهيم فريد

بالتعاون مع المنتخب اللبناني لكرة السلة

الإتحاد الأوروبي و embrace في رسالة توعوية للرجال: صحّتكم النفسية أولوية

23 شباط 2023

02 : 01

"إحكي ت ما تطلع بصحّتك"، شعار الحملة التي أطلقتها جمعية "إمبرايس" بدعم من الإتحاد الأوروبي في لبنان، في إطار تشجيع الرجال على الإهتمام بصحّتهم النفسية. فالبرغم من الضغوطات التي تنهال تباعاً على اللبنانيين، هناك من لا يزال متشبّثاً بالحياة، مصرّاً على الإيمان بغدٍ أفضل، ويعمل جاهداً على نشر رسالة الأمل للآخرين والنضال في سبيل التوعية حول أهمية الصحة النفسية وإدراجها ضمن الأولويات.

في الذكرى السنوية الأولى لفوزهم بكأس العرب، أطلّ أبطال الفريق الوطني اللبناني لكرة السلة في فيديو توعوي بالتعاون مع جمعية "إمبرايس" وبدعم من الإتحاد الأوروبي، حيث شاركوا تجاربهم الشخصيّة وصراعاتهم الداخليّة بهدف إيصال رسالة أمل للرجال في لبنان، وتأكيد قدرتهم على التغلب على أيّ تحدٍّ يواجهونه من خلال التعبير عن مشاعرهم وطلب الدعم عند الحاجة. الفيديو من إخراج إيلي فهد وبطولة جاد الحاج، وائل عرقجي، سيرجيو الدرويش، هايك غيوكشيان، علي منصور وإيلي شمعون، وقد لاقى تفاعلاً كبيراً وانتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيّما أنّ اللاعبين تحدّثوا بالكثير من العفوية والصدق والصراحة، وكشفوا عن جانب آخر يقف خلف الإنتصارات التي حققوها، خلف القوة، وخلف لحظات النجاح. كشفوا عن قصص حزينة وضغوطات نفسية ومعاناة وحزن. وأكّدوا على ضرورة كسر الصورة النمطية للرجل التي تفرض عليه أن لا يُظهر إلا القوة، إلى جانب المسؤولية التي تفرض عليه أن يلتزم بها وأن يكون سنداً لأسرته، والتي تمنعه من التعبير عن مشاعره ومعاناته أو إظهار أي جانب من جوانب الضعف.






إنت رجّال ما لازم تبكي

في اتصال مع "نداء الوطن"، تشير المعالجة النفسية والمشرفة على خطّ الحياة في مركز "إمبرايس" ريف رومانوس الى أنّ أبطال منتخب لبنان لكرة السلّة الذين يشكّلون قدوةً لقسمٍ كبيرٍ من الشباب اللبناني تحدّثوا عن الصعوبات النفسية التي يواجهونها والتي مرّوا بها وانتصروا عليها، ضمن هدف أساسي يتمحور حول تسليط الضوء والتوعية على الاضطرابات النفسية التي يمرّ بها الرجال، والتأكيد على أنّه يمكن لأيّ إنسان أن يمرّ بأزمة نفسية وأن يتجاوزها. وأضافت أنّ غالبية الرجال يجدون صعوبة في التطرّق الى هذا الموضوع بسبب ضغوطات المجتمع التي يتعرّضون لها منذ صغرهم، والتي تتجسّد غالباً في عبارات مثل: "إنت رجال ما تبكي، لازم تكون قوي"، من أجل حثّ الرجال على إخفاء مشاعرهم أو الظروف الصعبة التي يمرّون بها كي لا يظهروا ضعفهم أمام الآخرين.

من ناحية أخرى، نلاحظ أنّ عوارض الاضطرابات النفسية تترجم عند النساء بحزنٍ أو بكاء أو انعزال، بينما تتجسّد عند الرجال بغضبٍ أو عصبية زائدة، وقد تصل أحياناً حدّ العنف. وكانت جمعية "إمبرايس" قد ذكرت في منشور لها أنّ خطر الإنتحار عند الرجال في لبنان أعلى بنسبة ثلاث مرات من النساء. في هذا السياق، توضح رومانوس أنّ الذكور في مجتمعاتنا يخضعون بشكلٍ عام لتربية تتمحور حول ضرورة أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يتحلّوا بالقوّة لحماية عائلاتهم، وهذا ما يدفعهم للميل أكثر نحو الأساليب العنيفة. كما أنّ قدرة الرجال على ضبط أنفسهم هي أقلّ من قدرة النساء عموماً. وأضافت أنّ الرجال حين يشعرون بالضيق، يلجؤون أكثر الى تناول الكحول أو المخدّرات التي تقلّص من قدرة الإنسان على السيطرة على ذاته. في المقابل، النساء يلجأن عادةً الى التعبير عن مشاعرهنّ ويتحدّثن عن مشاكلهنّ مع الصديقات، وهذا ما لا نراه كثيراً لدى الرجال الذين يمتنعون بدورهم عن طلب المساعدة أو زيارة معالج نفسي.






تعاملوا مع إبنكم كطفل وليس كرجل

هذا وشدّدت ريف على ضرورة أن يعي الأهل أهمية ترك الحرية لطفلهم حين يعبّر عن مشاعره مهما كانت، لا أن يبادروا الى كبتها تحت حجّة أنّه سيصبح رجلاً وعليه أن يكون قوياً، وقالت: "لا بأس إن بكى طفلكم، فذلك لا يستدعي أن يشعر بالخجل. لا تجبروه على إخفاء مشاعره أكثر من الفتاة لمجرّد أنه صبي. علينا أن نتقبّل أنّه قد يبكي وقد يشعر بالحزن، ولا بأس أن يشعر أيضاً بالغيرة. وإذا تعرّض له أحد الأطفال، من واجبنا مساعدته على البحث عن الحلول بدلاً من أن نعلّمه كيف يردّ بطريقة عنيفة. علينا أن نتعامل معه على أنّه طفل، وليس كرجل. فحين يكون في مرحلة الطفولة، من الطبيعي أن يمرّ في لحظات ضعفٍ بغضّ النظر عن جنسه، وكي يكبر بطريقة سليمة يجب أن يعيش مراحل طفولته بطريقة سليمة".

عبّروا عن مشاعركم

في ظلّ كلّ ما مرّ على لبنان في الفترة الأخيرة، لا شكّ في أنّ القسم الأكبر من شباب هذا الوطن بات يتخبّط اليوم بين سواد الإحباط، فاقداً قدرته على الحلم، عاجزاً عن التفكير بالمستقبل. وفي هذا الإطار، تتوجّه ريف رومانوس لهؤلاء الشباب بالقول: "لا شكّ في أنّ ما تمرّون به اليوم صعب، والضغوطات باتت كبيرة جداً. لكن لا بأس في أن تشعروا أحياناً بالضعف أو الحزن. لا بأس حتى لو بكيتم. المهمّ أن تعبّروا عن مشاعركم كي لا تصلوا الى مرحلةٍ من فقدان الأمل، تكونون فيها قد تجاوزتم خطّ العودة. من حقّكم أن تشعروا بأنّكم لستم على ما يرام، فهي أزمة على صعيد الوطن والظروف صعبة جداً". وختمت بالتذكير بالخطّ الساخن الذي يمكن التواصل من خلاله مع المتطوّعين في جمعية إمبرايس: "في أي وقت تشعرون فيه بالحاجة الى طلب المساعدة أو تلقّي الدعم النفسي، لا تتردّدوا في التواصل معنا على الرقم 1564".


MISS 3