مطرانية بيروت المارونية والتحدّيات الكبيـرة... من بولس إلى بولس

11 : 46

مرّ اكثر من 3 أسابيع على اختيار المطران بولس عبد الساتر على رأس ابرشية بيروت المارونية، في حين ان فترة السماح لا تزال سارية المفعول بعد لان المطران الجديد يحتاج وقتاً للإطلاع على ملفات المطرانية. وفي المناسبة يحتفل المطران بولس عبد الساتر بالقداس الالهي يوم غد الأحد في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت الساعة الحادية عشرة صباحا، وذلك لمناسبة توليه مقاليد رعاية الأبرشية.

وبما أنه تم انتخاب عبد الساتر مطراناً على أبرشية بيروت المارونية خلفاً للمطران بولس مطر فان أمام المطران الجديد إستحقاقات كبيرة.

نطاقها ومؤسّساتها

تمتدّ أبرشية بيروت من نهر بيروت شمالاً صعوداً في الوادي الذي يجري فيه حتى جرد المتن، وشرقاً من جرد المتن حتى نبع الصفا، ومن نبع الصفا ومجراه حتى مصبه عند الدامور، وغرباً من الدامور حتى نهر بيروت. وتضمّ المطرانية أكثر من 70 رعية، يقوم بخدمتها أكثر من 120 كاهناً. وتضمّ أيضاً مؤسسات كنسية ومدنية عدة ومن أبرز المؤسسات مدرسة الحكمة، وجامعة الحكمة التي تضم نحو 3000 طالب، ونادي الحكمة الرياضي صاحب الإنجازات الرياضية الكبرى، والمجلس الماروني التابع للأبرشية، إضافة إلى أن معظم المؤسسات المارونية الرئيسية موجودة ضمن نطاق أبرشية بيروت.

التحدّيات... والدور

ويَدخل عبد الساتر الى مطرانية بيروت وسط تحديات كبرى، أبرزها الحفاظ على دور الابرشية وحضورها في بيروت بين مختلف المراجع الدينية والروحية، والحفاظ على المكانة التي وصلت إليها، وإبقاؤها حلقة وصل ومطرانية جامعة لكل الفئات، وتطوير العمل الكنسي وتفعيل دور الرعايا، وإجراء إصلاح شامل في المؤسسات التابعة للمطرانية وتقريب هذه المؤسسات أكثر من الناس، والقدرة على إبقائها لكل الفئات والجمعيات الدينية والطائفية وتطويرها.

ويؤكد كثر أن مهمة المطران الجديد لن تكون سهلة، خصوصاً أنه لم يستلم أبرشية سابقاً بل كان في بكركي، لكن هذا الأمر يساعده نظراً إلى قربه من البطريرك الراعي.

مسيرة حافلة

في المقابل، ما يساعد عبد الساتر لتجاوز التحديات أنه يعيش أجواء العاصمة وليس بعيداً منها، فهو من مواليد عين الرمانة في ٢٠ أيلول ١٩٦٢، تلقى دروسه الثانوية في معهد الفرير- مون لاسال - عين سعادة والفلسفية واللاهوتية في كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس - الكسليك، وحاز إجازة في اللاهوت. وأكمل دراساته العليا في الولايات المتحدة الأميركية في جامعة بوسطن للآباء اليسوعيين، حيث نال شهادة ماجستير في التربية وشهادة ماجستير في اللاهوت الأدبي، وسِيمَ كاهناً في 29 حزيران 1987. أَسند إليه المطران خليل ابي نادر مهمة امين السرّ في سنته الكهنوتية الأولى.

خدم رعية القلب الأقدس في بيروت من سنة 1992 إلى 2012، وتولّى رئاسة مدرسة الحكمة في عين الرمانة من 1997 حتى 2003، وبعدها رئاسة مدرسة الحكمة الاشرفية من سنة 2003 حتى 2012. وعُين سنة 2012 قيّماً عاماً للأبرشية، ومن ثمّ نائباً أسقفياً لراعي الأبرشية المطران بولس مطر في الشؤون الإدارية والماليّة، وخادماً لرعية مار يوحنا المعمدان الأشرفية حتى اليوم.

الوصيّ... والسند

مسيرة عبد الساتر في مؤسسات ورعايا ابرشية بيروت تجعله قريباً من الأجواء العامة، فمطران بيروت هو وصيّ على مؤسسات الحكمة، وقد نجح المطران بولس مطر في تطوير مدارس الحكمة وجامعاتها والحفاظ على دورها الريادي وقدرتها على استقطاب كل الفئات، من دون تغيير هويتها المسيحية والوطنية.

وكان مطر سنداً للبطريرك الراعي وقبله البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لأن أبرشية بيروت من أكبر الأبرشيات، وبالتالي لديها دور سياسي ووطني يجب أن تلعبه، وهذا ما كانت تفعله أيام الإحتلال السوري للبنان.

ويذكر الجميع ان معظم اللقاءات المهمة التي قام بها البطريرك الراعي خارج بكركي كانت تحصل في أبرشية بيروت وأبرزها اللقاء مع وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري، ولقاء الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون.

وإضافة الى كل هذا، نجح مطر في صياغة علاقات مع الأفرقاء الداخليين. وقد صاغ علاقة مهمة مع فرنسا، إذ قال الرئيس السابق فرنسوا هولاند أمام مطر خلال زيارة الاخير باريس في صيف 2015: "إن علاقتنا مع الكنيسة المارونية هي الثابت الوحيد وهي من صلب ثقافتنا وتراثنا الفرنسي".

وتتجه الانظار الى المطران عبد الساتر الذي كان إدارياً في بكركي وتولّى مسؤوليات عدّة في الصرح. وإذا كان النجاح في الإدارة يعطيه جواز عبور إلى أبرشيته الجديدة، إلا أن البعض يقول انه لا يحب "البروباغندا" والتسويق الإعلامي، مما قد يعتّم على نشاطاته.

أما النقطة التي تلعب لصالح عبد الساتر فهي حيازته على بركة السينودس وبكركي، والأهم ان الفاتيكان وافق عليه سريعاً لأنه مطران، وبالتالي فإن ورشة العمل يجب ان تكون مكثفة نزولاً عند رغبة رعيته أولاً وأخيراً.


MISS 3