يوغا، تاي تشي، كيغونغ... علاجات لألم الظهر؟

15 : 05

يصيب ألم أسفل الظهر عدداً كبيراً من الراشدين. لا تزال الخيارات العلاجية محدودة حتى الآن ولا تحقق النتائج المرجوة دوماً. لذا تتساءل مراجعة جديدة عن قدرة اليوغا والتاي تشي والكيغونغ على تخفيف الألم.

خيارات بديلة تحت المجهر

نُشرت المراجعة الجديدة في مجلة "مزاولة التمريض الكلي" وجرت تحت إشراف علماء من كلية التصميم والتحقيق الاجتماعي في جامعة "فلوريدا أتلانتيك" ومن كلية "كريستين لن" للتمريض، كلاهمـا في "بوكا راتون"، فلوريدا. ركّز الباحثــون على مقاربات تسـتهدف العقل والجسـم معاً وتستند إلى الحركة، على رأسها اليوغا والتاي تشي والكيغونغ. تحمل هذه التقنيات الثلاث جانباً جسـدياً وتأملياً في آن.توضح الدكتورة جويونغ بارك التي شاركت في الإشراف على المراجعة: "لقد راجعنا البيانات المتاحة لتحديد آثار تلك المقاربات المستهدفة على ألم الظهر المزمن والعوامل النفسية والاستراتيجيات التكيفية ونوعية حياة المصابين بألم في الظهر. أردنا بهذه الطريقة أن نجري تقييماً شاملاً لآثار تلك المقاربات كي نتمكن من طرح معلومات وافية في مختلف الاختصاصات ونطبّق مقاربات مثبتة لتخفيف هذا النوع من الألم". بعد مراجعة الأبحاث القائمة والتعمق بها، اقتصر عدد الدراسات التي اعتبرها الباحثون مطابِقة للمعايير المطلوبة على 32. شملت هذه الدراسات 3484 مشاركاً. ركزت 25 دراسة منها على اليوغا، وأربعة على التاي تشي، وثلاثة على الكيغونغ.

في المحصلة، يستنتج الباحثون ما يلي: "بعد المراجعة، أثبت 32 تقريراً أن المقاربات التي تستهدف العقل والجسم وتستند إلى الحركة تكون خيارات علاجية فعالة لألم أسفل الظهر، وقد تسجّلت نتائج إيجابية مثل تراجع حدة الألم أو الأزمات النفسية (على غرار الاكتئاب والقلق)، فضلاً عن تراجع الإعاقات المرتبطة بذلك الألم وتحسّن القدرات الوظيفية".

قد تكون استنتاجات الباحثين إيجابية بشكل عام، لكن تبقى هذه المراجعة محدودة على بعض المستويات، ويصعب حتى الآن استخلاص استنتاجات جازمة بناءً على البيانات المتاحة راهناً.

تتعلق إحدى المشاكل مثلاً بطبيعة التقرير الجديد، فهو عبارة عن مراجعة سردية، ومن المعروف أن هذا النوع من المراجعات يجمع المعلومات حول موضوع محدد ويعطي لمحة عامة عنه.

كذلك، لم يكن التركيز كافياً على آثار اليوغا والتاي تشي والكيغونغ على ألم الظهر، ما يعني عدم حصول دراسات واسعة عن هذا الموضوع. شملت أكبر دراسة في المراجعة 320 مشاركاً وأصغرها 25 مشاركاً.

على صعيد آخر، كان عدد من الدراسات موجزاً نسبياً. دامت أقصر دراسة لستة أسابيع، ما يعني أن الباحثين لم يتمكنوا من التأكيد على آثار هذه المقاربات على المدى الطويل.

يذكر الباحثون أيضاً أن عدداً من الأبحاث لم يشرح بكل وضوح ما فعلته فِرَق البحث الأصلية لتنفيذ تجاربها. كانت 26 تجربة من أصل 32 مثلاً من نوع التجارب الخاضعة للمراقبة والمبنية على استعمال عينات عشوائية، لكن لم تذكر معظم الدراسات تفاصيل اختيار تلك العينات أو تقسيم المجموعات.

تضيف بارك: "يجب أن نجري تجارب عيادية إضافية ونجمع أدلة تجريبية أخرى قبل أن يتمكن الأطباء من وصف هذه المقاربات لمعالجة ألم أسفل الظهر".لا بد من إجراء أبحاث أخرى تحديداً لأن جزءاً من الدراسات الواردة في المراجعة الأخيرة أشار إلى بعض الأحداث المعاكسة. يوضح الباحثون: "ذكرت 11 دراسة عن اليوغا ودراسة واحدة عن التاي تشي وأخرى عن الكيغونغ أعراضاً مثل الألم الخفيف في المفاصل والظهر".

تستمر الشكوك بشأن فاعلية تلك المقاربات حتى الآن، لكن لا يعني ذلك أن تشغيل العقل والجسم بهذه الطريقة لا يسهم في تخفيف ألم الظهر. يؤثر العامل النفسي على ألم أسفل الظهر المزمن، لذا يبدو أن اختبار الطرق التي تستهدف العقل والجسم في آن هو نهج منطقي، نظرياً على الأقل.

مع ذلك، لا يمكن التأكيد بعد على فاعلية اليوغا أو التاي تشي أو الكيغونغ في تخفيف ألم أسفل الظهر.


MISS 3