إغسل يديك باستمرار لإبطاء انتشار الأوبئة!

15 : 32

لتفادي انتشار العدوى الفيروسية، يوصي الأطباء بالحفاظ على نظافة اليدين. بعد انتشار فيروس كورونا في الفترة الأخيرة، تتابع توجيهات الصحة العامة التشديد على أهمية هذه الخطوة. لكن هل يفيد غسل اليدين في كبح الأوبئة فعلاً؟

أراد باحثون من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا في "كامبريدج" التأكد من أهمية غسل اليدين لإبطاء انتشار الأمراض المُعدِية. نُشرت نتائج الدراسة حديثاً في مجلة "تحليل المخاطر" واستعملت نماذج وبائية وتجارب محاكاة مبنية على بيانات محددة، لاستكشاف طريقة تأثير النظافة الشخصية على معدلات تناقل الأمراض.إستعمل الباحثون بيانات سابقة عن رحلات جوية حول العالم، وحلّلوا على وجه التحديد مدة كل رحلة ومسافتها، ودرجة الاحتكاك بالبيئة المحيطة، والمدة التي يمضيها المسافرون في المطار.

إستناداً إلى التدابير والبيانات الواردة في الدراسات التي تمحورت حول طريقة تفاعل الناس مع الآخرين ومع محيطهم، وانعكاس هذه التفاعلات على مستوى الاحتكاك بمسببات الأمراض، صمّم الباحثون تجارب تحاكي أنماط انتقال العدوى. حد ّد العلماء 120 مطاراً لها دور أساسي في انتشار العناصر المُعدِية. لكن لم تكن تلك المطارات الأكثر ازدحاماً بالضرورة بحسب قولهم.

قد تكون مطارات طوكيو واليابان وهونولولو وهاواي مثلاً من أهم مواقع انتشار الأمراض كونها صلة وصل مباشرة بين أكبر مطارات العالم. لكنها ليست الأكثر ازدحاماً بشكل عام.

تشكّل هذه المطارات أيضاً نقاط عبور بين عدد من البلدان في نصفَي الكرة الشرقي والغربي.

هذه العوامل مُجتمعةً تجعل تلك المطارات لاعبة أساسية في انتشار الأمراض المعدية. لكن إذا واظب عدد إضافي من الناس على غسل اليدين بالشكل المناسب، يظن الباحثون أن هذه الخطوة قد تبطئ وتيرة انتشار الأمراض بدرجة كبيرة. إذا حافظ 60% من المسافرين جواً (بدل 20%) على نظافة أيديهم، يمكن إبطاء وتيرة انتشار أي عدوى بنسبة 70% تقريباً وفق حسابات الباحثين. وحتى زيادة أصحاب الأيادي النظيفة بنسبة 10% فقط قد تبطئ انتشار الأمراض بنسبة تصل إلى 24%.يقول المشرف على الدراسة الأخيرة، كريستوس نيكولايدس: "يصعب علينا أن نشجّع الناس على الاهتمام بنظافة أيديهم، لكن أثبتت مقاربات جديدة على مستوى التعليم وحملات الوعي ومواقع التواصل الاجتماعي فاعليتها في حث الجميع على اكتساب هذه العادة المفيدة". قد تسهم حملات التوعية بشأن أهمية النظافة الشخصية في تحسين الوضع العام طبعاً، لكن يعترف الباحثون في الوقت نفسه بأن هذه الخطوة صعبة التنفيذ في هذا العدد الهائل من المطارات حول العالم.

مع ذلك، يمكن تحقيق نتائج إيجابية برأيهم عبر تحديد "أهم 10 مطارات" قريبة من مصدر تفشّي الوباء وإطلاق حملة توعية حول غسل اليدين في كل واحد منها. وفق تقديراتهم، قد تسهم هذه المقاربة في إبطاء انتشار العدوى بنسبة 37% تقريباً. على صعيد آخر، يظن نيكولايدس وزملاؤه أن زيادة عدد المغاسل في المطارات قد تكون خطوة مفيدة أيضاً، حتى خارج الحمّامات، لتشجيع الناس على غسل أيديهم بشكلٍ متكرر. تقضي خطوة فاعلة أخرى برأي الباحثين بتنظيف الأسطح في المطارات وتطهيرها في مناسبات إضافية، لا سيما تلك التي يحتكّ بها عدد كبير من الناس.

في النهاية، يستنتج الباحثون في تقريرهم: "قد يحدد البحث الأخير طريقة تصميم وتنفيذ المقاربات الاستراتيجية التي يضعها صانعو السياسة استناداً إلى فكرة التشجيع على غسل اليدين في المطارات، ما يسمح بحصر أي عدوى ضمن منطقة جغرافية ضيقة في أولى أيام انتشارها ويعيق تفشّي الأمراض على شكل وباء شامل. تستنتج دراستنا أن التزام الناس بالحفاظ على نظافة أيديهم قد يكون حلاً بسيطاً وفاعلاً للاحتماء من انتقال العدوى وتخفيض مخاطر انتشار أوبئة عالمية ضخمة".


MISS 3