جورج بوعبدو

لمحبّي الترفيه والسهر... إليكم هذه العناوين

25 شباط 2023

02 : 01

لا يعرف لبنان الاحباط. فالبلد الذي ذاق الويلات وما زال بلا هوادة يوماً بعد يوم لا يجيد إلا الفرح. فبالرغم من كل المصائب التي عصفت وما زالت تعصف به، من وباء كورونا الى انفجار المرفأ الى الانهيار الاقتصادي وسرقة الودائع، الى ويلات اجتماعية ومصرفية وآخرها هزات أرضية بانعكاسات نفسية سلبية بألف لونٍ ولون، لا يبدو ان لبنان يلتقط أنفاسه. ولكن من يقصد شوارعه وبعض اماكن السهر والسمر فيه يلاحظ أن بلد الارز لا يعرف الاستكانة فهنا مطاعم حديثة، وهناك مقاهٍ بمفاهيم وأنماط مبتكرة، وهنالك ملاهٍ ليلية جديدة تفتح أبوابها لاستقبال محبي السهر والرقص والفرح. أما كيف يستجمع بلد الفينيق قواه وينهض من كبوته في كلّ مرة ليصرّ على الضحك بدل البكاء فسؤال أشبه بمعضلة من أتى قبل الدجاجة أم البيضة؟


ولأننا في "نداء الوطن" لا نحبّ التشاؤم ولا ننظر الى بلدنا نظرة سوداوية ونؤمن بمقولة "لولا فسحة الأمل"، إرتأينا الاضاءة على أبرز هذه الاماكن التي تساعدكم على محاربة وباء "الاحباط" الساعي للتسلل الى نفوسكم بإصرارٍ كبير عسانا بذلك نرفع من معنوياتكم ونردّ إليكم بعضاً من فرح الحياة والتمسك بكلّ ما هو جميل بعيداً عن الكآبة والنفسيات المحطّمة.


Marzano

وجهتنا الأولى كانت مطعم MARZANO الإيطالي في الكسليك. من منا لا يحبّ المطبخ الإيطالي؟ افتتح المطعم في أواخر تشرين الثاني 2022 والمكان مميّز بديكوره الانيق والبسيط في آن بألوان ترابية دافئة من بني غامق وفاتح، الى حائطٍ محمّل بمختلف أنواع قناني النبيذ، كمسحة ديكور مبتكرة، وآخر يطغى عليه اللون الاخضر الغامق يتوسطه حرف M بالاضافة الى واجهةٍ زجاجية كبيرة مع أثاث يذكرك بالمطاعم الايطالية البسيطة. يتّسع المطعم لحوالى 80 شخصاً وهو مناسب للقاءاتٍ حميمة بين الاحباء والاصدقاء، مع فرنٍ على الحطب ظاهر للعيان يحوّل التجربة الى مظهرٍ جميل كونك ترى بأم العين أشكالاً مختلفة من البيتزا تغادر الفرن الدائري لتحط على الموائد المختلفة، مع ما يرافقها من روائح زكية تفتح الشهية. وفي المطعم كذلك بار صغير لمحبّي شرب النبيذ والكحول. أما ما يميّز Marzano عن غيره فهو هذا التنوع الكبير في الاطباق التي تلبّي الأذواق كافة، من "البيتزا" بأشكالٍ وأنواعٍ مختلفة مروراً بالمعكرونة وأطباق الباستا و"التروفل" والسلطات وصولاً الى النبيذ وأنواع الخمور كافة. أما الأسعار فهي مدروسة ومناسبة فسعر البيتزا مثلاً يتراوح بين 4 و11 دولاراً وفق المكونات المطلوبة ويقدّم المطعم أكثر من 20 صنفاً منها وبعضها لا نجده في مطاعم أخرى من هذا النوع، كبيتزا القريدس مثلاً بالاضافة الى أطباق أخرى من دجاج ولحوم. ولمحبّي السلطة 9 أنواع تلبي أذواقهم، أما محبّو الباستا فسيحتارون بين 13 صنفاً تتنوع فيها المكونات والمذاقات. ومسك الختام 9 أنواع من الحلويات الايطالية المثيرة للشهية من "الكريم بروليه" الى "التيراميسو" الى الـ Pain Perdu والـStrawberry Cheese Cake إن أردنا ذكر بعضها.






مسؤولة العلاقات العامة والتسويق والشريكة سوزان خوري تشرح لنا أنّ مالك المطعم جو لحّود وشريكه زياد زيادة "يملكان نظرة مستقبليّة لقطاع المطاعم لما يؤمنه من فرص عمل للعائلات ومصدر دخل جيد يعود بالمنفعة على الجميع". إستناداً الى هذا المفهوم كان لا بدّ من اطلاق المشروع من دون أيّ تأخير، وفق قولها، خصوصاً أنّ "لبنان بلدٌ قائم على السياحة والخدمات منذ القدم وعلينا بالتالي الحفاظ على دوره الريادي في المنطقة سياحياً وخدماتياً". تشير خوري مؤكدةً أن منطقة الكسليك بحاجةٍ ماسة الى هذا النوع من المبادرات اليوم، وأكثر من أي وقتٍ مضى، لأنها تضمن لها استرجاع عافيتها بعد فترة ركودٍ اضطرارية، ولن يتحقق ذلك إلا عبر مشاريع مماثلة تعيد الى المنطقة نبضها".


"إذا دِقت علِقت"، تقول خوري في وصفها لمطعم Marzano، أما "نداء الوطن" فتقول لكم إنها كانت سعيدة بتجربتها مع الأطباق المختلفة فيه وتشجعكم على ارتياده خصوصاً إن كنتم من عشاق ايطاليا وأطايبها.




Coffee Shot

في منطقة جديدة المتن مشروع فريدٌ من نوعه مناسب لأيام الشتاء ببردها القارس. هو مقهى يجمع بين القهوة الغربية والسحلب والأصالة العربية. أطلق المصوّر الفوتوغرافي الذائع الصيت الياس دياب صاحب الفكرة قهوته Coffee Shot منذ العام 2021 متحدّياً الأزمات الإقتصادية والمعيشيّة.

"بعد رحلات عدة الى بلدان عربية وأجنبية قررت إنشاء هذا المقهى ليكون مزيجاً بين الشرق والغرب مع حفاظي على الهوية اللبنانية. اخترت كديكور، مقاعد جلدية فخمة وكراسيَ عصرية وخلفيّات ملوّنة تحاكي الأجواء الفنية والصناعية والثقافية"، يشرح دياب.





وما ان تدخل المقهى حتى تستقبلك دراجة Harley Davidson خضراء اللون وقد تحولت الى Sahlab Station كمسندٍ لطاولة عرضت عليها أنواع السحلب المختلفة مع خمسة أنواع من الـToppings المرافقة، من الفستق الى السيريلاك الى "اللوتس" و"الأوريو" و"جوز الهند". عليك هنا أن تختار المذاقات وتعبئ عبوتك منها ثم تضعها في كيس من كرتون أنيق التصميم بجمل طريفة من نوع: "سحلب لعنا" و"سحلبني حبك يا روح الروح سحلبني" و"سحلب على مهلو"...



المكان جميل وأجمل ما فيه ديكوره اللطيف. فدياب طعّمه بزاوية مؤلفة من رفوفٍ سوداء رصّ عليها أدواتٍ قديمة للتصوير، هوايته المفضلة، وتشعر فيه كأنك في مصنع للقوة. يتسع المقهى لحوالى 80 شخصاً، وهو مكان مثالي لمن يبحث عن بعض من الراحة والاستجمام وملائم جداً لأصحاب الإختصاص أو طلاب الجامعات، فهو هادئ جداً ومقسّم الى طابق علوي وآخر سفلي وفناء خارجي يُسمح فيه التدخين. ومع أنه يركز في التسويق على "السحلب"، وهذا طبيعي كونه ميزته الفريدة، إلا أنه يقدّم أنواعاً مختلفة من المشروبات الساخنة والباردة في آن من انواع القهوة اللبنانية والغربية والاجنبية، الى أشكال الـmilkshake المختلفة بمذاقاتٍ كثيرة. أما الاسعار فمناسبة للغاية خصوصاً أنّ قيمة كوب من السحلب لا تتجاوز بضعة دولارات كون سعر المشروب الواحد يتراوح بين المائة والمائة وستين ألف ليرة لبنانية فقط. "نداء الوطن" تنصحكم بارتياد المقهى إن كنتم من محبي "الكنكنة" و"الوناسة" مع الاصدقاء في مكانٍ مميّز بعيد عن التكلّف وقريب الى القلب.




Pitchblack Nightclub

للسهر عناوين مختلفة وهذه واحدة مميّزة منها بلا شكّ وهي تقع في قلب منطقة الشالوحي ببيروت. ذاع صيت هذا الملهى الليلي الذي يحمل اسم Pitch Black منذ نهاية العام 2022، إلا انه اضطُرّ لاقفال أبوابه مع تفشّي جائحة كورونا، ومع مأساة انفجار الرابع من آب الذي زاد الطين بلّة. ولكنّ أصحاب الملهى رفضوا الاستسلام للأمر الواقع وأصرّوا على العودة بقوةٍ أكبر. وهكذا كان، اذ عاود الملهى، المشهور بإشاعته أجواء الفرح والمرح، نشاطه مع برنامجٍ حافل في نهاية كلّ أسبوع.




يتميّز الملهى بأجوائه القريبة الى الاجواء الاستعراضية وديكوره الديناميّ للغاية، وهو يتسع لأكثر من 400 شخص والبرنامج الفني فيه منوّع للغاية، فهو يجمع بين الشرقي والغربي، مع مغنين نجوم أمثال «بافو» و»كاي» و»وائل منصور» و»زكي شريف» و»شادي فرح»، وفرقة موسيقيّة لإيلي عقيقي وDJ ولوحات فنيّة لفرقة «طبول» للرقص. وفي الملهى شاشة عملاقة تجعل المتوزّعين في أرجائه يرون مسرح الاستعراض والفرق المؤدية من أيّ مكان كانوا، مع توافر لائحة منوّعة من المأكولات والأطايب الملبية لاذواق محبّي السهر وطبعاً ما يطيب من المشروبات الروحية التي تمتدّ على مرأى الساهرين في مهرجان من القناني الزاهية. ويتميّز المكان بتصميمٍ مريح، فهو مجهّز بأنظمة تهوئة وشفط الدخان وهندسة صوت عالية الجودة لا تزعج الأذن، بالإضافة الى مؤثرات بصريّة رائعة تزيّن الخلفيّة بشكل بانورامي.



وتضفي الاضاءة الاحترافية على المكان طابعاً جميلاً. مديرة الملهى جاين فغالي تعلّق على إعادة الافتتاح قائلة: «بعدما إفتتحنا Pitch Black بإصداره الصيفي Pitch blue في أوتيل الريفييرا، كان من المقرر معاودة إفتتاح الـPitch Black في شهر أكتوبر قبل إندلاع الثورة بقليل ولكن الأزمات المتتالية حالت دون ذلك فاضطررنا الى الإقفال التام. إستأنفنا نشاطنا اليوم بالرغم من كلّ الصعوبات والمعوقات رغبة منا بتنشيط هذا القطاع مجدداً، لأن إيماننا كبير ببلدنا الحبيب لبنان ونتمنى أن نكون على قدرٍ كاف من المسؤولية تجاه من يحبّون أجواءنا المرحة».




هل أثرت الأزمة الإقتصادية على تقليص عدد مرتادي الملهى؟ تجيب فغالي بثقة: «بصراحة ثمة عدد لا بأس به من المقتدرين الذين يستطيعون السهر ولكننا راعينا في أسعارنا الأوضاع كافة ليصبح ارتياد الملهى الخاص بنا بمتناول الجميع، ولئلاّ يكون حكراً على الأغنياء فحسب». يذكر أنّ الاسعار تتراوح بين 50 و100 دولار للشخص الواحد.

MISS 3