مايا الخوري

ميشال حوراني: دوري في "راحوا" استثنائي استنزف طاقتي

19 شباط 2020

09 : 53

إلتزاماً منه بالقضايا الإنسانية والإجتماعية لم يتردّد الممثل ومقدم البرامج والأستاذ الجامعي ميشال حوراني بتلبية الدعوة لتقديم حفل "ليلة حلم" (Night to shine) الذي تألق فيه 50 شاباً وشابة من ذوي الحاجات الخاصة في لبنان. إلى ذلك أنهى حوراني تصوير مسلسل "راحوا" الذي سيُعرض عبر محطة MTV، في شخصية استنزفت طاقته الجسدية والفكريّة. عن تقديم الحفل وشخصيته الجديدة والثورة تحدث إلى "نداء الوطن".



استضاف مركز "سكيلد" للسنة الثانية الحفل العالميّ "Night to Shine أو "ليلة حلم" حيث تألّق 50 شاباً وشابة من ذوي الحاجات الخاصة شاركهم محتفلون آخرون من 34 دولة حول العالم برعاية جمعيَّة "Tim Tibow". يهدف هذا الحفل إلى الإضاءة على أشخاص من ذوي الحاجات الخاصة، كالتوحّد ومتلازمة داون. فتكون هذه الليلة خاصّتهم يتألقون فيها كالنجوم ويدللون لإبراز جمالهم الخارجي.

عن سبب اختياره لتقديم حفل هذا العام، قال ميشال حوراني: "حين شاركت العام الماضي ضيفاً يتوّج المكرّمين على السجادة الحمراء، لفت المنظمّون أسلوب تفاعلي الصادق والحقيقي مع المكرّمين. وطالما أنني أحبّ كفنّان أن أكون معنياً بالقضايا الإجتماعية والإنسانية في مجالات عدّة وخصوصاً الصادقة منها، لم أتردد في قبول هذا الشرف". لافتاً إلى أنه اكتشف من خلال التواصل مع هؤلاء المكرّمين، كم يتمتعون بالحبّ والسلام والفرح والبراءة التي نفتقدها نحن. "فحقيقةً، نحن ذوي الحاجات الخاصة لا هم".

وعن مشاركته التقديم مع الممثلة هند باز، قال: "إنها صديقتي وزميلتي منذ مقاعد الدراسة. شاءت الصدف أن تتواصل الجهة المنظمة معها، وقد فرحت لذلك لأننا متناغمان وهي عميقة في التفكير. فاتفقنا على العفوية في الأداء منذ لحظة استقبالنا للأطفال والتحضير لإطلالتهم وصولاً إلى بدء الحفل".

وعن استخدام مهارات التواصل وخبرته في التقديم قال: "لم يكن التواصل معهم سهلاً، لأن لكل منهم أسلوبه الخاص الذي يجب استدراكه واستيعابه، فبعضهم قليل الكلام، وبعض آخر حسّاس وبعض عنيف في ردّ فعله. لذا ساهمت خبراتي التواصلية بدءاً من التواصل البصري، في التقارب بيننا، علماً أن ذلك يتطلّب شفافية وصدقاً. لقد وضعنا خطوطاً عامة حول المكرّمين، فاسحين في المجال أمام الإرتجال بيني وبين هند من جهة، وبيننا وبين الأطفال من جهة أخرى. ما ساهم في نجاح الحفل خصوصاً أن تنظيمه هذا العام اختلف، حيث اقتصر حضور المشاهير على الفنان راغب علامة وشخصيات رسمية ودينية واجتماعية وذلك برأي المنظمين كي لا يسرق المشاهير الأضواء ما يشكّل ضغطاً نفسياً على الأطفال".





وعما إذا كان ينوي العودة إلى البرامج، قال: "صحيح أنني اشتقت إلى تقديم البرامج التلفزيونية لكنني سأكتفي حالياً بتقديم المهرجانات والأمسيات والحفلات، حتى تترسّخ أكثر صورة الممثل فلا تتداخل مع صورة المقدّم فيضيع الجمهور. أنا مقتنع بأنه سيحين الوقت المناسب لطرح أفكاري لبرامج تلفزيونية جديدة".


التمثيل


بالنسبة إلى النشاط الدرامي، كشف حوراني عن تلقيه 4 عروض أعمال اختار من بينها مسلسل "راحوا". والسبب: "ظروف العمل والإنتاج وماهية الشخصيات الأخرى". لافتاً إلى استثنائية هذا الدور وصعوبته والتحديات الكثيرة التي جعلته يتخطى كل الشخصيات الصعبة التي أدّاها سابقاً. وأضاف:" زرعت الكاتبة "كلوديا مرشليان" في هذه الشخصية الكثير من الأحاسيس والأفكار في مشاهد صعبة جداً، تخطت نفسي بالصراعات النفسية والوجودية. برأيي الممثل الحقيقي هو من يخاطر بأداء الأدوار الصعبة المختلفة". وقال: "إنعزلت 3 أيّام حتى أستطيع رسم معالم هذه الشخصية، قرأت كثيراً عن الجانب النفسي لها واستشرت أشخاصاً عدّة لتحقيق مصداقيتها. إنها متعبة جداً إستهلكت طاقتي كلها. وعلى رغم أن عدد المشاهد ليست كثيرة إنما لديها خطها الخاص في المسلسل، أسوة بشخصيات أخرى لديها خطها الدرامي الخاص أيضاً فتتقاطع كلها في محور واحد.

وعن دور لغة الجسد في رسم معالمها، قال: "عندما أفهم تفكيرها ومنطقها يتحرّك جسدها من الداخل من دون تخطيط مسبق فتتمايز حكماً. حين نتعامل مع الشخصيات على أنها واقعية من الحياة، نرى أن لها أسلوبها الخاص في اللباس وتمشيط الشعر والمشي والتحدث".

وعن تعاونه مع المخرج نديم مهنّا، قال: "إلتقينا سابقاً في مسلسل "الحريري" الذي لم يُعرض. أرتاح جداً للتعاون معه خصوصاً أن ثمة ثقة متبادلة بيننا من جهة، وبيني وبين شركة الإنتاج من جهة أخرى، فتميّز العمل بالتنظيم والوضوح في توزيع المهام".


الإنتاج والثورة


وعن ظروف الإنتاج بعد انطلاقة الثورة، قال: "منذ بدء التصوير في تموز الماضي مررنا بمراحل عدّة بسبب ظروف البلاد. برأيي يجب توجيه التحية لصمود أي شركة إنتاج تعمل رغم الظروف العامة وظروف المحطات". وتمنّى حوارني أن تتحسّن ظروف الوطن رغم صعوبتها مبدياً تفاؤله بالمستقبل، متمنياً عودة العجلة الإقتصادية وسوق الإعلانات حتى يستطيع المنتجون الذين تشجعوا على الإستثمار، الاستمرار في هذا القطاع. وعن موقفه من الثورة، قال: "منذ انطلاقتها أيّدت مطالب الشعب المحقة حالماً في الوصول إلى دولة قانون ونظام وعدالة وتكافؤ فرص. برأيي الإنتفاضة التي بدأت مهمة جداً ونقطة مفصلية توعّي الجميع على أنه لا يمكن العودة إلى الوراء وطنياً ومأسسةً ودولة، كما لا يمكن ألا يُعاد النظر في المرحلة المقبلة على أسباب الإنتفاضة."

وعن انسحابه من الشارع بعدما شارك في أولى التظاهرات مع عائلته، قال: "تحمّست بداية لكنني لم أعد حاضراً بفعالية بعدما بلغ التخاطب اللبناني الداخلي بين الأحزاب والمناصرين والسلطة والثوار مرحلة من عدم قبول الآخر والكراهية والتعصّب وإطلاق أحكام على انتماء الآخر سياسياً. لا يمكن بناء وطن إذا كنّا نموذجاً لمواطنين يكرهون بعضهم البعض ويحاسبون بعضهم البعض بسبب آراء سياسية. نحن وطن متنوع بطوائفه وبالتعدد السياسي، لذا يجب أن نفهم بعضنا البعض ونتقبّل اختلافنا. فضلاً عن أن ثمة أموراً غير واقعية تُطرح، فالتغيير يتحقق بمنهجية واقعية وانتخابات نيابية تفرز سلطة سياسية تشكّل حكومة مستقلة. هناك مسار للتغيير واقعي نطمح إليه، يبدأ من المجلس النيابي الذي هو أساس السلطة. عندما يتغير المجلس نستطيع عندها تعديل القوانين. ثمة مسار بحاجة إلى حكمة وعقل. إن الإنتفاضة والثورة بحاجة إلى رؤيا واستراتيجية وواقعية".




وعن رأيه بتقاذف التهم والشتائم بين الفنانين، قال: "ما حصل أحزنني ودفعني إلى الإنسحاب شبه التام من السوشيل ميديا لأنني أرفض ما أراه وما يتم تناقله من إشاعات وأخبار كاذبة عبر الواتساب لخلق بلبلة وفتنة. إستفاد فنانون لتحقيق بروباغندا شخصية لهم ولم يكن الجميع معنيين فعلاً بما يحدث. برأيي بلدنا متشابك وكل طرف أخطأ بشكل أو بآخر، لذا فلندع القوانين هي التي تحكم وتحاكم الفاسد".

وعن غياب موقف النقابات الفنيّة، جاوب: "لا يمكن أخذ موقف موحّد من النقابات لأنها تعكس البيئة اللبنانية بتنوّعها، إنما لا نقاش حول أحقية مطالب الناس، بل حول الإستراتيجية والتكتيك في تحقيق هذه المطالب".

وختم قائلاً: "أحاول المحافظة على مستوى رفيع في اختيار الأدوار ما يكلفني ظهوراً أقلّ على الشاشة وأعمالاً أقلّ، لذا أتمنى الصمود رغم كل الظروف، لأنه ليس سهلاً أن نكون بحاجة لأي عمل في هذه الظروف الإستثنائية فنرفض لأسباب فنيّة.


MISS 3