جاد حداد

Fantasy Island...سطحي وغير منطقي!

19 شباط 2020

12 : 00

كان Fantasy Island (جزيرة الخيال) في الأصل برنامجاً تلفزيونياً عُرِض بين العامين 1977 و1984، حيث أدى ريكاردو مونتالبان دور "السيد رورك"، رئيس منتجع غامض في إحدى الجزر، حيث يستضيف، بمساعدة معاونه الشخصي "تاتو" (هيرفي فيلشيز)، مجموعة مختلفة من النجوم أسبوعياً (بدءاً من مشاهير جدد وصولاً إلى نجوم متقدمين في السن كانوا يظهرون بين مختلف المقاطع في مسلسل The Love Boat (مركب الحب). كان "رورك" يَعِد الضيوف بتحقيق أكبر خيالاتهم (تبقى مناسبة للتلفزيون). وبما أن كل برنامج تلفزيوني ناجح يتحول عموماً إلى فيلم طويل، من المنطقي أن يتخذ Fantasy Island هذا التوجه. لكن من المدهش أن تحظى شركة "بلوم هاوس" المسؤولة عن إنتاج أفلام رعب مثل Purge (حملة التطهير)، ومسلسلParanormal Activity (نشاط خارق للطبيعة) وأعمال أخرى من هذا النوع، بحقوق إنتاج الفيلم. إنها واحدة من أغرب القرارات في تاريخ هوليوود الحديث!

ستكون الأجواء العامة مألوفة لكل من يتذكر البرنامج الأصلي. تصل طائرة إلى منتجع غامض على الجزيرة التي يديرها "رورك" (مايكل بينا)، فيعلن هذا الأخير أمام ضيوفه، الذين فازوا على ما يبدو في مسابقة معينة، أنهم سيتمكنون من تحقيق أكبر أحلامهم لكن بشرطَين: يتسنى لكل ضيف أن يحقق حلماً واحداً ويجب أن يتابعه حتى "نهايته الطبيعية". يريد الرجل المتغطرس "جي دي" (راين هانسن) وشقيقه "براكس" (جيمي أو يانغ) أن يعيشا حياة مترفة. ويريد الشرطي السابق "باتريك" (أوستن ستويل) أن يحقق حلمه بالتحول إلى جندي. أما "غوين" التي تكره نفسها (ماغي كيو)، فتريد أن تغيّر اللحظة التي رفضت فيها الزواج من حبيبها لأنها شعرت بأنها لا تستحق السعادة. ترغب "ميلاني" (لوسي هايل) من جهتها في الانتقام من المرأة التي عذبتها طوال طفولتها (بورتيا دابلداي). لا تتحقق هذه السيناريوات بالشكل المتوقع طبعاً، وسرعان ما يتّضح أن الجزيرة تشمل عدداً من الأسرار القاتلة. يجب ألا ننسى أيضاً الأداء الذي يقدمه مايكر روكر ويمكن اعتبار دوره مناسباً له على أكمل وجه.





عملياً، لا ضير من تحويل Fantasy Island إلى فيلم يستكشف الجوانب المظلمة من البرنامج الأصلي. لكن تكمن المشكلة في عدم استعمال الأجواء المرعبة (كائنات تشبه الزومبي، مشهد تعذيب، ذوبان مُقَل العيون وتحوّلها إلى مادة لزجة سوداء) بطريقة فعالة. لا مفر من أن نشعر بأن المشروع بدأ كفيلم سينمائي جدّي قبل أن ينزعج كتّاب السيناريو من شخصياتهم السطحية، فيقرروا قتلها بطرقٍ غريبة ومتنوعة. تبدو الأحداث كلها غير منطقية، حتى بالنسبة إلى المعايير المستعملة في هذا النوع من الأفلام. ويبدو المخرج والكاتب جيف وادلو (سبق وأخرج Truth or Dare (حقيقة أم جرأة)، وهو مشروع مشترك آخر بين شركة الإنتاج "بلوم هاوس" ولوسي هايل عن عطلة تتخذ منحىً عنيفاً) مقتنعاً بأن إضافة أكبر عدد من السخافات غير المنطقية (رغم حصول تحوّل كبير في الأحداث) ستغطّي على جوانب الفيلم المملة لأقصى حد.

في النهاية، يمكن اعتبار Fantasy Island فيلماً مريعاً (لن يتفاجأ معظم الناس بهذا التصنيف)، حتى أنه يوحي بأن المسؤولين عنه لم يأخذوا أي معايير بالاعتبار. كل من يتوقع مشاهدة نسخة ممتعة من البرنامج الأصلي سيخيب أمله لأن الفيلم يُمعن في التركيز على جوانب مرعبة ظاهرياً. وكل من يرغب في مشاهدة فيلم رعب حقيقي سينزعج من المؤثرات المملة والمشاهد المأخوذة من أفلام أخرى من هذا النوع. كذلك، سيلاحظ محبو الممثلين، من أمثال مايكل بينا وماغي كيو ولوسي هايل، إلى أي حد يهدر الفيلم مواهبهم. حتى المُشاهد الذي لم يكن يوماً من محبي البرنامج القديم سيستنتج أن القصة الأصلية تستحق إنتاجاً أفضل من هذا الفيلم السخيف الذي لا يرقى إلى مستوى الأفلام المقبولة!