جنى جبّور

"ليلة الأفكار" تنطلق في "المركز الفرنسي في لبنان"

سابين سكورتينو: الثقافة مهمّة في زمن الأزمات

2 آذار 2023

02 : 01

تحت شعار "المزيد"، تنطلق مساء اليوم النسخة الثامنة من "ليلة الأفكار" التي ينظمها "المركز الفرنسي في لبنان" في قاعة "مونتين" (8 مساءً) وتستمر حتّى الجمعة 3 الجاري، ايماناً منه بأهمية هكذا نشاطات لما تمثّل من متنفس للبنانيين المتعطشين الى الثقافة. هذا الحدث الدولي الذي يعتبر فرصة مميزة للترويج للأعمال الفكرية حول العالم وللاحتفال بتداول الأفكار بين الدول والثقافات والقطاعات والأجيال، أصبح جزءاً أساسياً من برامج "المركز الفرنسي" وموعداً سنوياً ينتظره جمهوره. "نداء الوطن" التقت مستشارة التعاون والعمل الثقافي مديرة "المركز الفرنسي في لبنان" سابين سكورتينو، للاطلاع أكثر على هذه الأمسية.



ما هي "ليلة الأفكار"؟

انها مفهوم ابتكره المعهد الفرنسي في باريس، في العام 2016، وهو يتكرر سنوياً في شبكة من المراكز الثقافية الفرنسية حول العالم ويتمحور حول موضوع مشترك، لكن لكل فرد حرية تفسيره على طريقته.

يلقى هذا المفهوم رواجاً كبيراً نظراً إلى التعطش العالمي لتقاسم المعارف والمعلومات وخوض النقاشات والتفكير جماعياً بتحديات العالم المعاصر حتى وقت متأخر من الليل... وبالتالي هي فرصة مناسبة لمقابلة جماهير مختلفة وإنشاء روابط اجتماعية.

ما المميز بالنسخة الثامنة؟

قررنا أن نجمع فيها بين مفهومَين أثبتا أهميتهما. يتعلق المفهوم الأول بـ Live Magazine التي تشير إلى عرض "مجلة حيّة" على المسرح، حيث تتلاحق سلسلة من السيناريوات المستوحاة من قصص شخصية أو مفاهيم شكّلت محور تحقيقات مكثفة. تحمل هذه القصص، التي تُعرَض بصيغة المتكلم، طابعاً عالمياً أيضاً، نظراً إلى المواضيع التي تتناولها. لقد أردنا أن نضيف إليها شكلاً من التفاعلات والنقاشات التي تُعتبر ركيزة أساسية "لليلة الأفكار". لهذا السبب، تلي هذه القصص المختلفة مداخلة أطول من "شهود كبار" ؛ إنها مديرة متحف الآثار في الجامعة الأميركية في بيروت نادين بانايو، في 2 آذار، وعالِم الاجتماع الفرنسي جان فيار، في 3 آذار، قبل تخصيص فترة للتواصل مع الحاضرين. وكما يحصل في كل نسخة من هذا الحدث، سنُركّز في الوقت نفسه على تعدد التخصصات ونقدّم سلسلة من العروض الفنية على مر الأمسية.


تنظم هذه النسخة تحت شعار "المزيد". المزيد من ماذا؟

يُفترض أن يُفهَم هذا الموضوع بطريقة واسعة الآفاق. هو يهدف إلى التشكيك بأنماط إنتاجنا واستهلاكنا ومداولاتنا والتساؤل عن صوابية اعتبار التراكمات الدائمة التي تطبع مجتمعاتنا، في جميع المجالات، مصدراً حقيقياً للتقدم أو السعادة، لأن زيادة المشتريات والتقنيات والسكان تعني أيضاً زيادة التدهور والتلوث. بعبارة أخرى، لا تكون "الزيادات" مرادفة "للتحسّن" في جميع الأحوال. يجب أن نفكر إذاً بتعريف الحاجات الأساسية والحقيقية من خلال مراعاة المخاوف المرتبطة بالبيئة والعدالة الاجتماعية.

"المزيد من التفكير في التكديس؟"، "المزيد من الطبيعــــــة أو البشـــــــر والعباقرة؟"، المزيد من الدبلوماسية الثقافية؟" وغيرها... أسئلة تطرحونها خلال أمسية اليوم والغد، ما أهمية النجاح في الإجابة عليها؟

قد لا نجد على الأرجح أجوبة حاسمة على جميع هذه الأسئلة المعقدة خلال هاتين الأمسيتَين. لكن يتعلق الهدف الأساسي بالتواصل مع الآخرين والسماح لكل واحد منا بالتخلي عن الأفكار الشائعة أو النظر إلى هذه الإشكاليات العالمية من زاوية مختلفة. بالإضافة إلى العرض الذي ينظّمه "المركز الفرنسي في لبنان"، أردنا أن نتعاون أيضاً مع الشباب اللبناني. وافقت 17 مدرسة على الانضمام إلى "ليلة الأفكار" وستُحضّر مشاهد تعليمية في الصفوف حول النقاش الحاصل عن موضوع هذه السنة.





هل كان التحضير لنسخة هذا العام صعباً في ظل الجو العام في البلاد؟

لم نواجه أي مصاعب حقيقية لأن "ليلة الأفكار" أصبحت الآن جزءاً قوياً وأساسياً من البرامج الثقافية التي يحضّرها "المركز الفرنسي في لبنان". حتى أنني تفاجأتُ بحماسة اللبنانيين وشركائنا عند الإعلان عن هذه النسخة الجديدة التي ستكون مفتوحة للجميع ومجانية بالكامل. يكفي أن تحجزوا تذاكركم (مجاناً) عبر موقع "مكتبة أنطوان" الإلكتروني. مع الاشارة الى أنه ستتم ترجمة العرض كله إلى اللغة العربية لتسهيل الوصول إلى أكبر عدد من الناس.

أظن أنّ نشاطنا هذا سيتماشى على أكمل وجه مع توقعات جمهورنا والبحث المستمر عن هذا "المتنفس" في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان في الوقت الراهن لأن الثقافة، في زمن الأزمات، ليست جزءاً من الكماليات أو المظاهر السطحية، بل إنها تصبح بالغة الأهمية.




ما أهمية النشاطات التي ينظّمها "المركز الفرنسي في لبنان" على الساحة الثقافية اللبنانية، وما هو دورها لمنح متنفس حقيقي لهذا المجتمع الذي يقع دوماً ضحية أزمات متلاحقة؟

تهدف برامجنا المستمرة على مدار السنة والمرتبطة بمواضيع قوية مثل الموسيقى (في شهر حزيران)، أو السينما (في شهر أيار)، أو الأدب (في تشرين الأول)، إلى سماع المخاوف السائدة والوصول إلى أكبر عدد من الناس. نحن لا نكتفي باقتراح النشاطات في مقر المركز الفرنسي، في كلية الآداب، بل نعرض نشاطاتنا أيضاً في عدد كبير من الأماكن الأخرى في بيروت ومحيطها، وفي جميع أنحاء لبنان، عبر الاتكال على شركائنا المحليين وشبكتنا القوية التي تشمل ثمانية فروع تابعة للمركز الفرنسي، من طرابلس إلى صور، مروراً بدير القمر، وبعلبك، وزحلة، والنبطية، وصيدا وصولاً إلى جونية.



كلمة أخيرة تشجعين من خلالها الجمهور الى المشاركة في نشاطكم؟

أؤكد لهم أنّ "ليلة الأفكار" هي ليلة من بين مئات الأخرى التي تنظم على مدار السنة في "المركز الفرنسي في لبنان". لا تترددوا في الاطلاع على برنامجنا عبر www.institutfrancais-liban.com ومتابعة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. 





MISS 3