رسامة أفغانية معوّقة تتحدّى المجتمع وتفتتح مركزاً لتعليم الفنون

10 : 31

تحدّت الفنانة الأفغانية ربابة محمدي العاجزة عن استخدام يديها وذراعيها ورجليها كلّ هذه المعوقات وغيرها، في بلدٍ تعاني فيه النساء والمعوقون من تمييز كبير.

بعد رفض المدارس انضمام ربابة إلى صفوفها، علّمت ربابة نفسها الرسم من خلال وضع فرشاة في فمها تثبثها بين أسنانها لإنجاز صور دقيقة وملونة.

واليوم، تبيع هذه الشابة البالغة من العمر 19 عاماً أعمالها وتشارك في معارض عالمية كما أنها افتتحت مركزاً مخصصاً لتدريب فنانين معوّقين آخرين. وروت محمدي: "أرسم في غالبية الأحيان رسوماً حول النساء الأفغانيات وقوّتهن وجمالهن إضافة إلى الحب والتحديات التي تواجهها النساء".

يتابع نحو 50 طالباً دروساً في المركز الذي افتتحته في كابول العام الماضي ومولته بنفسها من إيرادات بيع لوحاتها.

ووفقاً لمسح وطني أجري في العام 2015، يعاني نحو 1,5 مليون من سكان أفغانستان البالغ عددهم 35 مليون نسمة تقريباً، شكلاً من أشكال الإعاقة، بما في ذلك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من إصابات مرتبطة بالألغام الأرضية.

لكن رغم ذلك، يستمر هذا البلد الفقير في معاملة المعوقين جسدياً معاملة تمييزية.

ولدت محمدي بإعاقة جسدية دائمة ما يعني أنها لا تستطيع استخدام أطرافها، وهي تعاني حالياً من التهاب المفاصل. وقالت محمدي "بسبب إعاقتي، لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة" مضيفة أنها كانت تحسد أقرباءها على قدرتهم على متابعة دراستهم.

لكن بمساعدة عائلتها، علّمت نفسها القراءة والكتابة ويمكنها الآن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفها المحمول بمهارة مثل أي شابة أخرى عن طريق الكتابة بلسانها.

وقال شقيقها علي محمدي، البالغ 24 عاماً والذي يأمل في إنشاء دورة لمحو الأمية للأشخاص المعوقين العاجزين عن الذهاب إلى المدرسة: "نحن فخورون جداً بربابة، وهي مصدر إلهام للأشخاص المعوّقين الآخرين".

لا تزال أفغانستان المحافظة التي لطالما اعتبرت واحدة من أسوأ الأماكن في العالم للنساء، تجبر المعوّقات على البقاء مختبئات حتى في العاصمة التقدمية نسبياً كابول.

وأوضحت محمدي: "سئمت عدم تمكني من مغادرة المنزل".وأضافت: "شعرت بغضب كبير. عندما كان يزورنا أقرباؤنا، كانوا يتهامسون أن والدَي قد ارتكبا خطيئة ما لذلك رزقا فتاة معوّقة".

وقال بينافشا يعقوبي مفوض اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان إن مثل هذه المعاملة هي بسبب الأحكام المسبقة المزدوجة في كثير من الأحيان أي الجمع بين "الأنوثة والإعاقة".

وأوضح: "هذه نتائج التمييز الناجمة عن المواقف السلبية تجاه الإناث التي تسمى"الجنس الثاني" والإعاقة التي ينظر إليها ليس كتنوع بل كعار". وقال نور أحمد عزيزي وهو طالب معوق يبلغ من العمر 22 عاماً في مركز محمدي، إنه لم يتمكن من الذهاب إلى المدرسة بسبب إعاقته.

وأضاف: "أحب أن أرسم. أحب أن أتعلم الرسم بطريقة احترافية وأريد أن أصبح شهيراً مثل ربابة". وترى ربابة أن الفن طريقة للتخلص من الإحباط.وهي بدأت أولا في الرسم عن طريق وضع قلم رصاص في فمها، لكنها أدركت لاحقاً أنها تستطيع تحسين التفاصيل في رسومها عن طريق تثبيت القلم بين أسنانها. وشرحت فيما كانت ترسم: "كان الأمر صعباً جداً وبكيت مراراً... إلا أن والدي واظب على تشجيعي".



MISS 3