إجماع على مخاطر معاناة العاملين في القطاع الصحي وهجرة أصحاب الاختصاص

برعاية الأبيض... المؤتمر الأوّل لـ"إرادة" عن "قطاع الصحة العامة"

12 : 45

نظم اتحاد رجال الأعمال للدعم والتطوير "إرادة"، قبل ظهر اليوم السبت، في فندق فينيسيا، مؤتمره الأول للصحة العامة تحت عنوان "قطاع الصحة العامة في لبنان: مشاكل وحلول"، وذلك برعاية وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض، النائب غسان سكاف، النائب السابق عمار حوري، وعدد من الشخصيات الطبية والجامعية وأركان القطاع الصحي والطبي والنقابي من مختلف الختصاصات.



افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة لرئيس الجمعية عبد السميع الشريف الذي لفت الى الأسباب التي دفعت الى هذا المؤتمر الذي يتناول ما يجري في القطاع الصحي كأحد أكثر القطاعات تأثراً، سيما مع هجرة الأطباء والممرضين وتدني مستوى الرعاية الصحية. وعبّر عن أسفه لخسارة لبنان "خصوصيته التاريخية" متمنياً ان ينتهي المؤتمر الى "توصيات عملية لوضعها موضع التنفيذ لنعيد للبنان دوره الريادي الصحي.


وبعدها عُرض وثائقي تعريفي بجمعية "إرادة" منذ تأسيسها والبرامج التي نظمتها لترجمة الاهداف التي شكلت من اجلها.





كلمة الإفتتاح كانت  لـ عبد السلام حاسبيني، الذي رحب براعي المؤتمر والمشاركين فيه من اركان القطاع الطبي والصحي معبّراً عن سروره بما "جناه تعبه وعذابه لجمعهم سويا".


وقال: "عذابكم راحة، أما عذاب الشعب اللبناني فهو عذاب طويل يعاني فيه الأمرين نتيجة غياب الدولة المسؤولة عن مواطنيها وغياب العناية الصحية".


كما عدّد المشاكل التي دفعت الى تنظيم المؤتمر ومنها هجرة الممرضات والممرضين والكوادر الطبية والأطباء، معتبراً انها "هجرة شرعية ومشروعة" بسبب ما نعيشه اليوم من أزمات".


بعدها كانت كلمة راعي المؤتمر الوزير الابيض الذي تحدث بالتفصيل عن الاستراتيجية الوطنية للصحة، وما تتضمنه من محاور تركز على تحديد الاولويات والتكيف مع الواقع الجديد الذي يشهده لبنان بما يؤمّن الخدمات الصحية على قاعدة الحوكمة والتمويل، الرعاية الصحية الاولية، المحافظة على الكوادر الصحية، الاستعداد للطوارئ والرقمنة، موضحاً ان هناك العديد مما تتضمنه هذه الإستراتيجية قد بوشر بتنفيذه وهي ليست حبرا على ورق.


وقال الوزيرالابيض ان "دورنا ليس إدارة الازمة، انّما علينا الاستفادة منها وتحويلها فرصة لاصلاح النظام ووضع اللبنة الاولى لتطويره".





كما تناول موضوع "الدولرة" مؤكداً ان "هذا الموضوع صعب لاسباب عدة اهمها ان مدخول جزء كبير من اللبنانيين غير "مدولر" وهذا يعني ان هذا الجزء لن يتمكن من الحصول على الخدمات الصحية. وكأننا نخلق واحة صحية في صحراء من الفقر وهو امر مرفوض لأنه يزيد من التوتر الاجتماعي".


وتناول مشاريع الوزارة الهادفة الى منع إنهيار القطاع الصحي اسوة بانهيار عدة قطاعات حيوية في لبنان. مشيراً الى زيارة سيقوم بها قريباً الى واشنطن سعياً الى قروض من صندوق النقد والبنك الدولي لدعم خططنا المدرجة في اطار الاستراتيجية الوطنية.



واكد الابيض "اننا لا نزال في بداية الحلول نظرا للاوضاع الصعبة التي تسبب بها الانهيار المالي على قطاعي الاستشفاء والدواء. ولكننا مصممون على المواجهة بإرادة اللبنانيين الذين اثبتوا نجاحهم على مستويات مختلفة".



بعدها كانت كلمة نقيب الاطباء في بيروت يوسف بخاش، الذي تناول بالتفصيل حجم هجرة الأطباء وخصوصاً من الجيل الجديد الذين سرعان ما يندمجون مع المجتمعات التي انتقلوا اليها. وتحدث عن الأسباب فردّها الى المداخيل المتضائلة للأطباء واستمرار التعرّض لأمن وكرامة الاطباء متمنياً على الاجهزة الامنية والقضائية تشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه الاعتداء على اي من افراد الجسم الطبي.


ولفت قائلا: "بالرغم مما نعانيه فإن لنا القدرة على الترميم بالعمل معا في هذه المرحلة الدقيقة وإنتشال القطاع الصحي قبل حصول الإنهيار التام وهو امر لم يعد خيارا بل انه تعهد وعلينا الايفاء به".


وتحدث نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون الذي ركز في كلمته على وضع المستشفيات ومعاناتها إن من الجهة المالية أو من ناحية النقص الحاصل في الجسم التمريضي والإختصاصات المساعدة التي اصابتها الهجرة . كما بالنسبة الى ما نتج عن عدم تسديد مستحقات المستشفيات عن سنة 2021 بالكامل بالإضافة إلى المستحقات لسنين ماضية. ونبه هارون من الخطر الداهم وهو يتجلى بهجرة الجيل الجديد من الأطباء والإختصاصات الطبية المساعدة.


وتحدثت نقيبة التمريض ريما ساسين قازان التي شرحت الظروف التي ادت الى هجرة الجسم التمريضي وردّت ابرز اسبابه الى المردود المادي وإستحالة الصمود في ظل الظروف الراهنة. ولفتت الى معاناة الممرضات والممرضين بسبب عدد ساعات العمل اليومية في ظروف صعبة وضاغطة تؤثر بشكل مباشرعلى درجة العطاء وسنين العمل.






وبعد إستراحة قصيرة تحدث رئيس إتحاد شركات التأمين في لبنان أسعد ميرزا، الذي تناول بالتفصيل مشاكل التأمين في لبنان القديمة منها، الجديدة والمتجددة. وشرح تأثيرات الإنهيار الإقتصادي على قطاع التأمين. وانعكاسات ذلك على علاقة هذه الشركات مع المستشفيات ومع وزارتي الصحة والإقتصاد.


ثم كانت كلمة كلية الصحة العامة في الجامعة الاميركية التي القاها  فادي الجردلي الذي تحدث عن الجهود المبذولة في الجامعة من اجل مواكبة الإنهيار بهدف إيقافه والحد من مفاعيله المالية والإقتصادية على القطاع الصحي. ولفت الى ما بوشر به ما اعد من الدراسات اللازمة والسبل الكفيلة للمعالجة.


واخيرا كانت كلمة النائب فادي علامة الذي لفت الى أن الامن الصحي هدف لكل الدول في سبيل الاستقرار والامن الاجتماعي ومنح المواطن ابسط حقوقه.


وقال علامة: "ان اللجنة تدرك التحديات التي يواجهها القطاع الصحي من النواحي المختلفة وخصوصا القانونية والتنظيمية. ولذلك عملنا على وضع واصدار العديد من القوانين التي يحتاجها القطاع ومنها التي تسمح للحكومة بابرام الاتفاقيات مع الدول والمنظمات المتخصصة وتعزيز الحماية القانونية للاطباء والعاملين في القطاع، انشاء الوكالة الوطنية للدواء، انشاء نقابة للمعالجين الفيزيائيين ومزاولة مهنة التمريض ودعم الصناعة الوطنية للدواء".


وشدد علامة على اهمية بعض الخطوات المطلوبة ومنها: تعميم مراكز الرعاية الصحية وترشيد انفاق الدواء ودعم المستشفيات الحكومية.


وبعدها، عقدت جلسة حوارية تخللتها اسئلة وأجوبة بين الحاضرين والمشاركين في المؤتمر مع المؤتمرين قبل ان تشكل لجنة لاصدار التوصيات النهائية التي سيصار الى الإعلان عنها في وقت لاحق، فكلمة ختامية للوزير الأبيض.

MISS 3