سيلفانا أبي رميا

بعدما حصد Les Chenilles "دب برلين الذهبي"

ميشيل كسرواني: الإخراج الناجح في كسر القواعد وتخطّي الخوف

7 آذار 2023

02 : 01

الدب الذهبي

 نجحت الشقيقتان ميشيل ونويل كسرواني في الفوز بجائزة «الدبّ الذهبي» المرموقة في الدورة الثالثة والسبعين من مهرجان برلين «برليناله»، أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، وذلك عن فيلمهما الأول «اليرقات» Les Chenilles الذي تُوّج كـ»أفضل فيلم قصير». من الإغتراب، مروراً بتاريخ منسيّ وصولاً إلى صداقات من الممكن أن تنشأ رغم قساوة الظروف، إستُوحي الفيلم من تاريخ صناعة الحرير بين ليون والمشرق ليروي قصة فتاتين من بلاد الشام تجمعهما الظروف في بلاد الإغتراب.


وكان لـ»نداء الوطن» حديثٌ مع ميشيل للغوص داخل قصة «اليرقات» وعالم الفوز.


هل هذا عملكما المشترك الأول؟

كلا، فأنا ونويل معتادتان منذ حوالي العشر سنوات على العمل معاً، من خلال الأغاني والكليبات السياسية التي ننتجها والتي تُعنى بالوضع العام في لبنان، ومحتواها سياسي. وبات الناس يعرفوننا عبر هذه الأعمال الموجودة على قناتنا على "يوتيوب" وكان آخرها "ألف ليلة وليل".

أما اليوم فالتجربة مختلفة، حيث نخوض وللمرّة الأولى عالم الأفلام والسينما والشاشة الكبيرة، ولكن هذا لا يعني أننا سنتوقف عن العمل على الأغاني والأعمال المستقلة التي لطالما أشعرتنا بالحرية التامة التي نصرّ على الحفاظ عليها.


ما الذي يميّز نويل من ميشيل؟

لكلّ منا شخصية مختلفة تماماً عن الأخرى، ولا نتشابه في الطباع أبداً. لكن في ما يخصّ العمل تجمعنا النظرة نفسها والفكر نفسه وحتى المبادئ.

صحيح أن طريقة التفكير وصياغة الأمور تختلف بيننا في بعض الأحيان، إلا أننا اعتدنا على صقلها ومناقشتها واعتمدنا الحوار لحين الوصول إلى نهاية مرضية للطرفين ونتيجة غنية ومفيدة للإنتاج. وفي هذا الفيلم بالتحديد تعاونّا بالإخراج، إلا أنني كتبت القصة والسيناريو منفردةً وتولّت نويل تمثيل دور البطولة إلى جانب المبدعة مسا زاهر.




أخبرينا عن قصة "يرقة"؟

مثل نويل ومسا قصة فتاتين هجرتا بلديهما إلى فرنسا حيث تعملان في المقهى نفسه وتتعرفان إلى بعضهما بعضاً هناك وتنشأ بينهما علاقة صداقة.

يُظهر الفيلم ما يجمع هاتين الفتاتين من ألم وثقل وظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية صعبة تحملانها من واقع وبلاد ضاغطة وظالمة، وتأثير كل ذلك في نطاق الغربة.

من أين استوحيتما العمل؟

تستند قصة فيلم Les Chenilles إلى مقالات للكاتبَين والباحثَين فواز طرابلسي وأكرم فؤاد خاطر عن مصانع الحرير الأجنبية في القرن التاسع عشر وعن تاريخ الحرير نفسه وتشغيل النساء في إنتاجه داخل مزارع بلاد الشام وجبل لبنان.

إلا أن الإلهام الأساسي كان من تجاربنا الشخصية، أنا ونويل، كوننا عشنا الغربة بمشاعرها المعقّدة وخبراتها الصعبة والغريبة بين لبنان وفرنسا.

هل توقّعتما الفوز بجائزة "دبّ برلين الذهبي" السينمائية؟

هذا عملنا الإخراجي السينمائي الأوّل ولم نتوقّع للحظة واحدة ترشّحه، فكيف بالأحرى فوزه؟! كانت صدمة حقيقية، إنما إيجابية قلبت كلّ المقاييس في مسيرتنا المهنية.




بكم جائزة فاز الفيلم وكيف يؤثر ذلك في مسيرتكما؟

"الدبّ الذهبي" الجائزة الأولى لفيلمنا، وقد بدأت منذ إعلان فوزنا بها تُعرض علينا الترشيحات من مهرجانات أخرى لكن لا يمكننا الإفصاح عنها حتى تصبح رسمية وتصدر عن اللجان التابعة لها.

وبالتأكيد يفتح لنا هذا الفوز أبواباً كثيرة وواسعة.



برأيك ما سرّ نجاح هذا الفيلم؟

عود ذلك إلى فريق العمل خصوصاً أننا اخترنا فيه التعاون مع أشخاص عملنا معهم كثيراً سابقاً، واعتادوا طريقتنا في التفكير، وكانوا لنا الداعم الأساسي والمريح الذي سمح بإنجاز الفيلم بسلاسة ونجاح وخلال 4 أيام فحسب.

وأخصّ بالذكر المصوّر السينمائي كريم غريّب الذي قصد فرنسا خصّيصاً لتصوير "يرقة"، المونتير الألماني قنسطنطين بوك والموسيقيَّين زيد حمدان ولين أديب... كلهم أشخاص نعرفهم جيداً ونرتاح للتعامل معهم وكانوا لنا العين الفاحصة والمكمّلة للعمل.





برأيك ماذا يتطلّب الإخراج الناجح؟

أؤمن بأن الإخراج الناجح لا يقتصر أبداً على التقنيات المستخدمة خلف الكاميرا والطرق والأساليب التكتيكية الملموسة، إنما في كيفية التواصل مع الناس والتحدث إليهم من خلال العمل المصوَّر ليمسّهم من الداخل بمعاناة يومية وحكايات محفورة في أذهانهم قادرة على تحريك الكثير من مشاعرهم.

كذلك في رأيي، على المخرج الناجح أن يطلّق الخوف، ويتخطّى الحواجز التقليدية المعروفة، ويعتمد أساليب جديدة غير مقيدة للتعبير عن نفسه.

حاولنا ذلك في "يرقة" حيث مثلاً خاطرنا باعتماد أساليب مونتاج تُستخدم أكثر للإنترنت وتختلط فيها عدة تقنيات، كما مدّدنا مدة الفيلم إلى نصف ساعة وهو توقيت غير تقليدي وغير معتمد في الأفلام القصيرة، وبالرغم من كل ذلك أصررنا على توصيل الرسالة بكل خيوطها.

 

MISS 3