الكاكاو يُعالج التصلّب المتعدّد

15 : 30

كشف بحث جديد في "مجلة علم وجراحة الأعصاب والطب النفسي"، أنّ تناول مشروب الكاكاو يومياً، طوال ستة أسابيع، يسهم في محاربة التعب ضمن فئة الأشخاص الذين يتعايشون مع التصلب المتعدد.

يصيب التصلّب المتعدّد الجهاز العصبي المركزي، وغالباً ما يترافق مع أعراض مثل الضعف العضلي، والشعور بالحرقة، والخدر، والألم المزمن، واختلال التوازن والتنسيق، والتعب، وصعوبة التركيز.

عملياً، يشعر 9 أشخاص من أصل عشرة مصابين بالتصلب المتعدد بالتعب، ويصعب أن يُعالَج هذا الوضع عموماً. كانت أبحاث سابقة قد استنتجت أن أخذ جرعة يومية من 45 غراماً من الشوكولا السوداء قد يُحسّن متلازمة التعب المزمن، علماً أن نسبة الكاكاو في الشوكولا السوداء تتراوح بين 70 و85%. استناداً إلى هذه النتائج السابقة، عمدت شيلي كو التي تعمل في قسم الرياضة والعلوم الصحية والعمل الاجتماعي في مركز "أكسفورد بروكس" للتغذية والصحة في بريطانيا، بالتعاون مع فريق من العلماء، إلى تحليل مدى قدرة الكاكاو على إعطاء المنافع نفسها لتخفيف التعب الذي يتعرض له المصابون بالتصلب المتعدد.

تحليل أثر المواد الفلافونية


يحتوي الكاكاو على مواد فلافونية: إنها مركّبات نباتية موجودة طبيعياً في الفاكهة والخضار والشاي. تتعدد الدراسات التي تكشف أن المواد الفلافونية تتمتع بخصائص مضادة للالتهاب، وقد تعطي أيضاً منافع مضادة للسكري والسرطان وواقية للأعصاب.

شملت الدراسة الراهنة 40 شخصاً راشداً يشعرون بالتعب بعد تجدد التصلب المتعدد لديهم، فقسّمتهم كو وزملاؤها بطريقة عشوائية على مجموعتين. تلقّت المجموعة الأولى كوباً من المشروب الغني بالمواد الفلافونية، وكان يتألف من حليب الرز ومسحوق الكاكاو، بينما شربت المجموعة الثانية نسخة تقلّ فيها كمية المواد الفلافونية من هذا المشروب. استهلكت كل مجموعة المشروب الخاص بها بشكل يومي على مر ستة أسابيع. في بداية الدراسة، ثم في منتصف مدة الدراسة وفي نهايتها، قيّم الباحثون مستوى التعب الذي أصاب المشاركين، فضلاً عن "قابلية التعب"، أي المدة التي يستطيع خلالها الشخص أن يحافظ على أدائه المعرفي والجسدي قبل أن يصيبه التعب. شملت التجربة تقييماً ذاتياً واستعملت عدّاد الخطى لمراقبة سرعة المشي لدى المشاركين. أجرى الباحثون تلك التقييمات في ثلاث نقاط مختلفة من اليوم.

طريقة آمنة وبسيطة


اكتشفت الدراسة أن شرب الكاكاو الغني بالمواد الفلافونية له "أثر بسيط على التعب" و"أثر معتدل على قابلية التعب". سُجّل تحسّن بنسبة 45% في مستوى التعب، وزيادة بنسبة 80% في سرعة المشي، ضمن فئة الأشخاص الذين شربوا نسخة غنية بالمواد الفلافونية.ذكر المشاركون في المجموعة التي استهلكت المشروب الغني بالمواد الفلافونية أيضاً أن ألمهم تراجع، مع أن الباحثين لم يقيسوا هذا المؤشر بطريقة موضوعية. استنتجت كو وزملاؤها: "يبدو أن المشروب الغني بالمواد الفلافونية يستطيع أن يُحسّن التعب وقابلية التعب بالنسبة إلى الأشخاص الذين تجدّد لديهم التصلب المتعدد. تكشف دراستنا أن تبني مقاربات غذائية خيار عملي، وقد يعطي منافع محتملة على المدى الطويل لتسهيل طريقة التحكم بالتعب من خلال تخفيف حدة التعب وتحسين قدرة التحمل أثناء المشي".

كتب الباحثون أيضاً: "قد يكون تطبيق المقاربات الغذائية لتخفيف التعب والعوامل المرتبطة به لدى المصابين بالتصلب المتعدد طريقة بسيطة وآمنة وغير مكلفة للتأثير على نوعية الحياة والاستقلالية الشخصية، وبالتالي سيشعر الناس بزيادة قدرتهم على التحكم بوضعهم".

لكن يعترف العلماء في الوقت نفسه بضرورة إجراء تقييم كامل، على أن يشمل مناطق جغرافية أوسع ويراقب المشاركين لفترة أطول ويقيس فاعلية المقاربات نسبةً إلى كلفتها.


MISS 3