لقاءٌ في المجلس الاقتصاديّ.. مكاري: الإعلام والاقتصاد يتكاملان

16 : 26

عُقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بدعوة من رئيسه شارل عربيد، لقاء حواري مع وزير الاعلام زياد المكاري حول "دور الاعلام في التعافي الاقتصادي".


حضر اللقاء إلى الوزير مكاري وعربيد، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، نائب رئيس المجلس سعد الدين حميدي صقر ونقيب المحرّرين جوزاف القصيفي، ممثلاً بعضو مجلس النقابة السيدة يمنى شكر غريب وأعضاء المجلس.


إثر اللقاء، تحدّث عربيد عن أهميّة الإعلام والدور الذي يلعبه في المجالات كافة لا سيّما في استعادة التّعافي الاقتصاديّ والاجتماعيّ، وقال: لا وجود للبنان إذا لم يكن هناك إعلام وحريات ومساحة للتعبير عن المواقف والافكار والمقاربة حول لبنان المستقبل.


وإذ أكد أنّ تقويض الحريات في لبنان غير وارد كلياً، شدد على أنّ المطلوب، هو أن تكون هناك مسؤوليّة لدى وسائل الإعلام، لأنّ بإمكانها أن تكون لها مساهمة في الحل للمعضلة التي نعيشها والمطلوب ان يكون الاعلام مساحة تشاركية للجميع من اجل الاستفادة من الافكار الجيدة والاعتدال وكل ما يمثل المجتمع اللبناني.


أضاف: "الاعلام هو فنّ وذوق وليس اشتباكاً دائماً"، متمنيّاً أن يكون للإعلام دور في التهدئة عبر نقل الواقع. أضاف: "تطرقنا مع الوزير مكاري الى مواضيع لها علاقة بتسويق لبنان وطبيعة الصورة التي نريد إظهارها عنه"، مشيراً إلى أنّ "لدينا مشروعاً يُسمّى (براند ليبانون) وهو سياسة واستراتيجية وطنية يجب ان نضعها من اجل اظهار القيمة المضافة في بلدنا"، لافتاً الى ان "هذا المشروع بحاجة إلى تمويل وأفكار وجهد وهو سيتم بالشراكة مع وزارة الاعلام التي يمكنها أن تقدم الكثير".


كما وتحدث عربيد عن المؤسسات التابعة لوزارة الاعلام وعلى رأسها تلفزيون لبنان واذاعة لبنان وهما بحاجة للدعم والمساعدة، كاشفاً عن "فكرة تمّ اطلاقها خلال اللقاء، تقضي بإنشاء مجلس أمناء لمساعدة تلفزيون لبنان"، مبدياً "استعداد المجلس العمل إلى جانب وزارة الإعلام من أجل تأمين ليس فقط الاستمرارية، بل لأنه يمثل كلّ ما له علاقة بالزمن الجميل"، مذكراً بمسلسلات أبو ملحم وأبو سليم والمعلمة والاستاذ وشوشو والو حياتي واربع مجانين وبس و المشوار الطويل واستديو الفن وغيرها، مشدداً على "ضرورة أن يبقى هذا الزمن في أذهاننا وأن ننقله إلى ابنائنا والجيل الجديد".


مكاري

بدوره، قال الوزير مكاري: "الإعلام صناعة، والاقتصاد في جزء منه من صنع الإعلام، لذا فالإعلام والاقتصاد أشبه بمستثمرين تجمعهما شراكة بناءة ودائمة، يحركان من خلالها عجلة الإنتاج ويزيدان فرص الاستثمار، ويعملان معا على تصحيح المسارات المالية الخاطئة".


أضاف: "الإعلام والاقتصاد يتكاملان. كلاهما ناقص من دون الآخر، وتلازمهما ضرورة. الإعلام يستمد قوة من الاقتصاد، والاقتصاد يستمد قوة من الإعلام".


وتابع: في ضوء هذه الثنائية التي لا بد منها، دول كثيرة عربية وغربية أنشأت قنوات تلفزيونية اقتصادية بهدف تحفيز عجلة الاقتصاد وتحريك الأسواق واستقطاب الفرص الاستثمارية، الأمر الذي يؤكد أنّ الإعلام مظلة الاقتصاد. من هنا، حري بإعلامنا العام والخاص أن يستثمر أولا في بث الطاقة الإيجابية وطرد الطاقة السلبية. فالإيجابية أساسات وأعمدة تُبنى عليها الأمم، وبها تتقدم. وبما أنّني على رأس وزارة وصية على مؤسسات الإعلام العام، أرى أنّه لما كان هناك حاجة للإعلام العام في ظلّ نجاحات مؤسّسات الإعلام الخاص وتعدُّدها، لولا أدواره في تسليط الضوء على القطاعات المنتجة. فوظيفة هذا الإعلام العام العابر للطوائف والمذاهب والمناطق والأحزاب، هي أن يكون مرآة القطاعات المنتجة على مساحة الجمهورية اللبنانية ومظلتها. وهذا الدور هو ميزته التفاضلية، ولكن إعلامنا الرسمي لا يستطيع أن يضطلع بهذا الدور على النحو المطلوب منه، بسبب الآثار السلبية التي تركتها الأزمة المالية، لذا أحاول البحث عن مداخيل إضافية من خارج ميزانية الدولة، من خلال الاستثمار في الأرشيف، وفي الأصول العقارية العائدة الى الوزارة والإذاعة والتلفزيون، كما أحاول الاستثمار في شراكات عربية وغربية، كالتوأمة مع محطات تلفزيونية رائدة، إضافة إلى شراكات مع كليات الإعلام في لبنان لإدخال دم جديد إلى "تلفزيون لبنان".


أضاف: "انطلاقاً، ممّا تقدّم، أقول إنّ تلفزيون لبنان وسائر مؤسسات الإعلام العام، منصة إعلامية وطنية كانت وستبقى في خدمة اللبنانيين واقتصادهم وتنميتهم. فالإعلام صوت العقل لا صوت الفتن، ولذلك أتمنى على جميع مؤسسات الإعلام التي نعتز بمهنيتها ونفتخر بمستواها أن تؤدي دور الموحد لا المقسم، من خلال بقائها خارج الاصطفافات السياسية".


وختم مكاري: "فليأخذ الاقتصاد من الإعلام بريقه وألقه، وليستمد الإعلام من الاقتصاد تنظيمه وتدبيره ونمطه العلمي والمنطقي، لعل الاثنين معاً ينجحان في بناء مجتمع يليق بوطن، ووطن يليق بمواطنيه".