إرتفاع عدد الوفيات في إيران

فُرص منْع تفشّي "كورونا" تتقلّص

10 : 40

إجراءات طبّية وقائيّة مشدّدة فُرضت في مطار النجف أمس (أ ف ب)

مع ارتفاع عدد الإصابات المسجّلة خارج الصين، رأى مدير عام "منظّمة الصحة العالميّة" تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالأمس أن فرص منع تفشّي فيروس "كورونا" المستجدّ "تضيق"، في وقت وصل الفيروس القاتل إلى دول جديدة في الشرق الأوسط ليُثير مخاوف من انتشار واسع في المنطقة ويدفع نحو اعتماد إجراءات استثنائيّة، بينها منع السفر.

وقال غيبريسوس لوسائل إعلام إن "فرص منع تفشّي الفيروس تضيق، ولذلك دعونا المجتمع الدولي إلى التحرّك بسرعة بما في ذلك في مجال التمويل. لكن ليس هذا ما نراه"، فيما أصاب "كورونا" حتّى الآن أكثر من 75 ألف شخص في الصين و1150 في 26 بلداً آخر. كما تسبّب هذا الفيروس بوفاة أكثر من 2200 شخص في الصين و8 آخرين في باقي أنحاء العالم، بحسب "الصحة العالميّة".

وأضاف مدير عام المنظّمة: "بالرغم من أن مجموع عدد الحالات خارج الصين لا يزال متدنياً نسبيّاً، إلّا أنّنا قلقون إزاء عدد الإصابات التي لا علاقة واضحة لها بالوباء في الصين، مثل القيام برحلات سابقاً إلى الصين أو الاحتكاك بمصاب مؤكد"، مشيراً إلى أن فريق الخبراء الدولي بقيادة المنظّمة المتواجد في الصين سيتوجّه اليوم إلى مدينة ووهان، بؤرة الوباء.

ومع وصول الفيروس إلى دول جديدة في الشرق الأوسط بينها لبنان، إرتفع عدد الوفيات في إيران إلى أربعة هذا الأسبوع، فيما سُجِّلَت في إسرائيل أوّل إصابة بـ"كورونا" لدى امرأة وصلت صباح أمس وكانت على متن سفينة الرحلات السياحيّة "دايموند برينسس"، التي فُرِضَ عليها حجر صحي في اليابان منذ مطلع شباط. كذلك، أعلنت الإمارات تسجيل إصابتَيْن جديدتَيْن، ليرتفع إلى 11 مجموع الإصابات التي كشفتها في الأسابيع الأخيرة. وكانت مصر قد أعلنت بدورها في وقت سابق تسجيل إصابات بالفيروس.

وبالعودة إلى إيران، بلغ عدد الإصابات فيها 18، بينها أربع وفيات، معظمها في مدينة قم المقدّسة لدى الشيعة والتي يُتابع فيها الآلاف دروساً دينيّة، بينهم الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وتزورها سنويّاً أعداد كبيرة من اللبنانيين والعراقيين والكويتيين الشيعة، في حين رجّح مسؤول إيراني في وزارة الصحة أن يكون الفيروس قد انتشر في كلّ مدن إيران، بينما حظر العراق والكويت المجاورَيْن لإيران السفر من الجمهوريّة الإسلاميّة وإليها، ومنعا دخول الإيرانيين الذين يتدفّقون بالملايين إلى النجف وكربلاء لزيارة العتبات الشيعيّة المقدّسة. كما قامت الكويت بتعليق حركة المسافرين إلى إيران عبر الموانئ حتّى إشعار آخر، ونصحت بعدم السفر إلى قم. وتسبّبت الوفيات بحالة من الذعر في العراق الذي يُعاني من شبه انهيار في قطاعه الصحي، خشية انتقال الفيروس إليه. ويمنع العراق حاليّاً دخول أي صيني.

وفي إيطاليا، أغلقت السلطات في أكثر من تسع بلدات في منطقة لومبارديا ومدينة واحدة في فينيتو في شمال البلاد، الحانات والمدارس والأماكن العامة كافة لمدّة أسبوع، بسبب الاشتباه بإصابة 16 شخصاً بفيروس "كورونا". واتّخذت وزارة الصحة هذا القرار بالتوافق مع سلطات المنطقتَيْن المعنيّتَيْن، اثر اكتشاف أوّل بؤرة محلّية في إيطاليا في كودونيو قرب لودي. وفي الاجمال، طلبت السلطات من حوالى 50 ألف شخص في منطقة لومبارديا البقاء في منازلهم.

وفي الغضون، تضاعف تقريباً عدد الإصابات بالفيروس في كوريا الجنوبيّة، وتجاوز عدد المصابين في البلاد 200، يرتبط أكثر من نصفهم بطائفة مسيحيّة في مدينة بجنوب البلاد. وإذا ما استثنينا سفينة "دايموند برينسس" في اليابان، أصبحت كوريا الجنوبيّة ثاني بلد من ناحية عدد الإصابات المسجّلة خارج الصين التي ظهر فيها الفيروس. وبالأمس فقط، سجّلت مئة حالة جديدة، 85 منها مرتبطة بطائفة مسيحيّة تتبع "كنيسة شينتشونجي ليسوع" في مدينة دايغو، وفق ما جاء في بيان للمركز الكوري للسيطرة والوقاية من الأمراض. وبالإجمال، أُصيب أكثر من 120 منتمياً للطائفة في رابع أكبر المدن في كوريا الجنوبيّة، إذ نقلت امرأة تبلغ 61 عاماً، تنتمي إلى الطائفة، العدوى بعد مشاركتها في فعاليّات دينيّة، وقد كانت تجهل أنّها مصابة بالفيروس، ما دفع رئيس بلديّة دايغو بأن يدعو السكّان الذين يتجاوز عددهم 2.5 مليون شخص للبقاء داخل منازلهم.

وكان لافتاً بالأمس قرار وزيرة الصحة الأوكرانيّة الانضمام إلى حجر صحي فرض على مواطنين تمّ إجلاؤهم من الصين، بعدما أدّى وصولهم إلى أوكرانيا إلى حالة من الهلع وأعمال عنف في البلدة التي يُفترض أن تستضيفهم.


MISS 3