بعد فوزه في ولاية نيفادا الأميركية

ساندرز يعزز موقعه في "المعسكر الديموقراطي"

10 : 55

ساندرز يحتفل بفوزه مع عقيلته أمام حشد من أنصاره في تكساس أمس الأوّل (أ ف ب)

فاز السيناتور اليساري بيرني ساندرز بفارق كبير على منافسيه في الانتخابات التمهيديّة للحزب الديموقراطي التي جرت السبت في ولاية نيفادا الأميركيّة، بحسب نتائج جزئيّة، ما يسمح له بتعزيز موقعه في "المعسكر الديموقراطي" لحجز بطاقته لتحدّي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسيّة في 3 تشرين الثاني.

وبعد أيوا ونيوهامشير، تنافس المرشّحون الديموقراطيّون في ولاية نيفادا التي تتّسم بتنوّع سكّاني أكبر، إذ نصف سكّانها من المتحدّرين من أميركا اللاتينيّة. ويتقدّم السيناتور المستقلّ البالغ من العمر 78 عاماً بفارق كبير على منافسيه بحصوله على 46.6 في المئة من الأصوات. وتُفيد النتائج أيضاً بأنّ نائب الرئيس السابق المعتدل جو بايدن يأتي في المرتبة الثانية وحصد 19.2 في المئة من الأصوات، متقدّماً على بيت بوتيدجيدج الذي صوّت 15.4 في المئة من الناخبين له. وهذا الفارق شكّل اختباراً لبوتيدجيدج، الذي يواجه صعوبة في إقناع الناخبين القادمين من الأقليّات.

لكن بوتيدجيدج سعى عبر خطاب قوي إلى تقديم نفسه على أنّه سدّ معتدل في وجه ساندرز، معتبراً أن مواقفه الشديدة الميل إلى اليسار تجعله غير قادر على جمع الناخبين المستقلّين لمواجهة ترامب الذي يحظى بأرقام شعبيّة قويّة. وقال إن "السيناتور ساندرز يؤمن بثورة عقائديّة متصلّبة تنسى معظم الديموقراطيين، هذا إن لم نتحدّث عن معظم الأميركيين". وحذّر رئيس البلديّة السابق البالغ من العمر 38 عاماً من خطر اختيار اشتراكي يرى أن الرأسماليّة "مصدر كلّ الشرور".

وهذه الجولة الثالثة من الاقتراع التمهيدي للديموقراطيين تجعل السيناتور الاشتراكي في موقع قوي جدّاً قبل انتخابات "الثلثاء الكبير"، التي ستُجرى في الثالث من آذار وتُصوّت فيها 13 ولاية أميركيّة. وبات ساندرز في موقع يسمح له بخوض السباق إلى البيت الأبيض، لكن المسيرة تبقى طويلة للوصول إلى ترشيح الديموقراطيين.

وكان ساندرز واصل السبت حملته في تكساس التي ترتدي مع كاليفورنيا أهمّية كبيرة بين الولايات التي ستُصوّت الثلثاء. وأمام حشد استقبله بهتاف "بيرني"، قال ساندرز: "سننتصر في كافة أنحاء هذا البلد لأنّ الأميركيين سئِموا من رئيس يكذب طوال الوقت"، مضيفاً: "في نيفادا تمكّنا من جمع تحالف متعدّد الأجيال ومتعدّد الأعراق".

وفي هذا الصدد، نجح ساندرز الذي يتمتّع بشعبيّة كبيرة بين الشباب هذه المرّة في جذب الأقليّات، الأمر الذي كان نقطة ضعف له في محاولته الفوز بترشيح الديموقراطيين للانتخابات الرئاسيّة العام 2016 في مواجهة هيلاري كلينتون. ويعتبر جزء من السياسيين الديموقراطيين أن ساندرز الداعي إلى إصلاح عميق للنظام الصحي في اتجاه تغطية شاملة، يُبالغ في ميله إلى اليسار.

من ناحيته، عبّر بايدن (77 عاماً) الذي بقي لفترة طويلة المرشّح الأوفر حظاً للفوز، عن ارتياحه للنتيجة التي حقّقها في نيفادا بعد هزيمتَيْن مدوّيتَيْن في عمليّتَيْ التصويت الأولى والثانية. وقال: "الآن نتوجّه إلى كارولاينا الجنوبيّة لنفوز وسنتقدّم". ويُعوّل نائب الرئيس السابق باراك أوباما، الذي يتمتّع بشعبيّة بين الأقليّات، على نتيجة جيّدة الأسبوع المقبل في هذه الولاية الجنوبيّة التي يُشكّل فيها السود أكثر من نصف الناخبين الديموقراطيين.

أمّا السيناتورة التقدّمية إليزابيث وورن (70 عاماً)، التي حلّت في المرتبة الرابعة بـ10.3 في المئة من الأصوات، فأكدت مساء السبت أمام آلاف من أنصارها في ولاية واشنطن التي ستُصوّت في آذار، أنّها ستُواصل السباق، في حين تخلّى المرشّح الملياردير مايكل بلومبرغ (78 عاماً) عن أولى الانتخابات التمهيديّة على أن يدخل السباق في يوم "الثلثاء الكبير". وبالرغم من هذا الغياب، تمكّن الرئيس السابق لبلديّة نيويورك من الوصول إلى المرتبة الثالثة في معدّل استطلاعات الرأي الوطنيّة، مستخدماً ثروته الخاصة للقيام منذ تشرين الثاني بحملة إعلانات بلغت كلفتها حتّى الآن أكثر من 260 مليون دولار، فيما يتّهمه خصومه بـ"شراء" الانتخابات.

وبالإضافة إلى السجالات المحيطة بماضي بلومبرغ، يتعرّض الجمهوري السابق الآن إلى انتقادات كثيفة منذ أدائه السيّئ في أوّل مناظرة تلفزيونيّة شارك فيها الأربعاء الماضي.

ويُتابع ترامب بسخرية معركة الديموقراطيين. وأشار في تغريدة مساء السبت إلى أنّه "يبدو أن بيرني المجنون حقّق نتيجة جيّدة في نيفادا. بايدن والآخرون يبدون ضعفاء"، مطالباً ساندرز بألّا يسمح للديموقراطيين بـ"سرقة" الترشيح منه.


MISS 3