سعيد في ذكرى 14 آذار: سنناضل حتى العبور نحو الاستقلال الثالث

15 : 51

عقد لقاء "سيدة الجبل" و"المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني" عن لبنان مؤتمراً صحافياً، لمناسبة الذكرى الـ18 لانتفاضة الاستقلال 2005، شارك فيه النائب مروان حمادة، الدكتور أحمد فتفت، الدكتور مصطفى علوش، النائب السابق انطوان اندراوس، المحامي فادي مسلم ممثلاً حزب "القوات اللبنانية"، شارل جبور، جورج جريج ممثلاً رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، ساسين ساسين، العميد خليل الحلو، جاد اخوي، الدكتورة منى فياض، ايلي كيرللس، ايلي الحاج، ايلي قصيفي وحشد من الناشطين.


البيان


وتلا النائب السابق فارس سعيد بياناً، قال فيه: "نحن جيل 14 آذار تعلمنا من انتفاضة الاستقلال الثاني دروساً أهمها أن السيادة والاستقلال مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالوحدة الداخلية، غالباً ما قام بعضُ أطراف الصراع الداخلي - ومنهم من يستمر حتى يومنا هذا - بمقايضة عقيمة قوامها إعطاء جزء من السيادة لطرف خارجي - والسيادة لا تتجزأ - لقاء مكاسب على حساب الشريك الداخلي، ولا مكاسب حقيقية تكون على حساب الشراكة الوطنية، ونحن جيل 14 آذار نعتبر أن قسم جبران يمثلنا، لأننا لمسنا بالتجربة أن الوحدة الداخلية التي انبثقت على إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أخرجت جيشا قاتلا، وهو لا يزال يقتل في سوريا حتى اليوم. أخرجناه بدون عنف ولا دم. وقد سجل لنا التاريخ كلبنانيين أننا أطلقنا الربيع العربي في الـ2005 وحافظنا على سلميته، فيما سيغرقه تطرف الاستبداد الحاكم وتطرف الأصوليات الدينية والمذهبية في لجه العنف الدموي، نحن جيل 14 آذار، صقلتنا التجربة والمرارات، واستنتجنا العبر والدروس، فأصبحنا نميز بين خطاب الغرائز الفئوية وخطاب المصلحة الوطنية الجامعة. ونحن جيل 14 آذار نعتبر أن زمن 14 آذار الذي أوصلنا الى الوحدة الداخلية فالاستقلال لا يزال صالحا اليوم إذا اردنا العبور الى الاستقلال الثالث والدولة السيدة".


وتابع سعيد: "زمن 14 آذار يعني إعادة تكوين الوحدة الداخلية في مواجهة الاحتلال الإيراني للبنان، أي استعادة الحرية التي بدورها كفيلة باسترجاع الدولة والقانون والإصلاح والتقدم والازدهار، ونحن جيل 14 آذار نتوجه الى الشباب اليوم لنخبرهم أن الوحدة الداخلية ليست عملية تلفيقية بين مصلحيات صغيرة، وإنما هي حصيلة عمل تراكمي يبدأ بتوحيد القراءة السياسية ولا ينتهي بوضع صيغ تنفيذية. فلا وحدة داخلية ولا استقلال إذا خرجنا عن ثوابتنا ومرجعياتنا الوطنية، ولا استقلال إذا رتب كل فريق أولوياته على حساب الأولوية الوطنية".


أضاف: "نحن جيل 14 آذار، وبفضل ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي جعلت العالم قرية صغيرة حيث بات الكل مطلعا على الكل، نفهم جيدا اندفاعة الشباب نحو الشفافية والإصلاح ومحاسبة الفاسدين، نحن جيل 14 آذار ننظر الى توجه بعض المسيحيين نحو الانسحاب من صيغة لبنان الكبير، بعين القلق، فضلا عن الرفض، ونعتبره انتحارا موصوفا. كذلك ننظر إلى تشتت إخوتنا السنة وانكفاء أكثرهم على الذات باعتباره انتقاصا من دور طائفة مكونة وحاملة لواء الاعتدال في لبنان والمنطقة العربية، كما حمله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما ننظر الى من يظن انه قادر بعضلات الخارج حكم لبنان وإلغاء تنوعه من خلال إنتاج سلطة مرتكزة على حزب حاكم وطائفة مميزة باعتباره ضربا من جنون العظمة!".


وأردف: "نحن جيل 14 آذار في سيدة الجبل وفي المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني، نعتبر - في لحظة إعادة تكوين المنطقة وإعادة توزيع نفوذ الدول الإقليمية - أن علينا تجديد الثقة بدور لبنان ورسالته في المنطقة بعدما نجحت سلطة الأمر الواقع الحالي في نسف الكثير الكثير من مرتكزاته الأساسية، فبعد انهيار قطاعنا المصرفي ودور مرفأ بيروت والمستشفى العصري والمدرسة والجامعة نحن بحاجة الى إعادة صياغة دور متجدد لنا في عالم عربي متحرك".


وقال: "ايران تبسط هيمنتها على اربع عواصم عربية وتتلاعب بالداخل الفلسطيني، وحيث توجد ميليشياتها لا ماء ولا كهرباء ولا مستشفى ولا مصرف، تركيا تحاول اللعب على أوتار الإسلام السياسي الذي في كثير من الأحيان يشوه صورة الإسلام كدين العالم العربي في مرحلة انتقالية حيث تنام المنطقة على شيء وتستفيق على شيء آخر. وآخر تقلباته الاتفاق على إعادة العلاقات الديبلوماسية بين المملكة السعودية وإيران برعاية الصين، وذلك فضلاً عن إسرائيل التي تجد في انهيار لبنان وصيغته تجديداً لشبابها ومشروعها! ونحن جيلَ 14 آذار ندعو الجامعات اللبنانية والانتشار والمثقفين والأطباء والمهندسين وكل القطاعات... إلى المساهمة في ورشة عمل وطنية من اجل استنهاض لبنان وصياغة دوره الرائد في العيش المشترك الذي إذا نجح في لبنان، سينجح غدا في سوريا بين السنة والمسيحيين والعلويين والأكراد، وسينجح في العراق وفي اليمن بين المكونات كافة".


وختم سعيد: "شعبنا شعب لبنان يستحق الحياة، وسنناضل حتى العبور نحو الاستقلال الثالث من خلال تنفيذ الدستور والطائف والقرارات 1559-1680-1701. عاش لبنان، سيداً حراً مستقلاً، وطناً نهائياً لجميع أبنائه، عربيَّ الهوية والانتماء". 

MISS 3